النظام يقصف معرة النعمان بالقنابل العنقودية.. والجيش الحر يسيطر على أحياء جديدة في حلب

مظاهرات في مختلف المناطق تلوم السياسات الأميركية

طفل يقف مفزوعا بعد أن دمرت قوات النظام منزله في منطقة الحولة بحمص(رويترز)
TT

أعلن مقاتلون في الجيش الحر في مدينة حلب سيطرتهم على حي سليمان الحلبي، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات والقصف العنيف في أحياء المدينة وعدة مناطق في البلاد، أشدها في الغوطة الشرقية في ريف دمشق ودرعا ومنطقة القصير في ريف حمص، حيث ألقى الطيران الحربي التابع لقوات النظام قنابل عنقودية على مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها الثوار، وعلى مدينة القصير.

وتأتي هذه التطورات في وقت خرجت فيه مظاهرات يوم أمس (الجمعة)، تحت اسم «أميركا.. ألم يشبع حقدك من دمنا؟!».

وقالت مصادر في الجيش الحر بحلب إن كتائب الجيش الحر شنت هجوما متزامنا على أحياء سليمان الحلبي والعرقوب والميدان، وسيطرت على الأول بشكل كامل وعلى أجزاء كبيرة من حي الميدان، ولا تزال الاشتباكات دائرة في حي العرقوب بين الجيشين النظامي والحر.

واصلت القوات النظامية السورية يوم أمس (الجمعة) محاولاتها للسيطرة على مدينة معرة النعمان الشمالية فقصفت بالبراميل المتفجرة والصواريخ كما بالقنابل العنقودية مناطق سكنية مما أدى لمقتل أكثر من 100 شخص بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أهداف الضربة الجوية شملت معسكرات للمتمردين قرب وادي ضيف، وهي تشكل مخزنا كبيرا للمعدات الثقيلة والوقود.

وأضاف المرصد أن «المقاتلات ألقت قنابل استهدفت معسكرات المتمردين قرب قاعدة وادي الضيف»، مركزة قوة نيرانها على قرى تلمانس معشمشة.

وعرض الجيش السوري الحر بقايا إحدى القنابل العنقودية وكذلك عشرات القنابل الأخرى، التي لم ينفجر بعضها والتي ألقيت على المدينة التي تتعرض منذ نحو عشرة أيام لعمليات قصف مكثفة متهمين النظام السوري بإسقاطها على مناطق سكنية وعلى الخطوط الأمامية، بالإضافة لعشرات القنابل الصغيرة التي لم تنفجر.

وتحمل القنابل كتابات تشير إلى احتمال أن تكون القنبلة صنعت في روسيا. وقال مصدر قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن استخدام النظام لهذا النوع من القنابل المحرمة دوليا لا يقتصر على معرة النعمان، بل طال حلب وحمص وغيرها من المناطق السورية لافتا إلى أن خطورة هذه القنابل تكمن في أن بعضها لا ينفجر فور إلقائه، لا بل عند لمسها مما قد يرفع من إمكانية إصابة أطفال ونساء. وأوضح المصدر أن انفجارات هائلة تسمع في منطقة معرة النعمان نتيجة إلقاء براميل متفجرة قد تتخطى زنتها زنة رأس حربة صواريخ «سكود». وأضاف: «نحن نسيطر 100 في المائة على الأرض في معرة النعمان لكن النظام يقصفنا من الجو وبالمدفعية في ظل صمت المجتمع الدولي المريب وغير المسبوق».

وتتهم «هيومان رايتس واتش» سوريا باستخدام قنابل عنقودية. لكن الجيش السوري نفى هذه التهمة مشددا على أنه لا يملك هذا النوع من القنابل. ولم تصدق سوريا على معاهدة دولية تحرم استخدام القنابل العنقودية التي يمكن أن تحمل نحو 650 قنبلة صغيرة.

وتقول منظمات غير حكومية إن 40 في المائة من القنابل لا تنفجر، و98 في المائة من الإصابات تقع في صفوف المدنيين وكثير منهم أطفال ظنوا القنابل ألعابا.

وينقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن عناصر في الجيش الحر قولهم إنهم شنوا هجوما أخيرا على وادي الضيف المحاصرة بنحو 2500 من الثوار. هذا وأفيد عن مقتل نحو 49 شخصا بينهم 23 طفلا في هجوم للمقاتلات على مناطق سكنية بمعرة النعمان، وفقا لشهادات منقذين.

ودمرت الهجمات منزلين ومسجدا كان كثير من النساء والأطفال يتخذونه ملجأ. ولا تزال كثير من الجثث عالقة تحت أنقاض المسجد، بحسب ناجين ومسعفين. وراحت طفلة عمرها تسعة أشهر ضحية للهجوم.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات عنيفة صباح أمس بين الجيشين النظامي والحر في حي الصاخور بمحافظة حلب، الذي يتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول السيطرة على الحي. وفي حلب أيضا تعرضت الأحياء الشرقية للمدينة للقصف من قبل القوات النظامية. كما تعرض حي الميدان للقصف بقذائف الهاون من قبل مقاتلي الجيش الحر.

وبموازاة ذلك، يحاصر مقاتلو الجيش الحر مقر اللواء الرابع والستين في بلدة الأتارب غرب المدينة. بعدما تمكنوا من إغلاق الطرق المؤدية للقاعدة العسكرية.

وفي إدلب، شن الطيران الحربي، أمس، غارات على مواقع مقاتلي الجيش الحر الذين شنوا أمس هجوما على قاعدة عسكرية استراتيجية في شمال غربي سوريا. كما أغارت الطائرات على مشارف معسكر وادي الضيف في قريتي تلمنس ومعرشمشة. حيث تدور اشتباكات شرسة هناك في هجوم على معسكر وادي الضيف، حيث يتحصن فيه نحو 250 جنديا من قوات النظام منذ أيام، ويضم المعسكر أيضا دبابات ومخازن للمحروقات.

وقال ناشطون إن الطيران الحربي قصف بلدة معرشورين، وأسفر القصف عن سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى نتيجة تدمير عدة منازل جراء القصف. وفي حي الفردوس، في مدينة حلب، سقط عدد من الجرحى نتيجة قصف من قوات النظام استهدف مظاهرة خرجت هناك، وفي حي الصاخور سقط عدة جرحى نتيجة قصف مدفعي من قبل قوات النظام على فرن الذرة في الحي، وخرجت مظاهرات عدة في أحياء حلب وريفها ومحافظة إدلب في سرمين وسرمدا وكفرنبل وبنش وكفرعروق وأريحا وبث ناشطون مقاطع فيديو لتلك المظاهرات، وهتف المتظاهرون في مدينة بنش «يا أميركا إسمعينا.. انت ما بتهمينا.. نصرك ربي يكفينا.. شوفوا الشعب شو بريد؟ الشعب يريد نصرك يا الله».