خامنئي يحذر السياسيين من إثارة الخلافات قبيل الانتخابات الرئاسية

قال إن «الأعداء» يحاولون زعزعة الاستقرار وعلى المسؤولين أن يساعدوا في استتباب الأمن

خامنئي يتحدث في تجمع شعبي خلال جولته في مدن ايرانية (أ.ب)
TT

ثمانية أشهر تفصل إيران عن الانتخابات الرئاسية، وقبل أن ينطلق موعد السباق الانتخابي بين المتنافسين الذين لم يرشحوا بشكل رسمي بعد، وجه المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي تحذيرا لهؤلاء الذين ينوون الترشح بعدم إثارة الخلافات السياسية في البلاد وجر الإيرانيين إلى النزاعات كما حصل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2009 والتي انتهت بإعادة انتخاب الرئيس الإيراني المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد مما أثار موجة احتجاجات غير مسبوقة نظمتها المعارضة الإصلاحية التي عرفت آنذاك بـ«الحركة الخضراء».

واحتجاجات يونيو (حزيران) 2009 ما زالت ماثلة في أذهان الإيرانيين عندما اعترض زعيما المعارضة الإصلاحية مير حسين موسوي ومهدي كروبي، اللذان تنافسا على المنصب آنذاك، على نتائج الانتخابات وقالا إنها زورت لصالح أحمدي نجاد الذي كان مدعوما من المرشد الأعلى قبل أن تدب الخلافات بينهما لاحقا.

وأمس أشار خامنئي خلال اجتماع بأهالي مدينة شيروان في محافظة خراسان الشمالية إلى قرب الانتخابات الرئاسية في إيران داعيا المسؤولين في البلاد إلى الابتعاد عن إثارة الخلافات السياسية في المجتمع الإيراني، حسبما أوردته وكالة مهر الإيرانية.

وأضاف أن «الأعداء يحاولون زعزعة الاستقرار في البلاد وعلى كل المسؤولين أن يساعدوا على استتباب الأمن خلال فترة الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران»، وتابع قائلا إن «أي شعب يتمتع بالاستقرار السياسي والهدوء يستطيع أن يتوجه نحو التنمية والإعمار والبناء وفي غير ذلك لا يستطيع أن يستخدم إمكاناته المتاحة من أجل التقدم والازدهار».

ومنصب الرئيس أصبح يشكل صداعا مزمنا لدى المرشد الأعلى، فبعد المظاهرات غير المسبوقة التي نظمت في طهران وشارك فيها عشرات آلاف الإيرانيين احتجاجا على نتائج الانتخابات، دبت الخلافات بينه وبين نجاد الذي رأى المقربون من خامنئي أنه بات يتحدى مكانة المرشد ويتبنى أفكارا مخالفة للثورة الإسلامية عبر الدعوة إلى تعزيز الهوية القومية الإيرانية على حساب الهوية الإسلامية للإيرانيين، مما اضطر خامنئي إلى إعادة النظر بمنصب الرئيس من خلال تصريحات غير مباشرة عن إمكانية إلغاء المنصب أو انتخاب الرئيس عبر مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان).

ودعا خامنئي أمس الإيرانيين إلى وحدة الموقف مشيرا إلى ما سماه بـ«محاولات الأعداء لإثارة النعرات الطائفية وضرب الوحدة في بداية انتصار الثورة الإسلامية (1979) وفشل هذه المحاولات»، وتابع قائلا إن «الأعداء (الغرب) دفعوا النظام الصدامي (نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين) لشن هجوم ضد الشعب الإيراني بغية زعزعة الاستقرار في إيران كما أن الحركات الإرهابية في الداخل ساعدت النظام العراقي البائد ولكن ما حصل كان يختلف تماما مع استراتيجية الأعداء ومخططاتهم».

وقال إن «الحرب المفروضة (العراقية - الإيرانية 1980 - 1988) ضد إيران عكس ما كان يتوقعه الأعداء ساعدت على إضفاء الوحدة في المجتمع الإيراني ولذا على الجميع أن يثمن هذه الوحدة ويسعى إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار والهدوء السائد في البلاد».

ومع وضع زعيمي المعارضة موسوي وكروبي تحت الإقامة الجبرية فليس من الواضح بعد الآن إن كانت المعارضة الإصلاحية في البلاد ستشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد أن كانت قاطعت الانتخابات التشريعية الأخيرة حيث هيمن أنصار المرشد الأعلى على معظم مقاعد البرلمان.

وتدور أحاديث في الأوساط السياسية الإيرانية حول دعم خامنئي لتشريح رئيس البرلمان الحالي علي لاريجاني لمنصب الرئيس غير أنه ليس من الواضح بعد إن كان أي من الوجوه البارزة الأخرى على الساحة السياسية الإيرانية سترشح للانتخابات بعد إعلان علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام عدم مشاركته فيها مرجحا أن يتولى رئاسة الجمهورية «أشخاص أكثر شبابا».