الإبراهيمي في دمشق غدا ختاما لجولته المكوكية

أحمدي نجاد ينتقد الاقتراح التركي بتولي الشرع.. ويؤيد جهود الهدنة

عناصر من الجيش الحر يتفحصون الدمار في مقاطعة وادي صالح بحمص أول من أمس (رويترز)
TT

ناشد المبعوث العربي - الدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي السوريين مجددا، سواء من كانوا مع الحكومة أو ضدها، وقف القتال خلال عيد الأضحى المبارك وذلك خلال زيارته إلى الأردن أمس، بينما أفادت الخارجية السورية أن الإبراهيمي سيصل إلى دمشق غدا السبت.

وأفاد المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أن الإبراهيمي «سيلتقي صباح السبت وزير الخارجية وليد المعلم»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، كما أوضح المتحدث باسم الإبراهيمي أحمد فوزي أن الموفد سيلتقي الرئيس بشار الأسد «قريبا جدا جدا»، لكن «ليس السبت».

ومن المقرر أن تكون زيارة الإبراهيمي لدمشق المحطة الأخيرة ضمن جولة شملت السعودية وتركيا وإيران والعراق ومصر ولبنان والأردن، وخصصت للبحث في سبل وقف إراقة الدماء المستمرة في سوريا منذ 20 شهرا. ولدى سؤال مقدسي عما إذا كان اقتراح الإبراهيمي وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى، يسير في الاتجاه الصحيح، قال مقدسي: «لننتظر ونرى ما لدى الأخضر الإبراهيمي ليطرحه».

من جهته، قال الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة عقب لقائهما أمس، إنه «في حال تم وقف القتال وتنفيذ هذه الهدنة، أعتقد أننا سنستطيع أن نبني عليه هدنة حقيقية لوقف إطلاق النار، ولعملية سياسية تساعد السوريين على حل مشكلاتهم وإعادة بناء سوريا الجديدة التي يتطلع إليها شعبها»، مكررا تحذيره من أن الأزمة إذا استمرت، فلن تبقى محصورة داخل الحدود السورية بل ستؤثر على المنطقة وخارج المنطقة.

من جانبه، قال جودة إن «النقاش والحوار الذي دار بيننا اليوم (أمس) كان بناء جدا وبنينا على ما تم بحثه من موضوعات خلال لقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع الأخضر الإبراهيمي في نيويورك مؤخرا، والتطورات التي حصلت منذ ذلك التاريخ». وأشار إلى أن «هناك الكثير من التداعيات للأزمة في سوريا.. ونحن من أكثر الدول المتأثرة، خاصة في ما يتعلق بالجانب الإنساني لوجود أكثر من 210 آلاف مواطن سوري على الأرض الأردنية. ولكن يبقى حرصنا الأساسي على الشعب السوري وعلى أمنه وأمانه واستقراره والحفاظ على وحدة أراضيه والعيش بكرامة».

وحسب بيان الخارجية الأردنية، بحث الوزير جودة خلال لقائه الإبراهيمي تطورات الأوضاع في سوريا والجهود المبذولة لاحتواء الأزمة.

في غضون ذلك، دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في تصريحات نقلتها صحيفة «الأنباء» الكويتية إلى وقف إطلاق النار والحوار في سوريا، وقال إن «استمرار الحرب وقتل الأبرياء العزل من المواطنين السوريين الذين يدفعون الثمن غير مقبول ويجب وقف إطلاق النار والذهاب إلى الحوار».

ورفض نجاد مقترحا كشفت عنه تركيا في وقت سابق من هذا الشهر، يقضي بتولي فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري، قيادة مرحلة انتقالية، وقال إن «هذا يعني أننا نفرض حلا خارجيا على السوريين، الحل يجب أن يكون سوريا، وليس مفروضا من الخارج.. والشعب السوري هو من يقرر عبر الانتخابات».

وأشار الرئيس الإيراني إلى أنه ناقش الموضوع السوري مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة في أذربيجان الثلاثاء الماضي، وقال: «اللقاء مع السيد أردوغان كان مهمّا، ككل اللقاءات مع المسؤولين الأتراك على مستوى عال، وشمل الملف السوري». وأضاف أن «هدفنا الرئيسي هو إحلال الأمن والاستقرار في سوريا وتوفير الحقوق الرئيسية للشعب السوري وكذلك العدالة وحق الانتخاب، وهو حق لكل شعوب العالم»، لكن «الخلاف هو حول أسلوب الوصول إلى ذلك» على حد قوله.

وشدد نجاد، الذي تعد بلاده أهم حليف إقليمي للنظام السوري، على أن «آلية الحروب ليست الآلية المثلى، والصراعات الطائفية ليست أمرا جيدا لسوريا التي تحتاج إلى تفاهم بين مكونات شعبها يشمل جميع التيارات والمجموعات»، واعتبر أن «ما سيختاره الشعب السوري سيكون موضع احترام، ولا بد من توفير أرضية لذلك التفاهم، وهذا ما قلناه للسيد أردوغان وتمنينا عليه أن يساعدنا في ذلك».