استمرار إصدار أوراق باسم مؤسسات عامة تحمل أسماء عائلة مبارك

في «دولة مرسي».. ورغم صدور حكم قضائي بإلغائها

TT

لوحات كبيرة في الواجهة وأوراق ومكاتبات رسمية كثيرة لا تزال تحمل اسم رئيس مصر السابق وزوجته، مؤسسات ومدارس، مستشفيات ووحدات صحية بقرى ونجوع في أقصى الصعيد والدلتا شمالا، بعيدة عن عيون الثوار الذين سعوا لإزالة كل أثر لمبارك أو اسم له أو لزوجته تراه أعينهم في مؤسسة عامة أو مصلحة حكومية، لكن يبدو أن مصاعب كثيرة ستواجههم في إبعاد اسم الرجل الذي تنحى عن السلطة قبل ما يزيد على العام والنصف، وصدر حكم قضائي بإزالة اسمه واسم زوجته من المؤسسات والمصالح الحكومية.

مولود جديد، كتب في شهادة ميلاده داخل خانة محل الميلاد: مستشفى «سوزان مبارك» الواقعة بمحافظة المنيا في صعيد مصر، وآخر ودع الدنيا كتب في شهادة وفاته الاسم ذاته، لتدور الشهادتان عبر دوائر حكومية عدة.

ويقف الروتين الحكومي بقوة في وجه رغبة نشطاء سياسيين وأعضاء حركات ثورية في مصر دأبوا منذ سقوط نظام مبارك على إزالة أسماء عائلته، التي أطلقها راغبو تملق نظام امتد ثلاثين عاما على مؤسسات حكومية لا حصر لها ربما رغبة في التقرب من النظام الذي اتبع سياسات غلبت النفاق الحكومي على الكفاءة والخبرة.

يقول ربيع عبد المطلب (محام): «رغم أنه صدر من محكمة أول درجة، حكم بإزالة اسمي مبارك وزوجته من الميادين الرئيسية والمصالح الحكومية فإن الاستئناف على الحكم رفض إزالة اسم مبارك وزوجته ورفع الأمر للقضاء الإداري ليبت نهائيا فيه».

وتابع عبد المطلب، وهو ملتح ومؤيد لجماعة الإخوان المسلمين: «الآن عندما أجد اسم مبارك أو زوجته على إحدى الأوراق الحكومية لا أستطيع إلا أن ألوم الروتين الحكومي لأن عددا من المؤسسات طبق الحكم الأول بإزالة اسم مبارك وقبل تعميمه صدر الحكم الثاني فبقي الأمر كما هو عليه.. تغيرت بعض اللافتات الكبيرة لكن الأمر داخليا لا يزال كما هو».

وأوصت هيئة مفوضي الدولة أوائل العام الجاري في تقرير بالرأي القانوني رفعته لمحكمة القضاء الإداري، بإزالة اسمي مبارك وزوجته من الميادين والمصالح الحكومية ووضع أسماء الشهداء بدلا منهما، ووصف التقرير مبارك بـ«الخائن للأمانة السياسية».

وبينما قال الرئيس محمد مرسي في آخر لقاء جماهيري له قبل عدة أيام بالإسكندرية إنه عازم على محاكمة كل رموز مبارك وإن أحدا منهم لن يفلت من العقاب، يستمر اسما مبارك وزوجته في التواجد، فلا يقف الأمر عند مجرد الإجراءات الروتينية والقواعد القانونية التي تبقي اسم الرئيس السابق عالقا في الأذهان، لكن أمورا أخرى تتعلق بالعادات والأعراف خاصة في الأماكن القروية والنائية، تساند بقوة اسم مبارك وزوجته معاندة رغبة الثوار.

يقول إبراهيم سيد، سائق تاكسي بمحافظة المنيا: «تغيرت أسماء الكثير من الأماكن الحكومية والمستشفيات، لكن هذه الأماكن التصقت بهذه الأسماء والناس لا يزالون يشيرون إليها بأسمائها القديمة ولا أحد يعترض لأنه في النهاية اسم لمكان تعارفت الناس عليه ولا أحد يعتبره رمزا لشخص أو نظام بعينه».

وبجوار الروتين وتعود مواطنين على الأسماء القديمة للأماكن الحكومية والتي يحمل كثير منها اسمي مبارك وزوجته، تبقى الأخبار اليومية التي تذكر مبارك ورموزه يوميا سواء من خلال متابعة أحداث المحاكمات أو الحالة الصحية للرئيس السابق أو أوضاع نجليه في السجون المصرية، عاملا متجددا يبقي مبارك كثيرا على الصفحات الأولى وأحيانا في الهوامش الجانبية ما بين الانتقاد والتذكير. تقول منى كمال (مدرسة): «لن نستطيع إلغاء اسم شخص سيئا كان أم صالحا، فالتاريخ سيذكره في النهاية، والناس بفطنتهم سيعرفون من يستحق الذكر ومن لا يستحق من دون قوانين أو إزالة أسماء موجودة فقط على جدران أو لوحات خشبية لعدد من المصالح الحكومية».