قيادات الجيش الحر تعمل على تشكيل قيادة عسكرية مشتركة لحث القوى الدولية على مدها بالسلاح

وزير الدفاع الفرنسي: توحيد صفوف المعارضة السورية يسقط الأسد

TT

عقد عدد من قادة الجيش السوري الحر يوم الأحد الماضي اجتماعا «سريا» في الداخل السوري بهدف السعي لخلق قيادة موحدة تطالب بقيامها قوى دولية؛ كشرط أساسي لمد الثوار السوريين بالسلاح. وقد سعى المشاركون في اللقاء - بحسب مصادر بارزة - لإبقاء هذه الجهود بعيدة عن الإعلام «لعدم إجهاضها».

وفيما أكد العميد مصطفى الشيخ، رئيس المجلس العسكري في «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الجهود لا تزال في أول الطريق»، متحدثا عن «مشاورات بين قيادات الجيش الحر لتوحيد الصفوف»، شدد نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي على أنه «لا شيء نهائيا حتى الساعة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نسعى لخلق قيادة موحدة للجيش الحر، ويمكن القول: إن العمل على طريق الإنجاز».

وإذ أكد القياديان في الجيش الحر أن اجتماعا عقد يوم الأحد لهذه الغاية، رفضا الخوض بأسماء المجتمعين، مشددين على وجوب التكتم حول التفاصيل حرصا على نجاح هذا المشروع.

وتتزامن حركة المعارضة المسلحة، مع حركة على الحدود السورية التركية حيث يجتمع وبشكل شبه يومي ناشطون من الداخل السوري بناشطين أتوا من الخارج ومن كل أصقاع العالم، كما أكد عضو المجلس الوطني أديب الشيشكلي، الذي تحدث عن شوط كبير تم قطعه في عملية تقريب وجهات النظر بين الفريقين بعد شهرين من اللقاءات المتواصلة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كان هناك عتب كبير من قبل الناشطين في الداخل على ما سموه تقصيرا من قبل ناشطي الخارج، وهذا ما نعمل على وضع حد له من خلال التوافق على خطة عملية لإرسال الدعم للقرى المحاصرة وللناشطين أينما وجدوا على الأرض السورية».

بدوره، نفى عضو المجلس التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية إمكانية أن تكون هناك أي جهود جديدة تبذل على صعيد تقريب وجهات النظر بين القيادات المعارضة في الخارج ومعارضة الداخل، لافتا إلى أن «آخر جهود فعلية بذلت في هذا السياق تعود لمؤتمر القاهرة الذي خلص لوجوب تشكيل لجنة متابعة لم يتم تشكيلها لمعارضة بعض المجلس الوطني السوري، أما الفرصة الأخرى في هذا الإطار، فتعود لمؤتمر الإنقاذ الوطني الذي عقد في دمشق والذي لم يخلص لأي شيء نهائي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يمكن التأكيد أنه لا نوايا جدية حاليا - ولدى أكثر من طرف - في توحيد صفوف المعارضة السورية بشقيها الخارجي والداخلي».

وتأتي حركة المعارضة هذه بالتزامن مع تصريحات لوزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان اعتبر فيها أن القضية الرئيسية التي تطرح نفسها في سوريا تتمثل في توحيد المعارضة لإعداد «بديل سياسي» لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وشدد لودريان على ضرورة توحيد صفوف المعارضة السورية، مضيفا أنها مفتتة حتى اليوم ولم تنجح في تجسيد قوة تسمح بتشكيل حكومة مؤقتة بالبلاد. وأضاف: «أن القوات العسكرية (المعارضة) في سوريا أيضا مقسمة إلى حد ما (كل في قطاعه)»، مشيرا إلى «ضرورة توحيد صفوف جيش التحرير السوري والقوات في الداخل والخارج».

وأوضح وزير الدفاع الفرنسي أنه التقى في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الفرنسية باريس، مؤكدا أنه «إذا لم يكن هناك بديل سياسي في سوريا، فإن الأزمة ستستمر، وفي حالة وجود بديل سياسي فإن الأسد سيسقط».