حزب الله يتهم نائبا بـ«إذكاء نار الحرب في سوريا».. و«المستقبل» يؤكد أنه مكلف التنسيق مع المعارضة

الحريري أدان «الجريمة الموصوفة التي يرتكبها الحزب بحق لبنان تجاه سوريا»

TT

تبادل حزب الله اللبناني وتيار «المستقبل» الذي يقوده الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، اتهامات «التورط» في الصراع الدائر في سوريا، في خطوة تظهر حدة التوتر القائم بين الطرفين على خلفية هذه الأزمة.

وفي خضم الاتهامات الموجهة إلى الحزب بالانغماس في هذه الأزمة من قبل المعارضتين، اللبنانية والسورية، بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ظهرت صورة تناقلتها مواقع إلكترونية مأخوذة عن صفحة المعارض السوري لؤي المقداد، تظهره مع النائب عقاب صقر في تركيا لدحض خبر موتهما في انفجار، دارت شائعات كبيرة في لبنان حول حصوله.

ورأى الحزب في هذه الصورة «دليلا» على التورط في هذه الأزمة، فأصدر أمس النائب في حزب الله، علي المقداد، بيانا أشار فيه إلى أن «الخبر مصور عن اجتماع ثنائي جمع عضو كتلة (المستقبل) النائب عقاب صقر والناطق الرسمي باسم ما يسمى (الجيش السوري الحر) في غرفة عمليات يبدو أنها تدار من خلالها العمليات العسكرية والإشراف الميداني على مجريات الأحداث في سوريا، والتغطية الإعلامية والسياسية للعمليات التي يذهب ضحيتها يوميا المئات من المدنيين والأبرياء من الشعب السوري». وسأل المقداد: «السيد سعد الحريري: هل ما يقوم به عضو كتلتك بعلمك وبمعرفتك وأنت راض عن ذلك؟ إن لم نقل إنه بتكليف من قِبلك! وهل هو الوحيد المكلف أم أن الأيام ستخبرنا عن نواب آخرين في الكتلة ضالعين في إدارة هذه الحرب؟ وإذا ما أحسنّا الظن وقلنا إن هذا الأمر تصرف بمعزل عن حزب المستقبل، فهل ننتظر من السيد الحريري أن يصدر بيانا رسميا ينفي فيه علاقته بالأمر ومعرفته به؟».

وأشار المقداد إلى أن هذه «أسئلة لحزب المستقبل، حول ما يفعله مندوبهم في سوريا.. وعليه أن يجيب عنها للرأي العام وعن فائدة هذا التدخل في الأزمة السورية.. علما بأن انعكاساتها سلبية، وآثارها لا تنحصر ضمن حدود ضيقة، بل هي تتعدى ذلك لتطال لبنان بكل تداعياتها، وهي تزيد في إذكاء نار الفتنة وصب الزيت على نار الأزمة السورية.. في الوقت الذي يتطلب من الجميع أن يسعوا إلى لم الشمل والدعوة إلى الحوار والعقلانية، وجمع شمل الشعب السوري ليختار، متعاونا، حلا سياسيا ينهي هذه الأزمة». وأضاف: «في كل الأحوال، السؤال موجه أيضا إلى المجلس النيابي الكريم، هل من المسموح أن يكون أحد أعضائه، المفترض أنه يمثل الشعب اللبناني في الندوة النيابية، أن يتدخل علنا في شؤون بلد آخر بإدارة من بلد ثان وبأموال من بلدان أخرى وبأوامر وتوجيهات إقليمية ودولية؟ وهل يقبل الشعب اللبناني الذي يمثله مندوب حزب المستقبل في البرلمان في هذا الموقع المخالف لتكليفه؟»، متسائلا: «من يتحمل مسؤولية إذكاء نار الحرب في سوريا غير آبه بما ستؤول إليه الأمور في المستقبل»، وخلص إلى أن «إجابة حزب المستقبل تحدد مدى التورط في الأزمة السورية».

ورد الرئيس الحريري عبر بيان لمكتبه الإعلامي على «حملة التشويه التي يتعرض لها تيار (المستقبل) عموما من خلال اتهام حزب الله ووسائله الإعلامية له بالانخراط في النزاع الدائر في سوريا، وبخاصة من خلال توجيه الاتهامات للنائب عقاب صقر»، فأوضح أن «النائب عقاب صقر مكلف من الرئيس سعد الحريري متابعة الوضع في سوريا والتنسيق مع القوى السياسية السورية المعارضة في كل ما يتعلق بدعم تيار (المستقبل) الإعلامي والسياسي للشعب السوري في مواجهة آلة القتل التي يديرها النظام السوري المجرم وحلفاؤه الإقليميون، وبوجه خاص، في تأمين ما أمكن من مساعدات إنسانية للضحايا من جرحى ومشردين وأيتام، وما أكثرهم!»، كما أشار إلى أن «النائب عقاب صقر، وبحكم اتصالاته هذه، مكلف كل مساعدة إنسانية يتطلبها أي لبناني في سوريا، وعلى رأسها، المساهمة، إلى جانب السلطات التركية، في الجهود لتأمين إطلاق سراح اللبنانيين المحتجزين هناك، إضافة إلى عدد من الحالات المعروفة وغير المعروفة التي تعرض لها بعض الصحافيين خلال أدائهم واجبهم المهني».

وقال الحريري في بيانه إن «اللبنانيين، شيعة وسنة ومسيحيين، يعرفون تماما، ومن أفواه قيادات حزب الله، ما طبيعة تورطه في ما يزعم أنه (واجب جهادي)، إلى جانب منظومة القتل والبطش والقمع والقهر المتحكمة في الشعب السوري، وإن أي شيء لم يعد ينفع لتغطية هذه الجريمة الموصوفة التي يرتكبها حزب الله بحق لبنان قِبل سوريا، خصوصا أنه يعلم تمام العلم أن أيام حليفه في دمشق باتت معدودة». وخلص إلى أن «الحكم على الحكومة اللبنانية النائية بنفسها عن دماء الشعب السوري، بعدما شكلها واستحكم في مفاصل قرارها حزب الله، لتتمسك بواجب النأي بالنفس بينما يتمسك حزب الله بواجب الجهاد ضد الشعب السوري - هو حكم متروك للشعب اللبناني».