السعودية: الوضع في سوريا مأساوي والنظام الحاكم عليه أن يدرك أن ساعة رحيله قد أزفت

في كلمة للسفير المعلمي أمام مجلس الأمن

TT

وصفت المملكة العربية السعودية الوضع في سوريا بـ«المأساوي» وبأنه قد بلغ «مبلغا خطيرا، وما زال عدد الضحايا يرتفع يوما بعد يوم وازدادت أعداد اللاجئين والنازحين والمشردين»، وقالت إن ذلك «بسبب ما يبديه النظام السوري تجاه شعبه من صلف وإصراره على اعتبار مواطنيه أعداء ينبغي سحقهم بزخات الرصاص ونيران المدفعية وقذائف الطائرات والمروحيات».

وقال السفير عبد الله بن يحيى المعلمي، مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، الليلة قبل الماضية، في كلمته أمام مجلس الأمن في المناقشة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط: «إن النظام قد تجاوز في عدوانه حدود بلاده، فأضحى يهدد أمن المنطقة بأسرها مستندا في ذلك على الدعم العسكري والغطاء السياسي الذي تمنحه إياه بعض الدول الكبرى ومستمرا في المراهنة على الحل العسكري».

وأكد تأييد بلاده للمساعي التي يقوم بها الممثل العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي، وقال إنها ترى أن نجاح مهمته «يستوجب التركيز على تحقيق الانتقال السلمي للسلطة والتطلع نحو مستقبل جديد لدولة سورية مدنية حديثة تتساوى فيها مختلف فئات الشعب ومكوناته الدينية والمذهبية والعرقية والأقلية في جميع الحقوق والواجبات»، وشدد على أن النظام السوري «لا بد أن يدرك أن ساعة الرحيل قد أزفت، وأنه لا يمكن له أن يبني حكما على قواعد من الجماجم والأشلاء أو أن يروي عطشه للسلطة بدماء الأبرياء ويجب على المجتمع الدولي أن يكثف دعمه للشعب السوري بكل الوسائل الممكنة ليتمكن من الدفاع عن نفسه وتضميد جراحه وإيواء مشرديه ورعاية أطفاله».

كما جدد مطالبة المملكة بضرورة التحقق مما ارتكبه النظام وأعوانه من جرائم ضد الإنسانية ومحاسبة كل من يتضح ضلوعه في هذه الممارسات وإخضاعه للعدالة.

وأكد السفير المعلمي في كلمته دعم بلاده للمطلب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967م وعاصمتها القدس الشريف وطالبت بالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة ووقف اعتداءاتها على القدس والحرم الشريف، مبينا أن إسرائيل تستمر في احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية وعدوانها على المقدسات الدينية وانتهاكاتها للقوانين الدولية، موضحا أنه بالمقابل تستمر الأمم المتحدة في تجاهل نصرة الحق والسكوت عن العدوان الظالم وعما ترتكبه إسرائيل من أعمال غير قانونية وأعمال عنف واستفزاز تجاه الشعب الفلسطيني الذي ما زال يأمل في نصرة المجتمع الدولي له وتمكينه من إقامة دولته الحرة المستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشريف.

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية وبحكم مسؤوليتها عن المقدسات الإسلامية ورعايتها للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة تنظر باهتمام بالغ وقلق عميق إلى استمرار إسرائيل في الاعتداء على القدس وعلى الحرم الشريف على وجه الخصوص والمحاولات المستمرة لهدمه وحرقه وتدنيسه وتقويض أساساته، كما أنها تلفت الانتباه مجددا إلى مخططات تنوي إسرائيل تنفيذها لتوسيع حلقة الهدم والتهجير وتكثيف الاستيطان.

وفي شأن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل قال السفير المعلمي: «إن المملكة تتطلع باهتمام إلى التآم المؤتمر المزمع عقده في هلسنكي قبل نهاية هذا العام وهو المؤتمر المعني بجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وجميع أنواع أسلحة الدمار الشامل، وتأمل من الحكومة الفنلندية ومن الدول الراعية المبادرة إلى توجيه الدعوات لعقد هذا المؤتمر دون تأخير».

وفيما يختص بالملف النووي الإيراني أوضح أن السعودية تنظر بقلق إلى استمرار جمهورية إيران الإسلامية في تنفيذ برنامجها النووي بعيدا عن أعين الرقابة الدولية مما يهدد أمن منطقة الخليج العربي بخطر جسيم، وفي الوقت الذي أكد فيه على حق إيران وجميع دول المنطقة في الحصول على التقنية النووية للأغراض السلمية، مشددا على ضرورة أن يكون ذلك تحت الإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية مع تأييدها لجهود مجموعة (5+1) في مفاوضاتها مع إيران، وتؤكد على ضرورة التوصل إلى حل سلمي لهذه القضية وتدعو إيران إلى التفاوض بجدية لتحقيق هذا الهدف كما تدعو إلى الابتعاد عن التهديدات المتبادلة من أي جهة صدرت.