المعارضة السورية تتهم «حزب الله» بقصف القصير والزبداني بأكثر من 100 صاروخ يوميا

الحزب ينفي ويضع الاتهامات في خانة تأجيج لفتنة سنية - شيعية

TT

اتهم ناشطون في المعارضة السورية حزب الله بـ«الدخول بكل قوته وطاقاته في القتال إلى جانب النظام السوري». واعتبر عضو لجان التنسيق المحلية في مدينة حمص وريفها، أبو محمد الحمصي، أن «حزب الله حوّل وجهة صواريخه التي ادعى أنها لمحاربة إسرائيل باتجاه المناطق السورية، ولقتل الشعب السوري بواسطتها».

وأكد الحمصي في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «ما بين 100 و150 صاروخا وقذيفة هاون يطلقها حزب الله يوميا من مواقعه العسكرية في الهرمل (الواقعة على الحدود مع سوريا) على مدينة القصير والقرى القريبة منها المعارضة للنظام، خصوصا في الأيام الأخيرة وفي الساعات الأخيرة من الليل».

وقال: «بات واضحا أن هذا الحزب يزج الآن بكل قوته في هذه المعركة التي يعتبرها معركته، وهو أدخل الآلاف من مقاتليه مع عتادهم وأسلحتهم إلى سوريا، ونشرهم في حمص وريفها وفي حماه وحلب والزبداني ودمشق، وهم يخوضون مواجهات شرسة في مواجهة الثوار»، لافتا إلى أن «مقاتلي حزب الله يعطون الجيش النظامي والشبيحة دروسا في حرب الشوارع واخترق الجدران». وشدد الحمصي على أن «عناصر حزب الله دخلوا على خط الأزمة في حمص بدءا من قمع المظاهرات وصولا إلى معارك دير بعلبة وبابا عمر والقصير وغيرها».

وكانت صحيفة الـ«ديلي تلغراف» ذكرت في تقرير نشرته أمس أن «حزب الله أطلق صواريخ من بلدة الهرمل البقاعية باتجاه مواقع للمعارضة السورية في الزبداني والقرى المحيطة بها». وقالت: «إن إطلاق الصواريخ أتى على دفعات منذ مساء الأربعاء، وبعدها تحول القصف إلى هجوم ضار ومتواصل ملأ وادي البقاع بأصوات الصواريخ لساعات».

ونقلت الصحيفة عن أحد سكان بلدة القاع الحدودية قوله إن «حزب الله يستهدف بصواريخه مناطق وجود الجيش السوري الحر بهدف إضعافه، كما يقوم الحزب بجولات استطلاعية بسيارات سوداء رباعية الدفع لمراقبة ما إذا كان أحد يراقب نشاطات حزب الله العسكرية في المنطقة». ونقل التقرير الذي أوردته الصحيفة عن سكان بلدة القصير السورية الحدودية قولهم إن «هذه المعارك بدأت منذ 6 أسابيع، وإن حزب الله يقوم يوميا بإطلاق الصواريخ».

وأكد أحد الناشطين السوريين للصحيفة مشاهدته صواريخ آتية من الأراضي اللبنانية باتجاه سوريا. وردا على هذه الاتهامات، رأى عضو كتلة حزب الله النيابية النائب الوليد سكرية، أن «الاتهامات التي تطال حزب الله تدل بوضوح على أن الحزب مستهدف، لكونه عدوا لإسرائيل وللمشروع الأميركي في المنطقة، ولا نستغرب أن توجه إليه مثل هذه الاتهامات».

واعتبر سكرية في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «مشروع حلف الأطلسي في المنطقة يتطلب فتنة سنية شيعية، تقود إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل، وفق الشروط الإسرائيلية، فيأتي اتهام حزب الله بإطلاق صواريخ على القصير والزبداني كتأجيج لهذه الفتنة، وليقال إن حزب الله الشيعي يضرب المناطق السنية في سوريا»، مذكرا بأن «مشروع الحلف الأطلسي لا ينجح إلا بقيام عداء بين العرب وإيران، والترويج لفكرة أن إيران تشكل خطرا على العالم العربي».

ونفى سكرية نفيا قاطعا «إطلاق أي صاروخ أو قذيفة من قبل حزب الله باتجاه الأراضي السورية، لأنه يستحيل إطلاق مثل هذه الصواريخ من دون أن يشاهدها أو يسمعها الناس في منطقة البقاع».

وفي سياق متصل، أفادت معلومات صحافية، بأن «نحو 17 لبنانيا قُتلوا في كمين للجيش السوري النظامي أثناء عبورهم من منطقة مشاريع القاع باتجاه بلدة جوسيه»، لكن مصدرا أمنيا أبلغ «الشرق الأوسط»، أنه «لم ترد للأجهزة الأمنية اللبنانية أي معلومات عن هذا الحادث، وما إذا وقع بالفعل أم لا».

في حين نفى مسؤول محلي في بلدة القاع اللبنانية لموقع «ناو ليبانون» أن «يكون 17 لبنانيا قتلوا في كمين نفذه الجيش السوري النظامي أثناء عبورهم من منطقة مشاريع القاع باتجاه جوسيه». وقال المسؤول المحلي الذي طلب عدم كشف اسمه، للموقع المذكور «اليوم (أمس) كنت في منطقة المشاريع ووصلت إلى الحدود وليس هناك شيء من هذا القبيل»، موضحا أن «هناك لبنانيا من آل عامر سقط في الداخل السوري منذ 4 أيام، أهله يقيمون له عزاء».

وأشار إلى أنه لا يعرف سبب الوفاة، لافتا إلى أن «شقيقا له قضى في سوريا منذ فترة». بينما قال عضو في مجلس بلدية عرسال، للموقع نفسه: «سمعنا بالخبر، لكننا لم نتأكد منه بعد».

وردا على سؤال عن احتمال أن يكون الضحايا من حزب الله، أجاب: «هم يأتون بكثيرين يسقطون في سوريا، لكنهم اليوم (أمس) لم يشيعوا أحدا، ولو فعلوا لكنا سمعنا أصوات إطلاق الرصاص خلال التشييع».