الأمم المتحدة تطالب الاتحاد الأوروبي بتسهيل قواعد استقبال اللاجئين السوريين

العاهل الأردني يدعو المجتمع الدولي للاستمرار في مساندة بلاده

TT

طالبت الأمم المتحدة بتسهيل قواعد اللجوء لدى دول الاتحاد الأوروبي لاستقبال مزيد من اللاجئين السوريين، حيث تنمو أرقام راغبي اللجوء من السوريين إلى دول الاتحاد الأوروبي. فيما دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المجتمع الدولي إلى الاستمرار في مساندة بلاده في جهودها لتقديم الخدمات للاجئين السوريين الذين تجاوز عددهم 200 ألف لاجئ.

وانتقدت مفوضية شؤون اللاجئين قيام الاتحاد الأوروبي بتطبيق قواعد اللجوء بشكل غير متساو، حيث رفضت بعض دول الاتحاد الأوروبي الشرقية 50% من طالبي اللجوء من السوريين. وقال أدريان إدواردز المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحافي الثلاثاء: «هناك فرصة أمام الاتحاد الأوروبي لوضع التزامه موضع التطبيق، بحيث يوفر إجراءات لضمان وصول اللاجئين إلى أراضيه، وقدرتهم على القيام بإجراءات اللجوء، وأن يتم الفصل في طلبات اللجوء بشكل متساو وعادل بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مع تقديم الدعم المتبادل».

ووفقا للجنة الأوروبية فإن الاتحاد الأوروبي - إضافة إلى النرويج وسويسرا - قد تلقى 16.474 طلبا للجوء من السوريين في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) 2011 إلى أغسطس (آب) 2012 وتركزت معظم طلبات اللجوء في ألمانيا (5.515 طلبا) والسويد (2.506 طلبات) وسويسرا (1.405 طلبات). وقال مسؤول مفوضية اللاجئين إن اليونان فشلت في توفير وتطبيق قواعد اللجوء وتوفير الحماية لعدد كبير من اللاجئين السوريين.

وقال إدواردز إن معظم الدول الأوروبية تقوم بتلقي الطلبات ومباشرة إجراءات توفير الحماية للسوريين، لكن أشكال الحماية ونوعية الإقامة القانونية واستحقاقات اللاجئين تختلف من دولة لأخرى. وأشار إلى أن معدلات رفض طلبات اللجوء ترتفع في بعض البلدان في شرق أوروبا حيث وصلت إلى أكثر من 50%، وأن بعض البلدان تفضل منح اللاجئين السوريين تسامحا في الإقامة بدلا من توفير الحماية الفعلية لهم. وقال إدواردز: «هناك مخاطر يتعرض لها اللاجئون السوريون الذين في حاجة للحماية حيث تنكر بعض الدول توفير حقوقهم التي يستحقونها بموجب القانون الدولي وقوانين الاتحاد الأوروبي».

وتشير إحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن هناك 340 ألف حالة من طلبات اللجوء من السوريين وتستضيف العراق والأردن ولبنان وتركيا الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين وحذرت المفوضية أنه مع استمرار الأزمة السورية فإن يتعين التخطيط لحالات الطوارئ على الصعيدين الوطني والإقليمي لحماية الوافدين الجدد من السوريين إلى دول الاتحاد الأوروبي. وطالب مسؤول مفوضية اللاجئين برفع حالة الاستعداد لدي دول الاتحاد الأوروبي لتطبيق قواعد الحماية المؤقتة للسوريين وفقا لظروف كل حالة ومن المهم الاستجابة لكل طلبات اللجوء في جميع الأوقات.

وفي غضون ذلك، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المجتمع الدولي إلى الاستمرار في مساندة بلاده في جهودها لتقديم الخدمات للاجئين السوريين الذين تجاوز عددهم 200 ألف لاجئ، وتمكين الأردن الذي يعاني شح الموارد من توفير الخدمات الأساسية التي يحتاجونها، مشيرا إلى إمكانية مساهمة البرازيل في هذه الجهود.

جاء ذلك خلال استقبال الملك عبد الله الثاني أمس وزير الخارجية البرازيلي، أنطونيو باترويتا، حيث جرى خلاله بحث العلاقات بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة. كما جرى استعراض تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا الأزمة في سوريا، حيث شدد العاهل الأردني على أهمية التوصل إلى حل سياسي يضع حدا لسفك الدماء، ويحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها.

من جانبه، أشاد الوزير البرازيلي بجهود الملك لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وجهود الإصلاح والتحديث والتطوير في الأردن، مؤكدا عمق العلاقات بين البلدين.

وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة قد أجرى مع باترويتا مباحثات تركزت على العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطورات الأوضاع في المنطقة خاصة عملية السلام والأزمة السورية.