3 انفجارات تهز المزة بدمشق.. واستهداف شبيح وصحافي تابع للنظام

استخبارات «الجيش الحر» تعلن بدأها «تطهير العاصمة من الخونة»

آثار الانفجار الأول الذي وقع فجر أمس في منطقة المزة بدمشق (أ.ف.ب)
TT

زادت شدة التأهب الأمني وسط العاصمة دمشق أمس مع ظهور كتيبة تابعة للجيش الحر تسمى «كتيبة معاوية بن أبي سفيان» أعلنت بدءها حملة «تطهير العاصمة من الخونة»، وتبنت ثلاثة انفجارات وقعت على أوتوستراد المزة أمس.. وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان السلطات السورية «تطهير عدد من البلدات في الغوطة الشرقية بريف دمشق من الإرهابيين وتدمير مقرات لهم في بلدات زبدين ودير العصافير وشبعا ومحمدية من المجموعات الإرهابية المسلحة في الغوطة الشرقية».

وتعرف كتيبة معاوية نفسها بـ«الذراع الضارب لجهاز استخبارات الثورة السورية في العاصمة دمشق - القيادة العليا للمجالس العسكرية الثورية لدمشق وريفها». ولوحظت أمس زيادة كبيرة في عدد الحواجز التي تقطع أوصال أحياء وسط العاصمة، ورجح ناشط في دمشق أن يكون ذلك تحسبا من توسع رقعة الاشتباكات من ريف دمشق إلى قلبها، بعد الحملات العسكرية الشرسة على أحياء جنوب المدينة وبلدات الغوطة الشرقية.

وشهد قلب العاصمة أمس حالتي تأهب واستنفار أمني شديدتين بعد ساعات قليلة من استهداف تجمع للشبيحة على أوتوستراد المزة وقريبا من السفارة الإيرانية، بحسب بيان صادر عن «كتيبة معاوية بن أبي سفيان في دمشق»، التي قالت إنها نفذت عملية استهدفت تجمعا للشبيحة فجر الأحد، دون ذكر ما أسفر عنه الانفجار. كما تبنت الكتيبة في بيان آخر استهداف وضاح سليمان، الذي قالت إنه شبيح ويعمل قناصا، وذلك ضمن حملة «تطهير العاصمة من الخونة». وقال البيان: «تم تنفيذ عدة عمليات نوعية كان حصيلتها: استهداف الشبيح وضاح سليمان ويعمل كقناص، ويعتبر من المتسببين في مقتل العديد من أبناء دمشق وريفها برصاصة الغادر»، وإن العملية «تمت في منطقة المزة فيلات شرقية بجوار جامع الشافعي»، وإنه تم استهداف «الشبيح الصحافي أيمن ونوس المحرض الطائفي الأكبر لقتل أبنائنا وإخوتنا».

إلا أن وكالة الأنباء السورية (سانا) قالت إن «عبوة ناسفة وضعتها مجموعة إرهابية مسلحة في سيارة قرب جامع الفتح بمنطقة المزة أدت إلى إصابة أيمن يوسف ونوس الذي يعمل في مجلة (الأزمنة) الخاصة بجروح خطيرة»، وإنه تم نقل ونوس إلى المشفى لتلقي العلاج. كما أشارت «سانا» إلى الانفجار الضخم الذي وقع فجرا على أوتوستراد المزة، وقالت إن «سيارة مفخخة يقودها إرهابي انتحاري انفجرت على أوتوستراد المزة فجرا، واقتصرت أضراره على الماديات». وأكدت الوكالة أن السيارة «كانت مفخخة بكميات من المتفجرات، وانفجارها لم يسفر عن وقوع ضحايا».

كما وزعت مواقع موالية للنظام فيديو يظهر حجم الأضرار الناجمة عن الانفجار، وبدا أن عدة مبان تضررت واجهاتها بشكل كامل وكذلك مقهى «إن هاوس»، ولم يذكروا أي معلومات عن الإصابات البشرية، علما بأن شهود عيان من سكان المنطقة قالوا إن المقهى مكان للقاء الشبيحة، «كما أن الانفجار استهدف سيارتي (همر) للشبيحة اعتادوا تزيينها بالأعلام وإطلاق صوت أغان تمجد النظام وتجوب الشوارع ليل نهار لتتوقف قريبا من (إن هاوس) القريب من السفارة الإيرانية».

من جانبها، قالت تنسيقية المزة إن ثلاثة انفجارات وقعت في حي المزة «أولها عند الساعة الثانية والثلث فجرا، وتم استهداف مقر للشبيحة التابعة للمدعو عساف، وهو من أكبر الداعمين للنظام»، وعند «الساعة العاشرة تم استهداف أيمن ونوس، ويعمل صفحيا لدى أجهزة الأمن، وهو في حالة خطرة جدا في أحد المشافي»، و«عند الساعة الحادية عشرة والنصف تمت محاولة اغتيال الشبيح وضاح سليمان الذي يركب سيارة جيب كحلي تابعة لفرع المخابرات الجوية، وقد تم بتر قدميه على الفور».

ولا تزال معظم شوارع وسط العاصمة التجاري مغلقة، حيث تم إغلاق عدد من الطرق بصورة كاملة أو جزئية مع تحويل طرق السير، مع استنفار أمني وانتشار للحواجز الأمنية وتفتيش السيارات داخل الأحياء وبالقرب من المقرات الأمنية.