استطلاع جديد: حزب برئاسة أولمرت يتغلب على نتنياهو

حزب الوسط الجديد سيحصل على 25 مقعدا في الكنيست مقابل 24 لـ«الليكود»

TT

أظهر استطلاع رأي نشرت نتائجه صحيفة «هآرتس» أمس، أن هناك احتمالا حقيقيا للتغلب على «الليكود» ورئيسه المتطرف بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة. ويشير استطلاع «هآرتس» إلى أن بمقدور حزب وسط جديد، يعتمد على قيادة ثلاثية مشتركة تضم رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، ونائبته في حينه تسيبي ليفني، والكاتب الصحافي يئير لبيد الذي أسس حزب وسط جديدا، أن يجرف عددا كبيرا من المقاعد ويتقدم على المقاعد التي يتوقع «الليكود» الحصول عليها، أو التي منحت له في الاستطلاعات التي أجريت لغاية الآن.

وحسب هذا الاستطلاع، سيهبط حزب «الليكود»، برئاسة نتنياهو، من 27 مقعدا حاليا إلى 24. بينما يحصل حزب أولمرت على 25 مقعدا. ويعزز هذا الاستطلاع الجهود المبذولة في إسرائيل حاليا لإقناع أولمرت بأن يشكل هذا التحالف، رغم موقف النيابة العامة التي تحارب أولمرت وتصر على مواصلة محاكمته والاستئناف على قرار قضائي بتبرئته من الاتهامات بالفساد. وقالت الصحيفة إن هذه النتائج لن تضمن لأولمرت أن يقيم حكومة، لأن تكتل اليمين يحافظ على أكثريته، إلا أن أولمرت المعروف بعلاقاته الجيدة مع الأحزاب الدينية قد يفاجئ ويسحب أحد هذه الأحزاب على الأقل من نتنياهو، وعندها يستطيع تشكيل حكومة.

وبحسب «هآرتس»، فقد فحص الاستطلاع ثلاثة سيناريوهات محتملة لتوزيع المقاعد البرلمانية بين مختلف الأحزاب. ويعتمد السيناريو الأول على خوض الانتخابات دون أي تغيير على الخريطة الحزبية الإسرائيلية وموازين القوى فيها. أما السيناريو الثاني، فينطلق من فرضية انضمام تسيبي ليفني لشيلي يحيموفيتش في قائمة حزب العمل. ويتحدث السيناريو الثالث عن تأسيس حزب وسط جديد يقوده أولمرت ويضم موفاز وليفني وحزب يئير لبيد «ييش عتيد»، يكون فيه أريه درعي على رأس حركة «شاس» كجزء من قيادة مشتركة مع الزعيم الحالي للحركة إيلي يشاي.

وبحسب السيناريو الأول، يحتفظ اليمين في هذه الحالة بأغلبية 65 مقعدا في الكنيست مقابل 55 للوسط واليسار (يشمل الأحزاب العربية)، ويحافظ «الليكود» على قوته كما هي دون أن يتأثر إطلاقا باعتزال الوزير كحلون للسياسة. أما إذا جرت الانتخابات، بحسب السيناريو الثاني، بانضمام ليفني لشيلي يحيموفيتش، فسيحصل «الليكود» على 27 مقعدا، ويحصل «العمل» على 24 وحزب لبيد على 10 مقاعد، ويخسر معسكر اليمين في هذه الحالة مقعدين لصالح معسكر الوسط واليسار، وهذا ما يشير عمليا إلى قدرة ليفني على اجتذاب مصوتين من اليمين لصالح قائمة «العمل». وووفق السيناريو الثالث، تحصل قائمة أولمرت وموفاز وليفني ولبيد على 25 مقعدا وتتقدم على «الليكود» بمقعد واحد، ويحصل «العمل» على 17 مقعدا و«شاس» على 14 مقعدا، وحزب ليبرمان 13 مقعدا و«ميرتس» 4 مقاعد.

ووفقا لهذه النتائج، فإن درعي يتمكن عمليا من إضافة ثلاثة مقاعد لصالح حركة «شاس»، وبالتالي تستعيد الحركة قوتها، مما يمكن درعي، لاحقا بعد الانتخابات، اجتياز الخطوط والانتقال مجددا إلى معسكر الوسط واليسار، وهو ما قد يقلب الصورة رأسا على عقب على «الليكود»، إذ إن معسكر الوسط واليسار مع «ميرتس»، وفي حال انضمام «شاس» إليه، يحصل على 60 مقعدا في الكنيست، ناهيك بمقاعد الأحزاب العربية، التي في حال تحقق هذا السيناريو يمكنها أن تشكل قوة مانعة تحول دون تشكيل «الليكود» لحكومة مقبلة.

ومع ذلك، يلفت الموقع إلى أن مثل هذا التوقع غير معقول ما لم يحصل معسكر اليسار بمفرده دون «شاس» على 61 مقعدا في الكنيست، إذ من شأن «شاس» في مثل تلك الحالة أن تبدي مرونة كبيرة في مواقفها والارتباط بحكومة وسط ويسار، أما أن ينقلب درعي و«شاس» على ناخبي الحركة المعروفين بكونهم من معسكر اليمين المحافظ، وعلى موقف ما يسمى «مجلس حكماء التوراة» الذي يقود الحركة، فهذا أمر ترى الصحيفة أنه مستبعد وغير واقعي، لأنه ما إن يشعر ناخبو «شاس» بأن ما يقومون به يعني تسليم الحكم لليسار، فإنهم سيسارعون للعودة إلى الحزب الأم، وهو «الليكود».

إلى ذلك، أظهرت نتائج الاستطلاع، ردا على السؤال: لو جرت الانتخابات اليوم، لمن من الأحزاب كنت ستصوت؟ أن «الليكود» سيظل في الصدارة بحصوله على 29 مقعدا، يليه حزب العمل مع 20 مقعدا، وفقدان «كاديما» لقوته الحالية وحصوله على 9 مقاعد وسقوط حزب باراك، بينما يحصل حزب يئير لبيد على 11 مقعدا، ويحصل حزب «يسرائيل بيتينو» بقيادة ليبرمان على 13 مقعدا.

لكن الأمر الأكثر إثارة هو الشعبية الكبيرة التي يحصل عليها الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس رغم تقدمه في السن. وردا على سؤال حول التصويت لحزب يقوده بيريس، قال 18% (ما يساوي 22 مقعدا) إنهم سيصوتون بالتأكيد لحزب يرأسه بيريس، بينما قال 19% إن من شأنهم التصويت لهذا الحزب. وبحسب الصحيفة، ففي حال قرر نصف أصحاب الاقتراع من الفئة الأخيرة التصويت لحزب بقيادة بيريس، فإن مثل هذا الحزب سيحصل على 32 مقعدا، أكثر من أي حزب آخر. وتساءلت الصحيفة، يبقى السؤال: من سيكون أول من يكتب مقالا مطالبا فيه بيريس بخوض الانتخابات؟