اعتقال بنغلاديشي بتهمة محاولة تفجيرات في نيويورك

والده: نحن مستغربون.. نفيس ليس متطرفا.. نحن نفخر به

TT

قال أمس عدد من كبار المسؤولين في مدينة نيويورك إن اعتقال البنغلاديشي غازي محمد رضوان الإحسان نفيس، بتهمة التخطيط لتفجيرات كبيرة في المدينة، يوضح أن خطر الإرهاب لم يزل. وقال مارك بلومبيرغ، عمدة المدينة: «ها نحن بعد أحد عشر عاما من هجوم 11 سبتمبر (أيلول)، نعتقل شخصا متعلما قال: إنه جاء إلى وطننا ليزيد تعليمه، لكنه، في الحقيقة، جاء ليدمر وطننا».

وكانت شرطة نيويورك اعتقلت أول من أمس نفيس، وعمره 21 عاما، بتهمة محاولته تفجير قنبلة وزنها 1.000 رطل أمام مبنى فرع «فيدرال ريزيرف» (البنك المركزي الأميركي) في وسط المدينة.

وأعلنت الشرطة أن نفيس، خلال متابعة تحركاته وتصريحاته، كان متأكدا أنه سيقتل أعدادا هائلة من الناس عندما يرن التليفون المحمول الذي كان أشخاص مجهولون أمدوه به، كجزء من الخطة. وكان يعتقد أن الانفجارات وكثرة عدد القتلى سوف تؤثر على الانتخابات الرئاسية المقرر لها الشهر القادم، ويكون ذلك سببا في «اهتزاز الولايات المتحدة سياسيا واقتصاديا، مما سيعجل بتنفيذ الهدف الذي قال: إنه إقامة الخلافة الإسلامية في الولايات المتحدة، وفي كل العالم».

وحسب أقوال الشرطة، كرر نفيس أنه من الأنصار الكبار المؤيدين لأسامة بن لادن، مؤسس منظمة القاعدة. وأنه كان متأكدا أن تنظيم القاعدة يتعاون معه، ويوافق على خطته.

وأيضا، أن نفيس خطط أولا لقتل الرئيس الأميركي باراك أوباما. ثم غير رأيه بسبب الحماية المتشددة المفروضة على أوباما. ثم قرر تفجير مبنى البورصة التجارية في «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك). لكنه غير رأيه، واستقر على فرع البنك المركزي.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن نفيس دخل الولايات المتحدة بتأشيرة دراسية. وكان ينوي الالتحاق بجامعة ساوث ايست ميسوري (ولاية ميسوري). لكنه، في الوثائق التي عرضتها الشرطة، كتب أنه جاء «لتدمير أميركا».

وحسب أقوال الشرطة، التي اعتمدت على عملاء سريين اشتركوا مع نفيس في وضع الخطة، أنه قال لهم مرات كثيرة، وإنهم سجلوها في شريط فيديو: «لن نتوقف حتى نحقق النصر أو الشهادة».

اعتقلت الشرطة نفيس في غرفة في فندق قريب من فرع البنك المركزي، وكان يتصل برقم تليفون معين، وينتظر الانفجار، مرارا وتكرارا، لكنه لم يسمع صوت انفجار، وسمع أصوات الشرطة تدق على الباب، وتعتقله.

وأمس، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية من بنغلاديش أن أقرباء نفيس نفوا أنه متطرف. وقالوا: إنه «مسلم ورع، وليست عنده أي توجهات راديكالية».

وقال أحد أقربائه، قاضي محمد زين الإحسان نفيس، إن الأسرة تحدثت معه قبل ساعات من القبض. وإنهم حتى رشحوا له فتاة للزواج.

وقال عارف، الذي فضل عدم ذكر اسمه الكامل: «سمعنا خبر اعتقاله صباح اليوم. الجميع يبكون هنا». وأضاف: «لم يبد نفيس أبدا أي توجهات متطرفة عندما كان في بنغلاديش. كان يصلي الفرائض الخمس، ويقرأ القرآن الكريم يوميا». وإنه انتقل إلى الولايات المتحدة في العام الماضي، مع أحد أعمامه، للدراسة بجامعة في ولاية ميسوري. لكنه فيما بعد انتقل إلى نيويورك.

وفي دكا، قال والد الشاب الذي يشغل منصب نائب رئيس بنك في دكا: «نحن مستغربون. نفيس ليس متطرفا. هو يصلي ويقرأ القرآن يوميا لكنني لم أره يوما يقرأ كتبا عن الجهاد».

وأضاف الوالد «لا نصدق أنه قام بذلك.. نحن نفخر به، وهو مصدر سعادتنا».

وكان قائد الشرطة راي كيلي قد أعلن عن إحباط 15 مخططا إرهابيا في نيويورك منذ اعتداءات 11 سبتمبر، مضيفا أنه «ينبغي الآن إضافة الاحتياطي الفيدرالي إلى قائمة الأهداف الرمزية الهامة التي تضم جسر بروكلين وبورصة نيويورك».

وقال: «بعد 11 عاما لم تشهد أي اعتداء ناجح، يمكن أن نتفهم أن يصبح السكان أقل تيقظا، لكن هذا ترف لا يمكن لقوات الأمن أن تسمح لنفسها به» مذكرا بأن أكثر من ألف شرطي يكلفون يوميا عمليات مكافحة الإرهاب في نيويورك.

وفي صباح الأربعاء التقى عميل الـ«إف بي آي» باكرا وتوجه معه في شاحنة صغيرة إلى مستودع للتزود بما ظنه عناصر قنبلة في حين أن المتفجرات التي أمدها به العميل لم تكن صالحة، ثم قام بتجميع العبوة.

وأكمل نفيس صنع العبوة فيما كان عميل الـ«إف بي آي» يتوجه بالشاحنة الصغيرة إلى مبنى الاحتياطي الفيدرالي وقد ركن الشاحنة الصغيرة قربه. وفي هذه الأثناء كانت تتخذ إجراءات لمنع توقيف الشاحنة قبل بلوغها هدفها.

وبعدما توقفت الشاحنة قرب الاحتياطي الفيدرالي سجل نفيس «بيانا على شريط فيديو إلى الشعب الأميركي» يقول فيه «لن نتوقف إلى أن نحقق النصر أو الشهادة». وبعدها اكتشف نفيس أن القنبلة كانت وهمية.

وقال مكتب الادعاء إن «نفيس حاول عندها مرارا ومن دون نجاح تفجير القنبلة التي صنعت بواسطة متفجرات غير صالحة زودها به العميل السري».

وتابع البيان أن نفيس «ظن أنه كان يقود شركاء له في العملية وفي العقيدة غير أنه كان مخطئا في كل مرحلة، وتم إحباط جهوده الحثيثة لضرب قلب النظام المالي الأميركي».