الأمم المتحدة تدين هجوم المستوطنين على مزارع الفلسطينيين وتدعو إسرائيل لملاحقتهم

سجلت 35 هجوما خلال عام ولكن الشرطة أغلقت التحقيق في 99% منها > أكثر من 450 شجرة زيتون دمرت هذا الأسبوع

TT

أدان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، أمس، موجة الاعتداءات التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على بساتين الزيتون الفلسطينية، ودعا إسرائيل إلى معاقبة الفاعلين.

وقال سيري في بيان: «أشعر بالفزع من التقارير الأخيرة حول مهاجمة المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية مرارا للمزارعين الفلسطينيين، وتدمير مئات من أشجار الزيتون التي يملكونها في ذروة موسم الحصاد».

وأضاف: «هذه الأعمال تستحق الشجب، وأدعو حكومة إسرائيل إلى تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة».

وأعلنت منظمة «يش دين» الحقوقية الإسرائيلية في دراسة نشرت، أمس، أنها سجلت 35 هجوما على أشجار الزيتون وكروم العنب وأشجار فاكهة أخرى، في الفترة ما بين سبتمبر (أيلول) 2011، ويوليو (تموز) 2012، ولكن الشرطة أغلقت التحقيق في 99 في المائة من القضايا لعدم كفاية الأدلة.

وقالت المنظمة في بيان: «إن ظاهرة تخريب الأشجار تتواصل بقوة أكبر هذا العام، وتستهدف ممتلكات وأرزاق كثير من العائلات الفلسطينية». وأشارت المنظمة إلى أن «فشل الشرطة في تطبيق القانون وحماية أملاك الفلسطينيين يشجع هذه الظاهرة، لأن المجرمين الذين يفلتون من العقاب لا يردعون عن تكرار أفعالهم».

ومن ناحيته، قال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن نتائج التقرير «غير دقيقة وغير حديثة»، مشيرا إلى أن «الشرطة كثفت نشاطها خاصة في الأسابيع الأخيرة في التعامل مع الحوادث التي وقعت». وأضاف: «كانت هناك عملية سرية للشرطة وقعت قبل أسبوعين فقط، حيث تعرض 3 من رجال الشرطة كانوا يرتدون ملابس رعاة فلسطينيين للاعتداء (من قبل المستوطنين)»، وهم يراقبون الوضع تحسبا لوقوع هجمات على المزارعين الفلسطينيين وقتها. وبحسب روزنفيلد، فإن «الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 4 أشخاص مرتبطين مباشرة بهذا الهجوم». وأحرق مستوطنون إسرائيليون صبيحة السبت عشرات من أشجار الزيتون في قرية قريوت، الواقعة ما بين مدينتي رام الله ونابلس في الضفة الغربية. وقال مزارعون إنهم وجدوا يومها أكثر من 20 شجرة زيتون مقطوعة، إضافة إلى عشرات الأشجار المحروقة في بساتينهم. وذكر مسؤولون أمنيون أن الأهالي أبلغوا عن حرائق، تشير الأدلة الأولية إلى أنها متعمدة، ونفذها مستوطنون من مستوطنة «عليي» المجاورة. وقالت «يش دين»، نقلا عن المزارع سعيد أحمد جابر من قريوت إنه قبل عدة أيام تم قطع 120 شجرة زيتون في أملاكه، يوم الثلاثاء. وأشار روزنفيلد إلى أن التحقيق في هذا الاعتداء جار، ولم يعتقل أي شخص حتى الآن.

وبحسب مجموعة من المنظمات الحقوقية الإسرائيلية، تتضمن يش دين وحاخامات لحقوق الإنسان وبيتسيلم وجمعية حقوق المواطن في إسرائيل تم تخريب مئات الأشجار، أو سرقة محصولها منذ 7 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال بيان مشترك صادر عن المنظمات: «كان الأسبوع الماضي غير عادي، من حيث مدى السرقة وتدمير بساتين الزيتون الفلسطينية، وخاصة تلك القريبة من المستوطنات والبؤر الاستيطانية». وأكمل البيان «وفقا لتقديرات مبكرة، فقد تعرضت أكثر من 450 شجرة فلسطينية للتلف هذا الأسبوع». ووجهت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي رسالة إلى الدبلوماسيين حول التهديد الذي يواجهه مزارعو الزيتون الفلسطينيون خلال موسم الحصاد الذي بدأ الأسبوع الماضي.

وكتبت عشراوي في الرسالة: «بدأ الفلسطينيون في جميع أنحاء البلاد الحصاد السنوي للزيتون، ويتعرضون مرة أخرى للهجمات على يد المستوطنين الإسرائيليين العنيفين». وأكملت: «إن الشعب الفلسطيني يطالب بأن تقوم بعثاتكم إلى بلدنا بإرسال مراقبين، لكل مناطق قطف الزيتون المعرضة للخطر، لتوثيق اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين والجيش. وبالإضافة إلى ذلك، نعتقد أن وجودكم سيكون رادعا لمزيد من العنف». وتتكرر هجمات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة في موسم قطاف الزيتون من كل عام. وتقدر منظمة «أوكسفام» عدد أشجار الزيتون في الضفة الغربية بـ9 ملايين شجرة. والزيتون قطاع مهم يمكن أن تبلغ عائداته 100 مليون دولار، عندما يكون الموسم جيدا.