برلمان حزب طالباني يدشن حوارا وطنيا وسط تصاعد حدة المواجهات الإعلامية

يستضيف 37 شخصية سياسية وأكاديمية شيعية وسنية لبحث حلول لأزمات العراق

TT

في ظل تزايد التكهنات بفشل جهود الرئيس العراقي جلال طالباني لإخراج العراق من أزمته السياسية الطاحنة نتيجة تصاعد حدة المواجهات الإعلامية بين أطراف النزاع، والتي تعرقل كل الجهود السلمية التي يبذلها لدفع تلك الأطراف السياسية نحو طاولة المفاوضات، بادر برلمانه الحزبي إلى إطلاق دعوة لعقد حوار بين النخب السياسية الكردية والعربية.

وكشف رئيس المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني عادل مراد «أن المجلس سيستضيف خلال اليومين القادمين وفدا كبيرا يمثل نخبة سياسية وثقافية وأكاديمية يمثلون المكونين الشيعي والسني في مؤسسات الدولة والمراكز والمؤسسات الجامعية من أجل عقد طاولة حوارات معهم للتباحث معهم حول مشاكل وأزمات العراق ودور النخبة السياسية والثقافية في احتواء تداعياتها وتأثيراتها السلبية على مجمل العملية السياسية في العراق، وعلى وجه الخصوص العلاقة العربية الكردية».

وقال مراد «إن الهدف من استضافة هذه النخبة هو مد جسور التواصل بين العرب والكرد في أعقاب ظهور أصوات شوفينية وأخرى معادية لأي تقارب كردي عربي، أو تقارب القيادات السياسية الكردية مع القيادات العراقية، وسنسعى مع هذه المجموعة الخيرة من أبناء العراق من أساتذة الجامعات والمحللين السياسيين ومستشاري الوزارات ومديري المراكز العلمية والأكاديمية إلى العمل من أجل إطفاء الحرائق المشتعلة بين أربيل وبغداد». وأشار إلى «أن الحوارات ستعقد تحت شعار (التواصل والحوار سمة العراق الديمقراطي الجديد) وهذه هي الوجبة الأولى التي تضم 37 شخصية سياسية وأكاديمية وثقافية من مختلف التوجهات الفكرية والسياسية والمذهبية والدينية ستشاركنا الحوار الذي نريده أن يبقي على صلة الوصل بيننا نحن الكرد وبقية المكونات العراقية من العرب سنة وشيعة، حيث هناك البعض من البرلمانيين وغيرهم من قيادات الأحزاب الشيعية والسنية التي تروج لتأجيج الصراعات والنزاعات من خلال تصريحات غير مسؤولة ضد قيادة وشعب كردستان».

ونوه القيادي البارز في الاتحاد الوطني إلى «أهمية عقد مثل هذه اللقاءات من أجل تحقيق التواصل بين المكونات العراقية» وقال: «لا جدوى من جهود بعض الأطراف السياسية باستقدام وفود أو شخصيات عراقية من الخارج لإشراكها في حواراتنا الوطنية، فهؤلاء ليس لهم أي اتصال أو تواصل مع العراق ومشاكله اليومية، وأهل العراق هم أدرى بشعابه كما يقال، لذلك ارتأينا بمبادرتنا أن نستضيف إخواننا في البصرة والناصرية وبابل وبغداد والرمادي وغيرها من المدن والمناطق السنية والشيعية من أجل تبادل الحوار معهم ونأمل أن يكون حوارا عقلانيا بعيدا عن التشنجات الطائفية والعنصرية، وأن يكون هناك تفهم كامل بيننا لطبيعة مشاكل العراق وأزماته، وأن تكون لنا مبادرات نحو حل قضايانا الخلافية والحيلولة دون تفجر الأوضاع بين المكونات الأساسية في العراق، خاصة أن هناك موجة ضد الكرد وسط وجنوب العراق، وهناك محاولات من أعداء العراق لاستغلال الأزمة السياسية لتوجيه ضرباتهم إلى صلب العملية الديمقراطية التي قدمنا جميعا عربا وكردا وتركمانا وغيرهم التضحيات الجسيمة لبناء العراق الديمقراطي التعددي الاتحادي الجديد».

وكشف رئيس المجلس المركزي للاتحاد الوطني «أن الوفد الزائر سيعقد سلسلة من الندوات الفكرية والحوارية واللقاءات السياسية بمختلف فعاليات الاتحاد الوطني وبقية الأطراف السياسية، وسينتقل يوم الجمعة إلى أربيل لإجراء لقاءات مماثلة مع رئيس البرلمان الكردستاني وإذا تيسر الأمر فسيلتقون أيضا بالسيد رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وكذلك بالنخبة الثقافية والمؤسسات الفكرية هناك لمناقشة أوضاع العراق وسبل الخروج من أزمته الحالية».

وختم عادل مراد تصريحه بالقول: «نحن نطمح أن نتمكن مع هذه الكوكبة من الشخصيات السياسية والثقافية والفكرية أن نستعيد اللحمة الوطنية للعراق كما كان في العقود الماضية، وأن نكون جميعا يدا واحدة لمواجهة أعداء العراق، خاصة أن المنطقة مقبلة على تطورات ومتغيرات سريعة ينبغي أن نستعد لها بتمتين وحدتنا الوطنية».