قوى «14 آذار» ترفض تبني نصر الله إطلاق الطائرة فوق إسرائيل وإقراره بوجود مقاتليه في سوريا

حوري لـ«الشرق الأوسط»: خطوته تلغي فرضية وجود الدولة وتقحم البلد بالمتاهات

TT

واصلت قوى «14 آذار» المعارضة، حملتها الرافضة لما تضمنه الخطاب الأخير لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، والذي تبنى فيه المسؤولية عن إطلاق طائرة الاستطلاع من دون طيار (أيوب)، والتي اخترقت الأجواء الإسرائيلية قبل أسبوعين، وكذلك اعترافه بوجود مقاتلين من الحزب في الداخل السوري. في حين رد الحزب معتبرا أن «هذه الحملة ليست سوى فقاقيع هواء لا تحول بين المقاومة وبين تحقيق أهدافها»، داعيا لاعتبار «الإعلان عن هذه المفاجأة يوما مجيدا في تاريخ لبنان».

واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري، أن نصر الله «أكد مرة جديدة أن الاستراتيجية الدفاعية مرتبطة بوجهة نظره فقط من دون الحاجة إلى طاولة الحوار». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حين يقرر السيد نصر الله خرق القرار 1701 منفردا، يفترض به أن يتوقع رد فعل لا يتحمله هو إنما كل البلد، ويكون بذلك أقحم لبنان بمتاهات نحن بغنى عنها، وربما يعود بنا إلى منطق (لو كنت أعلم)».

وقال حوري إن «هذه الخطوة تلغي أي فرضية لوجود الدولة، التي يفترض بها أن تتخذ إجراءات لأي مواجهة محتملة وأعباء البنية التحتية»، معتبرا أن «ما قام به حزب الله هو خطوة إيرانية للتخفيف عن النظام السوري». ورأى أن «ما يقوم به حزب الله في سوريا يعطي ذريعة للجيش السوري الحر لنجدة سوريين في لبنان، كما يعطي ذريعة لأي دولة لها جالية في لبنان أن تتدخل من دون مبرر». وأضاف أن «هذا الكلام بعيد عن المنطق يحاول من خلاله السيد نصر الله تبرير سقوط أعداد من مقاتليه في سوريا».

واعتبر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أن «إطلاق طائرة من دون طيار من قبل حزب الله في المجال الجوي للأراضي المحتلة من قبل إسرائيل هو خرق للقرار 1701»، وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس «نحن لدينا عدو إسرائيلي واحد، ونحن نعتز بكل إنجاز ضد هذا العدو، لكن أن يتم ذلك من قبل حزب الله وأن يعلن ذلك (أمينه العام) السيد حسن نصر الله، فهو توريط للبنان في عمليات عسكرية، وربما في ردود فعل إسرائيلية على لبنان لم تتم استشارته بها، ولا استشارة الحكومة اللبنانية، وبالتالي تشكل تعريض الأمن الوطني اللبناني والمواطنين اللبنانيين للخطر تعريضا حقيقيا». ورأى أن «السيد حسن نصر الله اتخذ لنفسه صفة من يعلن الحرب ومن يستطيع أن يقوم بهذا الأمر، دون أن يسأل عن أي سلطة في لبنان ولا ماذا يريد اللبنانيون»، مشيرا إلى أن «كل التبريرات التي أوردها السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير لا تقنع أحدا، بل هو فتح بابا لا يمكن إقفاله».

بدوره، طلب منسق اللجنة المركزية في حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، توضيحات من الدولة اللبنانية عن وجود عناصر من حزب الله، الموجود في الحكومة، في سوريا. وسأل قائلا «ماذا سنفعل إذا قرر البعض الانتقام من الشعب اللبناني بسبب بعض اللبنانيين الموجودين للقتال في سوريا؟! إذا كان حزب الله يعتبر أنه يقوم بواجب جهادي هناك، فماذا لو قرر بعض السوريين القيام بواجب جهادي مضاد في لبنان؟! ماذا نفعل حينها؟!». وأضاف قائلا «إننا نحذر حزب الله، ونقول: يا حزب الله، أنت تأتي بالدب إلى كرمك، وليس إلى كرمك فقط بل إلى كرمنا أيضا، لأننا نعيش معك في البلد نفسه، وأنت تورطنا وتورط نفسك في قضية سوف ندفع ثمنها جميعا»، مشيرا إلى أن «هذه الدولة التي تضم وزيرين من حزب الله في حكومتها وأخذت قرارا بالنأي بالنفس عما يجري في سوريا، يقوم فريق أساسي منها بإرسال مقاتلين إلى جانب النظام السوري».

ورد عضو كتلة حزب الله، النائب نواف الموسوي، مواقف قوى «14 آذار» من خطاب نصر الله، حيث رأى أن «الحملات المتجنية على المقاومة ليست سوى فقاقيع هواء لا تحول بينها وبين تحقيق أهدافها أو تعطل قدراتها على الإبداع والتجهيز والتدريب والتسليح والتذخير»، معتبرا أنه «كان ينبغي أن يكون يوم إعلان سماحة الأمين العام عن مسؤولية المقاومة عن إطلاق الطائرة التي ثقبت أسطورة الفضاء الإسرائيلي الذي لا يخترق يوما مجيدا في تاريخ لبنان». وتوجه إلى فريق «14 آذار» سائلا: «كيف نرجو أن يستشعر العزة الوطنية من غادر العزة والوطنية وارتضى لنفسه أن يكون وكيلا محليا للترويج للدعاية الأميركية والإسرائيلية لنزع سلاح المقاومة؟!».

من ناحيته، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، أن «فريق (14 آذار) متورط بدماء الشعب السوري بعد أن قال الكثير عن حزب الله، إلا أن المعيار الفاصل هو أن حزب الله يريد وقفا لإطلاق النار وحلا سلميا وسياسيا في سوريا، وهم يريدون تأجيج النار المشتعلة هناك، وبالتالي المزيد من الدماء، فيحرضون ويسلحون من أجل إعاقة أي حل سلمي». وقال إن «المواقف باتت معروفة لبنانيا وسوريا وعربيا ودوليا، فبات هناك محور يريد وقف إطلاق النار والذهاب لحل سلمي، في مقابل فريق يرفض الحل السلمي ويريد إكمال المعركة، وأن فريق (14 آذار) هو من الفريق الذي يريد تأجيج النار في هذا البلد ولا يريد وقفا لإطلاقها، وهذا الفريق وبالتحديد حزب (المستقبل) تورط منذ البداية، وهناك نواب منه في تركيا وبلجيكا وأوروبا عملوا منذ البداية على إدارة عمليات التسليح والتحريض الإعلامية والسياسية وعمليات التمويل للمسلحين».