باراك يؤكد ما نفاه نتنياهو: المفاوضات مع الأسد استهدفت إبعاده عن إيران

يعلون: لم يوافق قط على انسحاب كامل من الجولان.. وإنما كانت هناك محاولة لكسر محور الشر

TT

بعد أن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد نفى أن يكون مبعوثوه أجروا محادثات مع مبعوثي الرئيس السوري بشار الأسد، حول الانسحاب الإسرائيلي من الجولان المحتل مقابل توقيع اتفاق سلام بين البلدين، أكد اثنان من نوابه وجود هذه المحادثات، هما إيهود باراك وزير الدفاع، وموشيه يعلون وزير الشؤون الاستراتيجية. وقالا إنها استهدفت بالأساس إبعاد سوريا عن إيران.

فقد أكد الكولونيل المتقاعد ميخائيل هرتسوغ، رئيس طاقم وزير الدفاع إيهود براك، أن «إسرائيل عرضت على سوريا قائمة مفصلة بمطالبها كان من المفروض أن تشكل أساسا لاتفاقية سلام، وكانت الفكرة الأساسية من وراء هذه المطالب فحص إمكانية دق إسفين في المحور المتطور الذي ضم إيران وسوريا وحزب الله عبر إخراج سوريا من المعادلة». وأضاف هرتسوغ «لكن الردود التي جاءت من الأسد لم تكن قاطعة بشأن العلاقة مع إيران، وقد شك نتنياهو في نوايا الأسد»، مضيفا أن «التحرك الإسرائيلي هدف إلى التوصل إلى سلام مع سوريا يعقبه اتفاق سلام مع لبنان أيضا. ثم توقفت الاتصالات بعد نشوب الحرب الأهلية في سوريا».

في المقابل، قال نائب رئيس الحكومة، الوزير موشيه يعلون «وفق معلوماتي لم يوافق نتنياهو قط على انسحاب كامل من الجولان، إنما كانت هناك محاولة لكسر محور الشر، ويحق لرئيس الحكومة أن يفتح قنوات اتصالات سرية مع الأطراف الموجودة في المنطقة». وكان موضوع هذه المباحثات قد شغل الإسرائيليين بشكل كبير في اليومين الأخيرين، ولم يقتنعوا بالنفي الذي صدر عن نتنياهو، خصوصا أن الولايات المتحدة أيضا أكدت وجودها. وقد كرست القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي المستقل برنامجها «واجه الصحافة» لهذا الموضوع. واستضافت باراك، الذي كان الوزير الوحيد الذي أشركه نتنياهو في أسرار هذه المحادثات، فقال إن المسألة تمت بمبادرة أميركية. وأضاف «لقد حاول الأميركيون فحص إمكانية قطع سوريا عن إيران وحزب الله، وكانت إسرائيل مستعدة للمشاركة في هذا المجهود. فلو تسنى ذلك، لكان هذا الأمر يبرر فعلا فحص أمور كثيرة، لكن تبين أن ذلك غير ممكن. لم أسمع من نتنياهو في أي مرحلة من هذه المراحل استعدادا للانسحاب من الجولان».

وقال البروفسور إيتمار رابينوبيتش، الذي شارك في المفاوضات السورية الإسرائيلية سابقا، إن «معنى أي نوع من المحادثات مع سوريا واضح، وكل من يخوض في مفاوضات مع سوريا يعرف بشكل أو بآخر الثمن الذي يطلبه النظام السوري مقابل اتفاقية السلام - وهو الانسحاب من الجولان». وأضاف أن السوريين ما كانوا ليحرزوا تقدما في المفاوضات أو يخوضوا فيها لو لم تتوافر لهم إشارات بأن هناك ما يمكن التحدث بشأنه.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد نقلت أن وزارة الخارجية الأميركية أكدت صحة التقرير الذي نشرته الصحيفة يوم الجمعة وكشفت من خلاله عن مفاوضات متقدمة بين نتنياهو والأسد حول سلام كامل مقابل الانسحاب الإسرائيلي التام من الأراضي السورية المحتلة في الجولان. كما أقر عدد من المسؤولين الإسرائيليين بصحة التقرير حول مفاوضات بين الجانبين السوري والإسرائيلي، على الرغم من أن مكتب نتنياهو نفى في بيان رسمي أن تكون الحكومة الإسرائيلية أجرت مفاوضات على أساس الانسحاب الكامل من الجولان. وادعى مكتب نتنياهو أن ما يدور الحديث عنه كان واحدا من العروض التي قدمت من الأميركيين لإسرائيل إلا أن نتنياهو رفضها. ونقلت الصحيفة أن الناطقة بلسان الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، قالت «لقد بذلت حقا جهودا لدعم اتصالات بين مسؤولين رفيعي المستوى من إسرائيل وسوريا، وقد كان ذلك من ضمن المهام التي كُلف بها السيناتور جورج ميتشل، لكن في ظل الظروف الحالية في سوريا لا يمكن مواصلة العمل على هذا الأمر».