الأوروبيون يخفقون في إقناع روسيا بتغيير مواقفها من الأزمة السورية

مصادر فرنسية: «الخلافات عميقة» وموسكو أشبه بـ«حائط له أذنان»

TT

لم ينجح وزراء الخارجية الأوروبيون، رغم ثلاث ساعات من المناقشات مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف ليل الأحد - الاثنين في لوكسمبورغ، في زحزحته عن المواقف التي يكررها وتتمسك بها بلاده إزاء سوريا، وهو ما اعترف به وزراء أوروبيون شاركوا في العشاء. كذلك لم تؤثر الحجج الأوروبية على النهج الروسي المتشدد الذي يجسده لافروف بحيث إن الخلافات، وفق المصادر الفرنسية: «ما زالت عميقة للغاية» وهي تتناول الشقين الرئيسيين للأزمة السورية؛ أي تشخيص الوضع واقتراح الحلول.

وذهب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى حد القول إنه لاحظ «نوعا من التراجع» في مواقف لافروف. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فابيوس أن نظيره الروسي أكد أن الرئيس السوري بشار الأسد «لن يترك السلطة أبدا»؛ ما يعني أن موسكو تراجعت حتى عن بيان جنيف الذي صدر عن «مجموعة العمل» التي التأمت بدعوة من المبعوث الدولي - العربي السابق كوفي أنان. وجاء في «ورقة العمل» المشار إليها - التي قبلتها موسكو - بند ينص على «الانتقال السياسي» في سوريا الذي يفهم على أنه تخلي الأسد عن السلطة. وبأي حال، يعتبر فابيوس كما وزير الخارجية البريطاني، أن اجتماع لوكسمبورغ «لم ينتج عنه أي تقدم ما»، وأن الموقف الروسي «لم يتطور».

وحتى الآن، ما زال الطرف الروسي الذي يكرر أنه «لم يتزوج» الرئيس الأسد ولا هو متمسك ببقائه في السلطة، يطرح الحجج نفسها، وفق ما أفادت به مصادر فرنسية. وأولى الحجج تساؤله عن «اليوم التالي» لانهيار النظام السوري وعن الجهة التي ستتسلم السلطة وتضمن الأمن والاستقرار وتمنع حصول حرب أهلية. وتشكك موسكو بقدرة المعارضة السورية على تشكيل حكومة، كما أنها تندد بما تسميه «التدخل الأجنبي» في الشؤون السورية الداخلية. وهي ترى أن حلها «يجب أن يقوم به السوريون أنفسهم بعيدا عن الضغوط الخارجية».

فضلا عن ذلك، تتخوف موسكو من امتداد الحركات الإسلامية المتشددة ومعها الأعمال الإرهابية والفوضى العامة التي يمكن أن تصل إلى الجمهوريات والمناطق الروسية التي يعيش فيها مسلمون روس، في حال سقوط النظام في دمشق، فضلا عن ذلك، تعارض موسكو فرض عقوبات مالية واقتصادية ودبلوماسية على سوريا، الأمر الذي كرره لافروف في لوكسمبورغ. كما أن موسكو التي تتهم الغرب بتخطي قرارات مجلس الأمن في الموضوع الليبي والتذرع بحماية المدنيين للإطاحة بنظام العقيد القذافي، لا تريد أي قرار دولي تحت الفصل السابع يمكن أن يفتح الباب أمام تكرار السيناريو الليبي.

وخلاصة القراءة الفرنسية والغربية أن موسكو تشبه «حائطا له أذنان»، إذ أنها تحاور وتستمع للقراءات المعاكسة التي تقول إن النظام السوري سيقع وأن الموقف الروسي «مخالف لمجرى التاريخ»، وأن بقاء الأسد هو الذي سيفضي إلى الحرب الأهلية وضرب الاستقرار الإقليمي والفوضى والإرهاب.