النظام السوري يقتحم «جوسية» واشتباكات عنيفة في معرة النعمان

الجيش الحر يعلن إسقاط مروحية وتدمير دبابات.. والحواجز الإسمنتية تملأ دمشق

TT

بعد أيام من القصف العنيف والمركز، تمكنت القوات السورية النظامية أمس من اقتحام بلدة جوسية الحدودية في محافظة حمص، بينما انتشرت التعزيزات الأمنية والحواجز الإسمنتية في العاصمة دمشق، في حين نجح الجيش السوري الحر في إسقاط مروحية نظامية في معرة النعمان، وتصدى لرتل عسكري كان متجها من حماة إلى معرة النعمان، ودمر عددا من الدبابات، بحسب ناشطين.

وبينما أعلنت لجان التنسيق المحلية عن سقوط نحو 100 قتيل جراء أعمال العنف الضاربة في سوريا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «القوات النظامية تمكنت من اقتحام قرية جوسية بريف القصير بعد اشتباكات وقصف عنيف منذ عدة أيام»، مشيرا إلى أن مدينة القصير في ريف حمص تتعرض بدورها للقصف، «في محاولة من القوات النظامية لفرض سيطرتها على القصير والقرى التابعة لها». وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن القوات النظامية «تبدو مصممة على السيطرة على ريف القصير مهما كلف الأمر». من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن «قوات النظام تقتحم جوسية من كافة المحاور وتقوم بحرق وهدم منازل المدنيين بعد انسحاب (الجيش الحر) من المنطقة».

وأفادت قناة «المنار» اللبنانية، التابعة لحزب الله، بأن «عددا كبيرا من المسلحين فروا من منطقة جوسية السورية إلى داخل مشاريع القاع في لبنان»، لافتة إلى أن «الجيش السوري أحكم سيطرته على منطقة جوسية وعثر على أنفاق تربط المنطقة بمشاريع القاع اللبنانية».

بدوره، تحدث أبو خالد الحمصي، الناشط في محافظة حمص، عن «قصف مركز تشهده مدينة القصير وريفها»، لافتا إلى أن اقتحام جوسية جاء بعد انسحاب «الجيش الحر» نتيجة كثافة الغارات التي نفذتها الطائرات النظامية على المنطقة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قوات الأمن تعمل على قطع خطوط الإمداد عن مدينة حمص، من خلال سعيها للسيطرة على ريف القصير قبل الموعد المحدد لانطلاق هدنة عيد الأضحى، لتسعى بعدها لتطويق المحافظة ككل بعد تطويقها للمدينة».

وأشار الحمصي إلى أن الجيش النظامي مني بخسائر كبيرة على جبهات القصور والخالدية في حمص، مؤكدا أنه تراجع لمواقع خلفية في مدينة حمص، وأضاف: «القصف مستمر على المدينة بأحيائها الـ18 منذ 131 يوما، والحصار يخنق الأهالي الذين لا يزالون هناك وسط نقص المواد الغذائية والطبية». من جهته، تحدث المرصد عن «تعرض حيي الخالدية وجورة الشياح في وسط المدينة، اللذين يسيطر عليهما المقاتلون المعارضون، للقصف من قبل القوات النظامية».

في غضون ذلك، استمرت الغارات الجوية في محيط مدينة معرة النعمان، وقال المرصد إن «القوات الجوية النظامية نفذت ست غارات جوية منذ الساعة السابعة والنصف من صباح يوم أمس على قرى ريف معرة النعمان الشرقي، وتركزت على قرى دير شرقي ومعرة حطاط وبسيدة». وأشار المرصد إلى أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط معرة حطاط بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين «الذين هاجموا رتلا للقوات النظامية مكونا من ست دبابات، كان في طريقه لدعم معسكري وادي الضيف والحامدية». ونفذت الطائرات «غارتين على القرية لإبعاد المقاتلين عن الرتل». وشمل القصف بلدات في ريف معرة النعمان الشرقي، وقرى سهل الروج، كما قصف الجيش النظامي بالمدفعية الثقيلة قرى كفر سنجة ومعرة حرمة وحيش بريف إدلب. من جهته، أفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن «وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على مجموعة إرهابية مسلحة في الريف الغربي لمعرة حطاط بإدلب»، كما أعلنت «الإخبارية» السورية أن «الجيش السوري طهر منطقة حيش في إدلب من فلول الإرهابيين».

وبينما أكد ناشطون أن السلطات السورية عززت من إجراءاتها الأمنية في محيط المباني الحكومية في دمشق تخوفا من هجمات محتملة، وأحيط عدد من المباني الأمنية والحكومية والبنوك ووكالة الأنباء الرسمية (سانا) بحواجز ومكعبات إسمنتية يتجاوز ارتفاعها مترا، قالت صحيفة «الوطن» السورية المقربة: «شهدت بعض المؤسسات والمباني الرسمية في العاصمة تشديدا ملحوظا في الإجراءات الأمنية المتخذة حولها».

وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن إغلاق الكثير من الشوارع الرئيسية بشكل جزئي أمام حركة السير وتضاعف عدد الحواجز العسكرية التي تتولى التدقيق في الهويات، أدت إلى زيادة زحمة السير في العاصمة السورية، حيث يضطر السائقون إلى إجراء التفافات عدة للوصول إلى مقاصدهم.

في هذا الوقت، استمرت الحملة العسكرية بشراسة في حلب، فأفاد ناشطون بتعرض حي الشعار للقصف، بينما دارت اشتباكات في الراموسة «حيث استهدف مقاتلون من (الجيش الحر) مدرسة المدفعية بالمنطقة بعدة قذائف هاون». كذلك تدور اشتباكات في محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب «الذي سيطر قبل أيام مقاتلون من (جبهة النصرة) على قاعدة دفاع جوي بالقرب منه»، بحسب المرصد.

وفي ريف دمشق، سقطت قذائف على مدينة دوما رافقها إطلاق رصاص من قبل القناصة في المدينة، بحسب المرصد الذي أشار إلى تعرض بلدة الشيفونية للقصف. كما دارت اشتباكات عنيفة بين جيش النظام والجيش السوري الحر في بلدة الدخانية بريف دمشق عند المدخل الجنوبي للغوطة الشرقية، بحسب ناشطين. وأعلنت لجان التنسيق أنه تم العثور على جثتين لمجهولي الهوية، أعدما ميدانيا بالقرب من فرع الاستخبارات الجوية في معضمية الشام، بريف دمشق، ويظهر عليهما آثار التعذيب.

وشملت عمليات القصف أيضا منطقة وادي الشيخان وقرية العيدو بريف اللاذقية، بعد مقتل ثلاثة أشخاص في قصف للجيش النظامي على قرية مجدل كيخيا بالمحافظة. كما نشبت اشتباكات بين الجيش السوري الحر والنظامي في قرية العلي باجلية بالرقة. وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأنها وثقت أكثر من خمس مناطق، استخدم فيها الجيش النظامي القنابل العنقودية في قصف المدنيين.