البرلمان الإسرائيلي يحل نفسه.. ونتنياهو يتباهى بأنه لم تشن أي حرب في عهده

أبو مازن يمتدح أولمرت ويهاجم نتنياهو.. ويؤكد عودته للمفاوضات

TT

حل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) نفسه، أمس، بشكل رسمي، بناء على طلب حكومة بنيامين نتنياهو، وحدد موعدا قريبا لانتخاب برلمان آخر مكانه يوم 22 يناير (كانون الثاني) من السنة المقبلة، أي قبل تسعة شهور من موعدها المقرر. وبذلك تكون حملة الانتخابات الإسرائيلية قد انطلقت. وقد ألقى نتنياهو خطابا أمام الكنيست اعتبر أول خطاب انتخابي في هذه المعركة، إذ راح يعدد إنجازات حكومته، بدءا من إطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط.

وتدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في الانتخابات الإسرائيلية، مبديا الدعم لرئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت المتوقع مشاركته في الانتخابات، ومهاجما نتنياهو، ولكن بشكل غير مباشر، عندما أكد أنه وأولمرت، كانا على بعد «شهرين» من التوصل لاتفاق سلام شامل، قبل أن يأتي نتنياهو ويدمره ويدمر عملية السلام. ولوحظ أن نتنياهو، الذي تسبب في توتر دولي بسبب تهديداته بتوجيه ضربة عسكرية لإيران طيلة السنتين الماضيتين، راح يتباهى في خطاب للكنيست بأنه خلال عمله كرئيس حكومة مرتين (الدورة الأولى في سنوات 1996 – 1999 والدورة الثانية في سنوات 2009 - 2012) لم يشن أي حرب وأنه رغم الابتعاد عن الحروب نجح في تخفيض نسبة الإرهاب. وقال نتنياهو إن إسرائيل تمتلك اليوم قدرات للعمل ضد إيران لم تكن تمتلكها في الماضي. ودافع نتنياهو عن سياسته ضد إيران قائلا إن «من يستهين بالتهديد النووي الإيراني لا يستحق أن يقود إسرائيل ولو ليوم واحد، ونحن نجحنا في طرح التهديد الإيراني على جدول أعمال العالم واليوم تعاني إيران من عقوبات شديدة ونحن بتنا نمتلك قدرات للعمل ضد إيران النووية، قدرات لم نكن نمتلكها في السابق».

وكان نتنياهو تلقى ضربة حزبية غير قليلة قبيل هذه الجلسة، إذ أعلن وزير الاتصالات في حكومته، موشيه كحلون، اعتزال السياسة. وكحلون هو من الوزراء القلائل من أصول شرقية في قيادة حزب «الليكود» ومعروف بمواقف اجتماعية إنسانية لصالح الطبقات الفقيرة. ويخشى نتنياهو من أن يفقد بغيابه أصواتا كثيرة من اليهود الشرقيين. ولذلك أعلن أنه سيحاول إقناع كحلون بالتراجع عن اعتزاله، وفي الوقت نفسه توجه إلى أحد كبار الضباط الإسرائيليين الذين برزوا في قيادة قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، يومطوف ساميا، وهو من أصل شرقي، لينضم إلى قيادة «الليكود».

وكان الخطاب الانتخابي الثاني لرئيس المعارضة، شاؤول موفاز، قائد حزب «كاديما»، الذي هاجم نتنياهو على تدخله في الانتخابات الأميركية وعلى تسببه في جمود مفاوضات السلام. وقال إن إسرائيل بعد حكم نتنياهو باتت أقل يهودية وأقل ديمقراطية. وقال إن تقديم موعد الانتخابات جاء نتيجة لخوف نتنياهو (يقصد خوفه من الرئيس الأميركي باراك أوباما من جهة، ومن عودة إيهود أولمرت إلى الحياة السياسية من جهة ثانية)، ولكنها قد تحمل معها أملا بتغيير الأوضاع.

وسبق موفاز رئيس الدولة شيمعون بيريس، الذي انتقد نتنياهو بشكل غير مباشر عندما راح يتحدث عن أهمية الولايات المتحدة بالنسبة لإسرائيل، وكونها الداعم الأول والأكبر لها، والتي لا يجوز المساس بالصداقة معها.

من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس متحدثا إلى سياسيين وعسكريين إسرائيليين في مكتبه بالضفة الغربية «عملت بجد مع أولمرت ولكن لسوء الحظ فقد استقال بشكل مفاجئ». وأضاف قائلا «لقد ناقشنا الحدود وتبادل الأراضي، كنا قريبين، وتوصلنا لتفاهمات كثيرة». وردا على سؤال حول كم من الوقت كانا يحتاجان من أجل التوصل لاتفاق في عام 2008، قال عباس «شهران.. أنا متأكد من أنه إذا استمر كنا سنتفق».

وفي المقابل، هاجم عباس نتنياهو، قائلا «إنه دمر مبدأ حل الدولتين»، مضيفا أن «العديد من الفلسطينيين فقدوا الأمل في التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل بسببه». ويعتبر هذا التصريح دعما لأولمرت الذي يدرس الآن العودة إلى الحياة السياسية في وجه نتنياهو، بعدما برأته محكمة إسرائيلية من قضايا فساد. وتقول استطلاعات الرأي الإسرائيلية إن أولمرت هو الوحيد القادر على هزيمة نتنياهو، إذا ما عاد لرئاسة حزب «كاديما»، ودخل في جبهة مع رئيس الحزب الحالي شاؤول موفاز، ووزيرة الخارجية السابقة تسيفي ليفني، ومائير لبيد زعيم حزب هناك مستقبل. وكان أولمرت الذي استقال في منتصف 2008 وبقي قائما بأعمال رئيس وزراء حتى 2009، أقر سابقا بوجود مباحثات متقدمة بينه وبين عباس، تتعلق بالحدود ومسائل أخرى. وتوقفت المباحثات بسبب حرب شنها أولمرت على قطاع غزة في أواخر عام 2008، وبسبب أنه لم يعد قادرا على اتخاذ قرارات مصيرية. وتأمل السلطة بعودة أولمرت إلى سدة الحكم، لأنه من شأن ذلك إنهاء الجمود الحالي في عملية السلام. ورغم ذلك لم يشأ أبو مازن تأييد أولمرت علانية، وقال بشكل دبلوماسي إن «الانتخابات قضية إسرائيلية داخلية».