تعيين أمير جديد لـ «القاعدة في المغرب الإسلامي»

أبو الهمام يخلف مخلوفي في منطقة الساحل والصحراء

TT

عين زعيم تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، عبد المالك دروكدال، أميرا جديدا على منطقة الساحل والصحراء ويدعى «أبو الهمام»، خلفا لنبيل مخلوفي، الذي قتل الشهر الماضي، في حادثة سير، حسب ما ذكر التنظيم المسلح.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن «مصادر أمنية مالية وأفريقية»، أن تعيين «أبو الهمام» زعيما للتنظيم في الساحل والصحراء جرى اقتراحه قبل أسبوعين، وأن الأمر أصبح رسميا منذ أسبوع. والاسم الحقيقي للأمير الجديد هو جمال عكاشة، المتحدر من شرق الجزائر.

وقالت المصادر ذاتها إن دروكدال، الملقب «أبو مصعب عبد الودود»، أزاح مختار بلمختار الملقب «الأعور» عن رأس الجماعة المسلحة التي يقودها، وتسمى «كتيبة الملثمين». وعزا إبعاده من قيادة الجماعة إلى «انحرافه».

وذكرت مصادر الوكالة الفرنسية أن بلمختار «أزيح من منصبه بعد تحذيرات عدة»، دون تقديم تفاصيل أخرى. وأضافت أنه لم يتم اختيار بديل له على رأس «كتيبة الملثمين» التي كان يتزعهما، وهي ثاني كتيبة من حيث الأهمية بعد الكتيبة التي يتزعمها محمد غدير الملقب «عبد الحميد أبو زيد»، المسؤول عن أهم أعمال الخطف التي استهدفت المواطنين الغربيين بالساحل في السنوات الماضية.

ورجحت مصادر أمنية جزائرية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون الأمر مجرد تمويه من قيادة التنظيم يستجيب للظروف الصعبة التي تمر بها «القاعدة». وقالت المصادر ذاتها إن قيادات التنظيم «سبق أن روجت لإبعاد بلمختار من قيادة منطقة الساحل والصحراء، ثم اتضح في النهاية أنها خدعة لتلافي ضربة من جانب قوات الأمن».

وأشارت المصادر إلى أن «عبد الحميد أبو زيد هو محل ثقة قائد التنظيم أكثر من بلمختار، نظرا لأن هذا الأخير تفاوض مع الأمن الجزائري لتسليم نفسه قبل سنوات طويلة، ثم تراجع عن مسعاه».

وينشط «أبو زيد» حاليا في شمال مالي، وتحديدا في تومبوكتو. أما بلمختار فهو موجود، حسب معلومات تملكها الجهات الأمنية، قرب الحدود مع موريتانيا بعدما كان في النيجر حيث اشتهر عام 2009 بخطف دبلوماسيين كنديين وأفرج عنهما بعد تلقيه فدية.

ويعتبر بلمختار من قدامى العمل المسلح في الجزائر، وشارك في حرب أفغانستان نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي.

واكتفى عمر ولد حمه، المسؤول المالي في المجموعات الإسلامية التي تسيطر منذ أكثر من ستة أشهر، على شمال مالي، والمعروف بقربه من بلمختار، بالقول «حتى اللحظة، إنها مجرد شائعات نسمعها، ولكن الأكيد أن الجهاد مستمر».

وكان «أبو الهمام» عضوا في «الجماعة الإسلامية المسلحة» الجزائرية، وأحد أركان «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحولت عام 2007 إلى تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، وهو مقرب من «أبو زيد» وشارك معه في خطف غربيين بهدف تلقي فدى.

وتأتي هذه التطورات في سياق التحضير لعملية عسكرية، ضد معاقل «القاعدة» و«حركة التوحيد والجهاد غرب أفريقيا»، بشمال مالي. وأعطى مجلس الأمن الضوء الأخضر، لمجموعة دول غرب أفريقيا (إكواس)، لشن العملية وطلب منها إيفادها بتفاصيل الخطة التي أعدتها.

يشار إلى أن الجزائر، وهي أهم بلد في المعادلة الأمنية بالمنطقة، أيدت خطة الهجوم على التنظيمات المسلحة بعدما تحفظت عليها من حيث المبدأ بحجة أن خيار الحل السياسي المبني على التفاوض مع المسلحين، ممكن.