السفير الأميركي الجديد لدى العراق يبدأ مهامه والكتل السياسية تنظر إلى مهمته بحذر

قيادي صدري لـ «الشرق الأوسط»: سنتعامل معه بالمثل

وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لدى استقباله السفير الأميركي الجديد روبرت ستيفن بيكروفت (أ.ب)
TT

بعد الفضيحة التي طالت بريت ماكغورك، المرشح السابق لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى العراق، بالإضافة إلى مواقف بعض الكتل السياسية منه وبالذات زعيم القائمة العراقية إياد علاوي، سلم السفير الأميركي الجديد لدى العراق روبرت ستيفن بيكروفت أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس.

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها إن الوزير زيباري رحب بتعيين السفير في بغداد وأكد على حرص الحكومة والوزارة على تقديم الدعم والمساندة المطلوبة لعمل السفارة لدى البلاد في سبيل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين والشعبين الصديقين.

إلى ذلك، تفاوتت مواقف الكتل والقوى السياسية في العراق في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من تعيين السفير الجديد في ظل المتغيرات الحاسمة التي تشهدها المنطقة. فقد اعتبر عدنان السراج، القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، أن «المخاوف التي كان قد أبداها في السابق الدكتور إياد علاوي بشأن المرشح السابق لم تكن حقيقية لأن السفير الأميركي لا يمكن أن يكون منحازا إلا لسياسة بلاده ومصالحها». وأضاف السراج أن «الهدف من تلك الاتهامات كان إعطاء رسالة بأن هناك سفراء أو مسؤولين أميركيين متعاطفون مع رئيس الحكومة نوري المالكي وهي عملية مقصودة على الرغم من أنها غير حقيقية بالمرة». وأوضح السراج أن «السفير يمر بعدة قنوات وجهات داخل الولايات المتحدة، وبالتالي، فإن مهمته وإن كانت غير سهلة، لكنها تبقى مهمة تتعلق بكيفية تنفيذ سياسة بلاده، لا سيما في ظل الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة ويشهدها العراق». وأكد السراج أن «الخارجية العراقية كانت قد أعطت الضوء الأخضر لقبوله، وهو ما يعني قبوله من قبل الحكومة العراقية، وهي مسألة سيادية، حيث إن السفير يتعامل مع حكومة مركزية حتى عندما يلتقي مع القوى الأخرى، فإن هذا اللقاء لن يكون خارج السياقات والأعراف الدبلوماسية والسياسية حيث إنه لا يمارس سياستين؛ واحدة مع الحكومة، وأخرى مع الكتل السياسية».

أما عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني ره وز مهدي خوشناو، فقد أكد أن «مسألة اختيار السفراء إنما هي مسألة سيادية تتعلق بكل دولة، لأنه يمثل بلاده لدى تلك الدولة، وهناك أسباب للرفض والقبول لهذا المرشح أو ذاك». وأضاف خوشناو أن «مهمات السفير الأميركي الجديد لدى العراق في غاية الأهمية في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العراق والمنطقة؛ ومنها تنفيذ باقي بنود اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الموقف من إيران وسوريا». وأشار إلى أن «من المؤكد أن هناك انحسارا في الأولويات الأميركية تجاه العراق والمنطقة، وهو ما سوف ينعكس على طبيعة أداء السفير وكيفية التعامل معه».

من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري أمير الكناني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «موقف التيار الصدري من السفير الأميركي يتحدد على ضوء تعامل الولايات المتحدة مع قضايا العراق والمنطقة ومنها الموقف من إسرائيل ومن سوريا ومن إيران»، مشيرا إلى أن «أميركا تساند السياسة الإسرائيلية على حساب أبناء الشعب الفلسطيني، كما أن الموقف من إيران يمكن أن ينعكس سلبا على العراق لأن إيران دولة جارة للعراق.. وعلى صعيد سوريا، فإن أميركا تدعم إسقاط الأسد بينما من يريد إسقاط الأسد الآن هو تنظيم القاعدة». وأشار الكناني إلى أن «التيار الصدري يتعامل بالمثل في مثل هذه المواضيع والقضايا المهمة والمصيرية».

وفي الإطار نفسه، أكد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «السفراء الأميركان يعكسون سياسة بلادهم من دون شك، وإذا كانت هناك ملاحظات على المرشح السابق، فإن هذا السفير الجديد هو الآخر توجد عليه ملاحظات لأنه لم يكن بعيدا عن العراق، لأنه كان في فترة من الفترات جزءا من طاقم السفارة الأميركية»، وأضاف فهمي أن «هناك تحديات كبيرة من دون شك أمام هذا السفير سواء لجهة العراق أو لجهة المنطقة خصوصا أنها تشهد حراكا سريعا ومتصاعدا في ظل انتخابات أميركية وأولويات أميركية».