السلفيون في غزة يتعهدون بإقامة الإمارة الإسلامية على الرغم من الحرب عليهم

مصادر: حماس تشدد الخناق عليهم بالتعاون مع مصر وتحاول منع عمليات انتقامية في سيناء

TT

أكد مسؤول في الجماعات السلفية الجهادية في قطاع غزة أنهم ماضون في مشروع إقامة إمارة إسلامية في قطاع غزة، على الرغم من الضربات المؤلمة التي وجهتها لهم إسرائيل، ومواصلة حكومة حركة حماس تضييق الخناق عليهم أكثر وأكثر. وقال أبو عبد المهاجر، لـ«الشرق الأوسط»، ردا على سؤال حول مستقبل الإمارة الإسلامية «نحن دوما نخطط لإقامة شرع الله في الأرض، وهذا فرض وواجب على كل مسلم، ومشروعنا قائم بإذن الله، وسيأتي اليوم الذي يحقق فيه المجاهدون مشروعهم».

وهاجم المهاجر حركة حماس قائلا إنها تواصل حملة اعتقالات واستدعاءات كبيرة في صفوف السلفيين على الرغم من الهجمة الإسرائيلية التي طالت مسؤول السلفية الأبرز قبل أيام، هشام السعيدني (أبو الوليد المقدسي). وقال إن «أجهزة أمن حكومة حماس لم توقف ملاحقتها منذ شهور ضد قادتنا ومجاهدينا، إنهم يقتحمون منازلنا ويعتقلون البعض ويستدعون أشقاء بعض إخواننا في محاولة للضغط عليهم ليسلموا أنفسهم، وتقوم تلك الأجهزة باقتحام المنازل دون مراعاة لحرماتها، وهي تعتدي على جميع من بداخلها».

وأكد المهاجر أن علاقة السلفيين بحماس مقطوعة، غير أنه كشف أنهم (السلفيين) وجهوا رسائل لعلماء مسلمين في الخارج، وطلبوا منهم الضغط على حماس لوقف هجماتها والإفراج عن عناصر السلفية المعتقلين لديها. وبحسبه فإن حماس تلاحق أيضا الأسلحة والمعدات الخاصة بالسلفيين.

ولم يبرئ المهاجر ساحة مصر من الهجوم ضدهم في غزة، وقال إنها تقف خلف الهجمة الأخيرة لحماس. وأضاف أن «الجانب المصري يحاول معرفة تفاصيل عن مجموعاتنا العاملة خاصة في ظل الترابط الموجود بين الجماعات في غزة وسيناء، وكان ذلك واضحا من خلال بعض العمليات التي نفذت مؤخرا وتبناها مجاهدونا في غزة. نحن لدينا معلومات مؤكدة أن محققين من المخابرات المصرية حققوا مع إخوة لنا من بينهم الأسير لدى أجهزة أمن حكومة حماس الشيخ أبو صهيب رشوان لاتهامه بالوقوف خلف العملية البطولية التي نفذها إخواننا في مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس على الحدود بين سيناء وأراضينا المحتلة مما أدى لمقتل وإصابة العديد من الصهاينة».

كما اتهم المهاجر حماس بالمشاركة بشكل غير مباشر في اغتيال السعيدني، وقال، إن «أجهزة أمن حكومة حماس كانت تقف بطريقة غير مباشرة خلف اغتياله وغيره من قيادات ومجاهدي الجماعات السلفية الجهادية خلال الفترات الماضية». وأوضح أن «جهاز الأمن الداخلي التابع لتلك الحكومة كان يمارس عملية الرقابة العلنية خلف أبو الوليد وآخرين، كانوا يتبادلون عبر الأجهزة اللاسلكية المخترقة من قبل الاحتلال المعلومات، بالإضافة إلى أن هناك معلومات كان يتم التحقيق فيها مع قادتنا ومجاهدينا ونعتقد أنها كانت تصل للاحتلال الذي اغتال بعضهم على أثرها». وأضاف «نعتقد أن هذا الجهاز مخترق من قبل الاحتلال». ولم يتسن التأكد من مصادر مستقلة من صحة هذه الاتهامات التي تبقى فرضية وغير مدعمه بدليل.

والعلاقة بين حماس والمجموعات السلفية في غزة متوترة للغاية، وتشن حماس حربا ضروسا ضد الجماعات السلفية. وتعتبر حماس الجماعات السلفية جماعات تكفيرية، وتتهمها بضرب النسيج المجتمعي، وتنفيذ أعمال قتل وحرق واستهداف لأشخاص ومؤسسات ومحال تجارية، وهو أمر نفاه السلفيون الذي لا يعترفون بحكم حماس وإسلاميته.

وتقول حماس إنها «لن تسمح لمثل هذه البذور الإرهابية بأن تنمو في قطاع غزة». كما ترفض الحركة تنفيذ أي عمل منفرد تجاه إسرائيل حفاظا على التهدئة في قطاع غزة ومصالح الناس. وتقول إن الحرب رهن بتوافق وطني عام. ويعتقد أن الحملة الحالية التي تقوم بها حماس ضد السلفيين مردها منع أي عمليات متوقعه في سيناء. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «حماس تحاول منع أي عمليات جديدة في سيناء انتقاما لمقتل أبو الوليد»، مضيفة أن «ثمة تعاونا مع مصر في هذا الأمر».