منظمة الصحة العالمية: 67% من المنشآت الصحية في سوريا تضررت

اشتباكات في دمشق وحلب وإدلب.. وأهالي الرستن يستغيثون

TT

أفادت «لجان التنسيق المحليّة» في سوريا عن مقتل العشرات وسقوط الكثير من الجرحى جراء الاشتباكات وعمليات القصف على كل من حلب، ومعرة النعمان في إدلب، وجبل الأكراد في اللاذقية، ومنطقة اللجأة وداعل وبلدة معربة في ريف درعا، وكفربطنا في ريف دمشق، وقرى عدة في ريف حمص والميادين في دير الزور.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن 67% من المنشآت الصحية في سوريا تضررت بدرجات متفاوتة نتيجة أعمال العنف هناك من بينها 29% تعطلت تماما. وأشارت المنظمة إلى أن التصعيد الذي حدث في أعمال العنف مؤخرا ألحق دمارا هائلا بالمنشآت الصحية في كل أنحاء هذا البلد وأدى إلى حرمان الناس من الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية ومنع العاملين الصحيين من القدرة على تقديم هذه الخدمات.

وتركز المشهد الأمني أمس في حلب، ففيما أفيد عن أن لواء التوحيد أسقط مقاتلة للجيش النظامي السوري في منطقة الشيخ نجار، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات حول حاجز الليرمون العسكري عند مدخل حلب أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 8 عناصر من القوات النظامية. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الحاجز الواقع على طريق حلب إعزاز «كبير وهو على أحد المداخل الرئيسية للمدينة» التي تشهد منذ ثلاثة أشهر معارك يومية.

وقال مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية إن «عناصر الهندسة العسكرية نجحت في تفكيك شاحنة مفخخة من نوع مرسيدس محملة بنحو ثلاثة أطنان من المتفجرات قبل وصولها إلى حاجز الليرمون بعد قتل الانتحاري الذي كان يقودها»، مشيرا إلى أن الحادث وقع فجرا. كما تعرض حاجز آخر في ريف حلب لهجوم، بحسب المرصد والمصدر الأمني.

وقال المرصد إن سيارة مفخخة انفجرت فجر الاثنين بالقرب من حاجز شيحان العسكري بريف حلب. وأوضح المصدر الأمني أن «عناصر حاجز بالقرب من مشفى الشيحان الحكومي شمال مدينة حلب قاموا بتفجير سيارة مفخخة قبل وصولها إلى الحاجز بنحو 100 متر، ما أدى إلى أضرار مادية في الأبنية المحيطة»، من دون سقوط ضحايا. وتحدث ناشطون عن سيطرة الجيش الحر على أكثر من ثمانين كيلومترا من الطريق الرئيسي بين دمشق وحلب بعد إحكام سيطرته على حاجز معمل الزيت بمدينة سراقب الواقعة على هذا الطريق. كما ذكروا أن الجيش الحر انسحب من الجامع الأموي في حلب بعد قصف مدفعي وصاروخي كثيف.

وفي محافظة إدلب، أفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف» القريب من مدينة معرة النعمان. كذلك أشار المرصد إلى أن الطائرات الحربية تشارك في اشتباكات تدور في محيط بلدة حيش القريبة من معرة النعمان «إثر مهاجمة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة لحاجز المجرجشة».

وبينما أعلنت لجان التنسيق المحلية أن أربعة أطفال قتلوا في قصف شنه الجيش النظامي بالطائرات استهدف مدينة البوكمال بدير الزور على الحدود مع العراق، أفاد ناشطون عن اندلاع اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في حي القدم بالعاصمة دمشق. كما أفادت الهيئة العامة للثورة بأن قوات النظام قصفت الأحياء الجنوبية في مدينة دمشق.

بدورها، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة تدور بين «الجيش الحر» وقوات النظام في حي العسالي في دمشق والغوطة الشرقية وسط دوي انفجارات ضخمة تهز المنطقة بالكامل.

ومن حمص، تحدث أبو محمد لـ«الشرق الأوسط» عن تعرض منطقة تلكلخ لقصف عنيف وحصار خانق واستهداف لحي البرج، حي جبل غليوم، حي السوق. وأوضح أبو محمد أن أصوات الانفجارات تهز المدينة بأكملها، وقال: «وبالتزامن تتعرض منطقة الرستن لقصف عنيف بالمدفعية وطائرات الميغ وقد أفيد عن مقتل ما يزيد عن 10 أشخاص».

