مجزرة بالطيران في معرة النعمان.. وتفجير انتحاري قرب مبنى وزارة الداخلية في دمشق

التلفزيون السوري: مجموعة مسلحة استهدفت خطين لنقل النفط والغاز في دير الزور بعبوة ناسفة

شبان سوريون يبحثون عن أحياء تحت أنقاض المباني التي تم قصفها بالطيران في معرة النعمان أمس (أ.ف.ب)
TT

قال ناشطون سوريون إن القوات السورية شنت أمس حملة قصف عشوائية وغير مسبوقة على بلدة معرة النعمان، أدت لوقوع أكثر من مجزرة بين المدنيين نتيجة سقوط مبان بأكملها على رؤوس قاطنيها من الأطفال والنساء، بالتزامن مع إعلان الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن مقتل ما يزيد عن 180 شخصا يوم أمس في مجمل المناطق السورية.. فيما أعلن عن انفجار ضخم هز حي كفرسوسة بالعاصمة، قريبا من أحد أكبر تجمع أمني في دمشق.

وقال ناشطون إن 44 شخصا قتلوا على الأقل بينهم عدد من الأطفال، في حين اعتبر آخرون في عداد المفقودين، جراء غارة شنتها طائرة حربية على مدينة معرة النعمان. وقال جعفر شردوب، وهو طبيب في مستشفى ميداني في إحدى مدارس هذه المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «عشرين جثة، بينها عدد من الأطفال، وصلوا إلى المستشفى». وأضاف الطبيب «لم ينجُ من الغارة حتى الآن سوى ثلاثة أشخاص، بينهم طفل في الثانية من عمره، بقي على قيد الحياة بين ذراعي والده الذي توفي». وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في وقت لاحق أن 44 جثة انتشلت من تحت الأنقاض.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 30 سقطوا في غارات جوية نفذتها طائرات النظام السوري واستخدمت فيها البراميل المتفجرة والقنابل الفراغية على مسجد ومبان سكنية تؤوي نازحين في أحد أحياء مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب. وأفاد ناشطون عن أنه قبل قصف معرة النعمان حلقت طائرات مقاتلة في ساعات الصباح الأولى فوق المدينة الاستراتيجية والخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر، وألقت ما لا يقل عن خمس قذائف على محيط المدينة وأطرافها الشرقية.

إلى ذلك، أوضح الناطق باسم شبكة شام في إدلب وريفها أحمد قدور أن «اشتباكات بين (الجيش الحر) وقوات النظام دارت في مدينة حارم في ريف إدلب الشمالي، وذلك بعد إعلان مقاتلي المعارضة بدء معركة تحرير المدينة»، مشيرا إلى أن «الجيش الحر يحاصر عددا من نقاط تجمع قوات النظام والحواجز في كل من البالعة والنمرة والغفر والبحوث».

وأضاف قدور أن «معسكر وادي الضيف التابع لقوات النظام، محاصر من قبل عناصر الجيش الحر وجبهة النصرة»، مضيفا أن «إحدى الطائرات المروحية قامت بإلقاء خيوط بيضاء تشبه خيوط العنكبوت في سراقب ومعرة النعمان وتفتناز في إدلب».

وبالتزامن مع الحملة على معرة النعمان، فجر انتحاري يقود دراجة نارية نفسه على مقربة من مبنى وزارة الداخلية السورية ومقار أجهزة أمنية في حي كفرسوسة في العاصمة دمشق. وقال مصدر أمني سوري إن «الرجل فجر نفسه على دراجة نارية مفخخة على بعد 300 متر من مبنى وزارة الداخلية السورية في حي كفرسوسة في غرب العاصمة»، والذي يضم أيضا فروعا لأجهزة أمنية سورية، مشيرا إلى عدم سقوط ضحايا. وأفاد ناشطون عن اقتحام القوات النظامية لحي ركن الدين متحدثين عن إغلاق الطرق الرئيسية في السيدة زينب وسماع إطلاق نار كثيف من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من قبل قوات النظام. بدورها ذكرت شبكة شام أن دوي ثلاثة انفجارات سمع في أرجاء دمشق.

وفيما دعا الناشطون للخروج اليوم في مظاهرات في جمعة «أميركا سكوتك المريب ساعد في قتل آلاف الضحايا»، وثقت «لجان التنسيق» السورية بالأمس خروج مظاهرات طلابية في القنوات وحي الزاهرة القديمة ومساكن برزة والحجر الأسود في دمشق دعما لـ«الجيش السوري الحر» ومطالبة بإسقاط النظام.

وفي ريف دمشق، أفادت «لجان التنسيق» عن سقوط الكثير من القتلى والجرحى جراء القصف بالطيران الحربي على مدينة سقبا وحمورية في ريف دمشق. وذكرت أنه تم العثور على جثتين مجهولتي الهوية في المعضمية بريف دمشق. وقال ناشطون إن القوات النظامية اقتحمت بلدة ببيلا وسط إطلاق نار كثيف وحملة مداهمات واقتحامات لمنازل البلدة التي سيطرت عليها.

وفي حلب، قال ناشطون إن قوات النظام السوري ارتكبت أول من أمس ما وصفوها مجزرة بحق المدنيين في حيي الشعار والفردوس في مدينة حلب التي تتعرض منذ أسابيع لحملة جوية متواصلة. وأضافوا أن مقاتلة تابعة للجيش النظامي ألقت برميلا متفجرا على مسجد نور الشهداء في حي الشعار، مما أدى لمقتل 12 شخصا وإصابة 30 فضلا عن تهدم عدد من الأبنية.

وأفاد ناشطون عن أن الجيش النظامي استهدف لأول مرة حي الأشرفية الكردي وتحديدا حديقة تضم نازحين، مما أسفر عن جرح العشرات منهم وإصابة الحي بحالة من الهلع.

ومن اللاذقية، تحدث الناشط عمار الحسن لـ«الشرق الأوسط» عن نشوب حريق ضخم في جبل الأكراد وبالتحديد في الأحراج المحيطة بالوادي الأزرق وعن إلقاء المروحيات النظامية ما يزيد عن 7 براميل متفجرة في جبل التركمان على قرى الريحانية وربيعة. وأوضح الحسن أن تصدي عناصر الجيش الحر لمروحيات النظام في قرية العيدو أجبرها على مغادرة المنطقة، وقال: «أما في مدينة اللاذقية فنفذ النظام حملة اعتقالات عشوائية في العوينة وقنينص والرمل الجنوبي وسط إطلاق نار كثيف».

وفي محافظة حمص، قتل - بحسب ناشطين في المدينة - ثلاثة أطفال جراء القصف بقذائف الهاون والصواريخ على مدينة الحولة. كما تعرضت مدينة القصير للقصف بالبراميل المتفجرة من قبل القوات النظامية التي سيطرت على قرى في ريف حمص خلال الأيام الفائتة وتحاول فرض سيطرتها على المدينة، بحسب المرصد السوري.

وفي دير الزور، دارت اشتباكات عنيفة صباح الخميس بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي الجبيلة. في المقابل ذكر التلفزيون السوري أن «مجموعة مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة خطين لنقل النفط والغاز بدير الزور».

إلى ذلك، تمكنت «ألوية أحفاد الرسول» التابعة لـ«كتائب الجيش الحر» من تفجير دبابة تابعة للجيش النظامي السوري «بمن فيها»، بحسب فيديو انتشر على موقع «يوتيوب». ويظهر في الفيديو مقاتل مسلح يؤكد أن «شبيحة الأسد» موجودون داخل الدبابة وهي تحترق.

هذا وانتشر على موقع «يوتيوب» فيديو يظهر آثار الدمار في مدينة القصير السورية الحدودية مع لبنان جراء «قصف النظام السوري العشوائي بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية» وفقا لأحد الأشخاص الذي يظهر في الفيديو. كما يظهر في الفيديو مسن يشكر الله على النجاة من القصف، ويدعو بالتوفيق للشباب الذين ساعدوه.