وفدان كرديان إلى بغداد يؤجلان اجتماعات القادة إلى ما بعد عطلة العيد

قيادي بـ«العراقية» لـ«الشرق الأوسط»: محاولات لتبرير الفشل

TT

أعلن عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني شوان محمد طه أن «القيادة السياسية الكردستانية انتهت من تشكيل وفدين من أجل التوجه إلى العاصمة بغداد لبدء سلسلة من الحوارات السياسية والرسمية، بهدف التوصل إلى حلول للقضايا الخلافية العالقة».

وقال طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الوفدين تشكلا في ضوء النتائج التي انتهى إليها اجتماع أربيل مؤخرا للقوى السياسية الكردستانية مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، والذي تم فيه الاتفاق على ضرورة توحيد الموقف والخطاب الكرديين من أجل إسقاط كل الحجج والذرائع التي يسوقها ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي بأن الأكراد لا يريدون الحوار أو الجلوس على مائدة المفاوضات».

وحول طبيعة مهام كل من الوفدين قال طه إن «الوفد الحكومي سيناقش مع الجهات الرسمية في بغداد مسألة الموازنة العامة لعام 2013، وذلك لشعور إقليم كردستان بالتهميش في تلك الموازنة التي يجري إعدادها الآن ولم تأخذ في الحسبان متطلبات إقليم كردستان، بينما الوفد السياسي سيبدأ سلسلة من الحوارات مع كل الكتل السياسية من أجل طرح تصورات للخروج من الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد حاليا». وأوضح طه أن «الوفد الكردي جاد في طرح كل الأمور على الطاولة، لأننا مللنا من سياسة التسويف والمماطلة وترحيل الأزمات»، معتبرا في الوقت نفسه «وجود مخاوف لدى القيادة الكردية من إمكانية تأثر العراق بالاصطفافات الإقليمية وهو أمر في غاية الخطورة. وبالتالي فإننا سوف نطرح تصورات محددة في هذا المجال لكي نخرج برأي عراقي موحد يبعدنا عما يحصل في المحيط الإقليمي للعراق».

وبشأن ما يثار حول حكومة الأغلبية السياسية، أكد طه أن «دولة القانون تثير هذه القضايا للأسف كلما اقتربنا من إيجاد حلول، ولديها في هذا الأمر فريقان، الأول يخلق الأزمة والثاني يبدأ بعملية التصعيد الإعلامي».

من جانبه، اعتبر عضو البرلمان عن القائمة العراقية حامد المطلك، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل ما يجري الحديث عنه الآن سواء كان حوارات سياسية أو حديثا عن حكومة أغلبية سياسية إنما هو محاولة لتبرير الفشل المزدوج للحكومة من جهة، وللكتل السياسية من جهة أخرى». وأضاف أن «طرح هذه المسائل يأتي في سياق البحث عن مخرج للأزمة، لكنه في ظل وضع كالوضع العراقي فإنه لن يكون إلا مدخلا لخلق أزمة أخرى»، مشيرا إلى أن «العراق الآن بحاجة إلى مشروع وطني عابر لكل ما هو عرقي وطائفي وعشائري، من أجل تحقيق الوحدة الوطنية العراقية».

أما عضو البرلمان عن ائتلاف دولة القانون صادق اللبان فقد رحب في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط» بالزيارة التي سيقوم بها الوفد الكردي إلى بغداد، قائلا إن «هذا يدل على أن الأكراد لديهم النية الصادقة في الوصول إلى حلول للقضايا العالقة»، متوقعا أن «تحقق المباحثات نتائج طيبة سواء مع الحكومة أو القوى السياسية الأخرى». وبشأن حكومة الأغلبية السياسية قال اللبان إن «هذا الأمر مرهون بنتائج اللقاء الوطني، حيث إنه عندما يصرح السيدان مسعود بارزاني وإياد علاوي بأنهما لن يحضرا أي لقاء وطني فإنه لم يعد ممكنا سوى الذهاب إلى حكومة الأغلبية السياسية».

وعلى صعيد متصل، فإنه وفي ضوء الزيارة التي سيقوم بها الوفد الكردي إلى بغداد في غضون اليومين المقبلين فإن الاجتماعات مع قادة الخط الأول سوف يتم تأجيلها إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى.