انطلاق أول مفاوضات سلام بين الحكومة الكولومبية وحركة «فارك»

المحادثات بدأت في النرويج ثم تنتقل إلى كوبا.. والهدف إنهاء تمرد خلف مئات آلاف القتلى

TT

أطلقت الحكومة الكولومبية وثوار حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية «فارك»، أمس، في النرويج أول مفاوضات سلام بينهما منذ عشر سنوات، بهدف وضع حد لنزاع مسلح أسفر عن مقتل مئات الآلاف منذ نصف قرن.

وفي إعلان مشترك تلاه ممثل كوبا، التي تشارك مع النرويج في رعاية هذه المفاوضات، أعلن الطرفان «تأسيس طاولة» حوار تهدف إلى إرساء «سلام مستقر ودائم» لإنهاء آخر نزاع مسلح كبير في أميركا اللاتينية. وجرت وقائع حفل إطلاق عملية السلام هذه، الأولى منذ عشر سنوات، في أحد فنادق هوردال، على أن يعقبها مساء مؤتمر صحافي للوفدين التفاوضيين.

وعلى الرغم من وجودهما معا خلال إعلان انطلاق المفاوضات فإن رئيسي الوفدين، أومبرتو ديلا كالي ممثلا الحكومة الكولومبية، وإيفان ماركيز ممثلا حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، لم يتصافحا. واجتمع الوفدان الأربعاء وصباح أمس، في مكان لم يكشف عنه، ليبحثا بشكل أساسي المسائل التقنية واللوجيستية. وصرح مصدر قريب من الوفد الحكومي بأنهم يعملون في أجواء «احترام وصداقة»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وبعد فشل ثلاث محاولات تفاوض في ثلاثين سنة، أحيطت المفاوضات بأقصى قدر من التكتم حرصا على ضمان الفعالية والأمن. والنرويج وكوبا، حيثما ستنتقل المفاوضات بعد ذلك، هما البلدان الضامنان لعلمية سلام تهدف إلى وضع حد لنزاع أسفر عن سقوط مئات آلاف القتلى. ولم تحدد في الوقت الراهن أي مهلة للتوصل إلى اتفاق، لكن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس قال إن المباحثات «تقاس بالأشهر وليس بالسنوات».

وقبل توجهه من كولومبيا إلى أوسلو، أعرب الرئيس السابق أومبرتو ديلا كالي، رئيس وفد الحكومة، عن «تفاؤل معتدل». وفي هذه المرحلة النرويجية التي تنطلق بعد عمليات تأجيل عدة، لا يتوقع عقد أي لقاء آخر بين الوفدين بعد المؤتمر الصحافي. وستدخل سلطات بوغوتا وقوات الفارك في صميم الموضوع الأسبوع المقبل في هافانا.

ويتضمن جدول أعمال المباحثات خمس نقاط، هي التنمية الريفية، ومشاركة الحركات المقبلة المنبثقة من التمرد في الحياة السياسية، ووضع حد نهائي للأعمال العدائية وتهريب المخدرات ووضع الضحايا. ويتوقع أن تكون مسألة المخدرات، التي يشتبه في أنها أكبر مصدر تمويل لحركة التمرد، ملفا متفجرا في بلد يعتبر أكبر مصدر للكوكايين في العالم. وأعربت الولايات المتحدة، أكبر حلفاء بوغوتا في معركتها ضد تهريب المخدرات، عن دعمها المفاوضات.

كما يتوقع أن تكون ملكية الأراضي الزراعية التي كانت السبب الأساسي لتمرد الفارك في انتفاضة مزارعين في 1964، مسألة مركزية في المباحثات. وخلافا لآخر محاولة تفاوض فشلت في 2002، استبعد الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وقفا ممكنا لإطلاق النار قبل التوصل إلى اتفاق سلام.

وحركة فارك، التي تأسست في 1964 في سياق انتفاضة مزارعين، ضعفت عسكريا في الوقت الراهن بعد مقتل عدد من قادتها وتقلص عديد قواتها إلى النصف بنحو تسعة آلاف عنصر انكفأوا إلى المناطق الريفية بعد سلسلة نكسات عسكرية.