موسكو: من «الواقعي» إجراء مفاوضات مباشرة بين الإيرانيين والدول الست

مطالبة في البرلمان الأوروبي بإلغاء زيارة وفد إلى إيران

TT

أعلنت موسكو أمس أنه سيكون من «الواقعي» إجراء مفاوضات مباشرة الشهر المقبل بين كبير المفاوضين الإيرانيين وممثلة مجموعة الدول الست كاثرين أشتون، حول الملف النووي الإيراني.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن مساعد وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله: «سيكون من الواقعي التباحث في إجراء المفاوضات في نوفمبر (تشرين الثاني)». ورفض ريابكوف التكهن حول مكان عقد اللقاء، إلا أنه استبعد العاصمة الروسية. ونقلت عنه «إنترفاكس» قوله: «في أي حال، لن يتم في موسكو»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفشلت ثلاث جولات من المفاوضات المباشرة وجولة على مستوى أدنى بمشاركة خبراء، في تحقيق تقدم ملحوظ في الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب في أنه يخفي مساعيا لحيازة السلاح النووي.

وتضمنت الجولة الأخيرة من المفاوضات المباشرة بموسكو في يونيو (حزيران) إشارات إلى إمكان عقد لقاء جديد في مكان محايد مثل بكين أو أستانة عاصمة كازاخستان.

وفي غضون ذلك، طالب مارتن كالنان، رئيس كتلة المحافظين الإصلاحيين في البرلمان الأوروبي، بإلغاء زيارة من المقرر أن يقوم بها وفد برلماني إلى إيران نهاية الشهر الحالي، وقدم كالنان طلبا بهذا الصدد إلى مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي، من منطلق أنه من غير اللائق تماما القيام بالزيارة في هذا التوقيت، وفي بيان صدر ببروكسل قال كالنان إنه طرح هذا الموضوع على اجتماع رؤساء الكتل الحزبية في البرلمان الأوروبي، وتقدم بطلب في هذا الخصوص إلى رئيس المؤسسة التشريعية الأوروبية، وأبلغ كالنان الطرفين أن توقيت الزيارة غير مناسب، لأنها ستعتبر رسالة على النقيض من الرسالة التي بعث بها الجانب الأوروبي الأسبوع الحالي، والتي تمثلت في تشديد العقوبات على إيران بسبب جهودها لامتلاك أسلحة نووية، وأبلغ كالنان رؤساء الكتل الحزبية، أن «البرلمان الأوروبي أرسل خلال الأشهر الأخيرة رسائل تنبيه حول هذا الصدد إلى طهران، ومع ذلك ينوي إرسال وفد يعرف ببعثة الصداقة بين الجانبين، مما يعتبر بمثابة إرسال إشارات متضاربة في الوقت الذي ينبغي فيه أن نؤكد للنظام الإيراني أن البرلمان الأوروبي متمسك بمضمون الرسائل التي سبق أن أرسلها»، وأشار كالنان إلى تزايد انتهاكات حقوق الإنسان وعقوبة الإعدام في إيران بشكل كبير منذ آخر زيارة للوفد في 2007. وأن الإيرانيين أظهروا في مناسبات عدة عدم الاهتمام بالحوار مع الغرب. وقال كالنان: «أعتقد أنه من المهم البحث عن حوار وأرضية مشتركة مع الذين نختلف معهم، ولكن إيران من وجهة نظر البعض منبوذة جيوسياسيا، كما أنها تشكل خطرا على حلفائنا في إسرائيل»، وحذر من أن تستغل إيران زيارة الوفد الأوروبي لها في الدعاية لأغراضها، «فيجب ألا يكون البرلمان الأوروبي لعبة في أيديهم، وخاصة بعد الرسالة القوية التي أرسلت هذا الأسبوع من الحكومات الأوروبية، لأن طهران لا تتحرك إلا بعد الرسائل القوية». ونشر الاتحاد الأوروبي في جريدته الرسمية قبل يومين تفاصيل العقوبات الجديدة التي وافق عليها وزراء خارجية الاتحاد خلال اجتماعاتهم في لوكسمبرغ، وصارت سارية المفعول منذ تاريخ نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد، وتأتي في إطار المقاربة المزدوجة في التعامل مع الملف النووي الإيراني.