خطاب تكليف السفير المصري لدى إسرائيل يثير جدلا سياسيا

مصادر مطلعة أكدت لـ «الشرق الأوسط» صحته.. و«الإخوان»: موقف الدولة لا يعنينا حتى لو كان الرئيس منا

السفير المصري الجديد لدى إسرائيل عاطف سالم (رويترز)
TT

أثار خطاب بروتوكولي لاعتماد سفير جديد لمصر لدى إسرائيل جدلا في الأوساط السياسية، لما تضمنه الخطاب من عبارات رأى فيها نشطاء «توددا في غير محله»، بينما قالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن صيغة مثل هذه الخطابات «موحدة»، والخروج عنها هو إجراء «غير مألوف وخشن».

ومنذ عام 1948 خاضت مصر أربع حروب مع إسرائيل، لكن الدولتين وقعتا اتفاقية سلام عام 1979، ولم تنجح هذه الاتفاقية في تطبيع العلاقات بين شعبي البلدين بشكل كامل.

ونشر موقع إسرائيلي ما قالوا إنه خطاب اعتماد سفير مصر الجديد لدى إسرائيل باللغة العربية. وفور نشره تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة الخطاب الذي ظهر ممهورا بتوقيع الرئيس مرسي ووزير الخارجية محمد عمرو، ويحمل ختما غائرا لشعار الجمهورية وبتاريخ 19 يوليو (تموز) الماضي.

وقال الخطاب المنسوب لمؤسسة الرئاسة «صاحب الفخامة السيد شيمعون بيريس رئيس دولة إسرائيل عزيزي وصديقي العظيم.. لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيرا فوق العادة، ومفوضا من قبلي لدى فخامتكم». وتابع «(..) أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد.. صديقكم الوفي محمد مرسي».

من جانبها، أكدت مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة أن الخطاب المنشور صحيح، وهو صورة من خطاب الاعتماد الذي أرسلته الرئاسة المصرية بالفعل إلى نظيرتها الإسرائيلية لاعتماد السفير المصري الجديد في تل أبيب.

وقالت المصادر، التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» مشترطة عدم تعريفها: «هذه الصيغة هي الصيغة الدبلوماسية التي يتم إرسالها لجميع الدول عند طلب اعتماد سفير جديد».

لكن الدكتور ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، قال في تصريح لموقع «اليوم السابع» الإخباري، إنه يجري التأكد من صحة ما جاء في خطاب الدكتور مرسي للرئيس الإسرائيلي، والخاص بتعيين عاطف سالم سفيرا مصريا في تل أبيب، مؤكدا أنه سيصدر بيانا يوضح مدى صحة الرسالة وما جاء فيها.

ويتجنب الرئيس محمد مرسي الذي تولى السلطة منتصف العام الحالي، ذكر دولة إسرائيل في خطاباته، لكنه دائما ما يؤكد التزام بلاده بالاتفاقيات الدولية ومن بينها اتفاقية السلام مع إسرائيل.

وقال نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إن هذه الصيغة حتى لو كانت واحدة ومراسمية كان يجب تغييرها في حالة توجيهها إلى رئيس دولة إسرائيل.. ولا يصح أن تصدر من الجانب المصري خاصة أن مرشد (جماعة) الإخوان المسلمين كان يحثنا على الجهاد ضد إسرائيل قبل أيام.

في المقابل، قال السفير خير الدين عبد اللطيف، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن «صيغة خطاب اعتماد السفراء موحدة»، مضيفا أن «الأصل في العلاقات الدولية أن يكون التعامل مع كل الدول دون تمييز خاصة إذا ما كان يحكم علاقتنا بها اتفاقية سلام».

وتابع عبد اللطيف: «أحيانا يحاول البعض إثارة مشكلات من الفراغ.. ومن غير المألوف أن يتم تغيير صيغة دبلوماسية متعارف عليها.. هذا إجراء غير ودي وخشن لا لزوم له».

وقبل الكشف عن خطاب الاعتماد المزعوم، تداول النشطاء والمواقع الإخبارية صورا للسفير المصري الجديد لدى إسرائيل وهو يتبادل الأنخاب مع الرئيس الإسرائيلي بيريس.

وأصدر ديوان الرئاسة الإسرائيلية بيانا قال فيه إن النخب الذي تبادله السفير المصري والرئيس بيريس هو نخب ماء لأن المصريين لا يشربون الخمر. وعلق الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «علاقة الجماعة بإسرائيل معروفة وواضحة ولن تتغير»، وتعتبر جماعة الإخوان إسرائيل العدو الرئيسي لمصر وتطالب بتحرير فلسطين، كما تعد حركة حماس أحد أجنحة التنظيم الدولي للجماعة.

وتابع محمود: «ليس لنا علاقة بموقف الدولة المصرية حتى لو كان الرئيس من الجماعة.. فالدول تحكمها أحيانا حسابات لا تخصنا.. هذا إذا ما صدقت أصلا صحة هذا الخطاب».

وفي أعقاب هجوم متشددين إسلاميين على حرس الحدود المصري مطلع أغسطس (آب) الماضي، قال المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري، إن بلاده تنسق أمنيا مع إسرائيل، وهو ما أثار غضب قوى سياسية في البلاد.