ووجّه أهالي الرستن نداء استغاثة للمجتمعين العربي والدولي، لافتين إلى أن «مدينتهم تتعرض كل يوم لقصف عنيف أصبح أعنف وأشرس في هذه الفترة حيث أصبح القصف متواصلا ليل نهار من كتيبة الهندسة والقذائف الصاروخية من عدة محاور ما أدى ذلك لحركة نزوح كبيرة حيث تتم أغلب حالات النزوح لقرى مجاورة قد لا تكون بأفضل حال». وقال الأهالي في بيان لهم: «تعاني المدينة من نقص شديد بالمواد الغذائية التي بدأت تنفد وقد تؤدي لموت عدد كبير من الأطفال والأهالي بسبب الجوع ونفاد حليب الأطفال إذا ما استمر الحصار ولم يتم دخول المساعدات، كما أن الكهرباء والماء مقطوعة عن المدينة بشكل شبه تام. أما الناحية الطبية فهناك نقص بل نفاد بالمواد الطبية وقلة بالكادر الطبي إذ إن أكثر الجرحى يستشهدون متأثرين بجراحهم نتيجة نقص المواد الطبية أو بسبب عدم القدرة على إسعافهم بسبب الحصار والقصف المستمر وعدم وصول أي إمدادات ومساعدات إلينا، حتى إن الملاجئ والجوامع التي كانت ملاذا للأهالي والجرحى تم استهدافها بالقصف ولم يبق أي مكان آمن في المدينة». وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق في الغوطة الشرقية للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي أشار إلى سماع «أصوات إطلاق رصاص كثيف صباح يوم أمس بالقرب من مدينة قارة رافقها إغلاق للطريق الدولي دمشق حمص» وذلك إثر مهاجمة «مسلحين مجهولين سيارة تابعة للجمارك على طريق دمشق حمص».

وفي ريف دمشق أيضا، قصف الجيش بالمدفعية الثقيلة مدينة الزبداني، مما أدى إلى سقوط قتلى وهدم منازل. ومن جهة أخرى، قال الناطق في مجلس قيادة الثورة إن «الاشتباكات بين الجيش الحرّ وقوات النظام ما زالت مستمرة في المزارع ما بين الريحان والشيفونية»، لافتا إلى أن «قوات الأمن تشن حملة دهم واعتقالات عشوائية في بلدة الريحان في مدينة دوما بريف دمشق».

وقال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مدينة الموحسن وحيي الجبيلة والرشدية في دير الزور، مما أدى إلى سقوط جرحى وهدم الكثير من المنازل.

وأفاد ناشطون آخرون عن أن القصف استهدف بلدات يبرود ومسرابا وحمورية، وشمل أيضا بلدات بريفي الرقة والقنيطرة، بينما نشبت اشتباكات بين الحر والنظامي في بلدة معربة بدرعا.

وقال مدير المرصد السوري إن طفلا قتل برصاص قناص في بلدة بصرى الشام، في ريف درعا، بينما سمع صوت إطلاق رصاص من الحواجز المحيطة في بلدات الملحية الشرقية ونامر وغصم ودرعا المحطة في ريف درعا، لافتا إلى أن «هناك أنباء عن حشود عسكرية في محيط بلدة غصم تمهيدا لاقتحامها».

إلى ذلك، تحدثت الشبكة السورية عن سيطرة الجيش الحر على كتيبة دبابات في بلدة مسحرة بمحافظة القنيطرة. كما قصفت قوات النظام «جباثا الخشب» بريف القنيطرة، وأفادت شبكة «شام» عن اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي. في الوقت نفسه، قال ناشطون إن الجيش السوري الحر سيطر على قمة النبي يونس الاستراتيجية في اللاذقية بعد معارك ضارية. يأتي ذلك بينما يقول الثوار إن سيطرتهم على قمة برج القصب أخيرا وجهت ضربة موجعة إلى النظام، فهي تطل على عدد كبير من قرى وبلدات جبل التركمان وجبل الأكراد في ريف اللاذقية. بدورها، أفادت شبكة «سوريا مباشر» بأن اشتباكات وقعت بين الجيشين الحر والنظامي قرب جوسية على الحدود مع لبنان.