قصف جوي لمعرة النعمان.. واستنفار أمني في شوارع العاصمة

وكالة «سانا»: تفكيك 10 عبوات ناسفة زرعها الإرهابيون على الطريق الدولي شمال خان شيخون

TT

واصلت قوات الأمن السورية عمليات القصف الجوي والمدفعي ضد عدد من المدن السورية، ما أسفر في حصيلة أولية عن مقتل أكثر من 80 شخصا، نصفهم في دمشق وريفها، بعد حصيلة يوم جمعة دام ذهب ضحيته أكثر من 245 شخصا بحسب لجان التنسيق المحلية في سوريا، التي وثقت إطلاق الجيش النظامي في 109 نقاط النار على المدنيين بشكل عشوائي.

وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «قوات النظام قصفت بالطائرات وراجمات الصواريخ الريف الشرقي والأحياء الجنوبية في دمشق ومعظم قرى وبلدات الغوطة، كما ألقت قنابل عنقودية على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، فيما أفاد معارضون باندلاع اشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلين من الجيش الحر في كل من زملكا وحجيرة في ريف دمشق، كما قصفت «المدفعية الثقيلة» التابعة للجيش النظامي مدينة عين ترما.

وفي سقبا، قال ناشطون إن «الأهالي لا يزالون يبحثون بين ركام الأبنية المهدمة عن ضحايا الغارات التي شنها الطيران الحربي على الأحياء السكنية قبل يومين»، في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 16 قتيلا على الأقل قضوا في ريف دمشق، بينهم 5 مقاتلين من «الجيش الحر» في مدينة حرستا، فيما قتل 6 مواطنين في بلدة عربين وشخصان على الأقل في الغوطة الشرقية و3 آخرون في بلدة الشيفونية.

وقال محمد، وهو أحد الناشطين الميدانيين في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن «قصفا عنيفا استهدف مدينة حرستا بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الحواجز العسكرية الموجودة في المدينة»، مشيرا إلى أن «مدفعية الدبابات وقذائف الهاون استهدفت الأبنية السكنية في منطقة الثانوية». وأوضح أن «بلدتي زملكا وعرطوز تعرضتا للقصف في موازاة مواجهات بين الجيشين النظامي والحر في زملكا».

أما في إدلب، فقصف الطيران الحربي أحياء في مدينة معرة النعمان وقرى جبل الزاوية بعدما تسببت غاراته يوم الجمعة بمقتل العشرات، وفق لجان التنسيق المحلية، وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن «الطيران الحربي ألقى صواريخ وبالونات وقنابل حرارة على مدينة معرة النعمان، فيما أشار المرصد السوري إلى أن المدينة تعرضت وقريتا تلمنس ودير الشرقي لقصف من قبل القوات النظامية السورية، على وقع اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر جنوب معرة النعمان واشتباكات مماثلة في قرية سيدا.

في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن الجيش السوري دمر 10 سيارات رباعية الدفع مزودة برشاشات، وفكك 10 عبوات ناسفة زرعها من وصفتهم بـ«الإرهابيين» على الطريق الدولي شمال خان شيخون، في ريف إدلب.

وفي دير الزور، أفاد معارضون باشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر في محيط عدد من المخافر الحدودية في البوكمال، قرب الحدود العراقية، فيما تمكن عناصر من الجيش الحر من السيطرة على مخفر أمني هو الثالث في مدينة البوكمال. وتعرضت بلدتا بقرص والشحيل بريف دير الزور للقصف من قبل القوات النظامية.

من جهة أخرى، تعرضت قرى جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي حاولت السيطرة على هذه المناطق، وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن براميل متفجرة استخدمت في الغارات التي استهدفت مصيف سلمى وقراها في اللاذقية شمال غربي سوريا. وقال عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في اللاذقية، لـ«الشرق الأوسط» إن «الطيران المروحي حلق في سماء ناحية ربيعة، بالتزامن مع إلقاء براميل (تي إن تي) متفجرة على ربيعة والخضرا والريحانية، فيما حلق الطيران الحربي فوق قرى جبل الأكراد».

وأشار إلى «حملة مداهمات نفذتها قوات الأمن السورية بمؤازرة عناصر من الشبيحة في الأحياء الثائرة في مدينة اللاذقية، تزامنا مع اعتقال عدد من الناشطين في أحياء الرمل الجنوبي وسوق الداية وبستان السمكة، كما اقتحمت بلدة برج الطلية واعتقلت 5 ناشطين منها».

وفي درعا، قصفت الدبابات النظامية بلدة محجة بريف درعا، وسط اشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي على الطريق الدولي السريع بالقرب من جسر محجة، كما اقتحمت القوات النظامية بلدة صماد بعدد من الآليات والجنود وسط إطلاق رصاص كثيف، فيما أغلقت الدبابات النظامية مداخل منطقة اللجاة، التي تعد معقلا للجيش الحر في ريف درعا.

وفي حمص، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن «قصفا عنيفا بمدفعية الفوزديكا استهدف أحياء حمص المحاصرة من قبل قوات النظام، من كتيبة المدفعية المتمركزة قرب حي الوعر».

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة معرة النعمان في شمال غربي سوريا التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون للنظام تعرضت أمس لقصف جوي من القوات النظامية، بينما يواصل المعارضون هجماتهم على قوافل ومراكز عسكرية لهذه القوات في المنطقة.

وقتل أمس أكثر من 133 شخصا في مناطق مختلفة من سوريا، بالإضافة للعثور على 80 جثة في مدينة دير الزور (شرق) فيما تعرضت أحياء جنوب شرقي العاصمة دمشق لقصف عنيف، وقال سكان في العاصمة إنهم سمعوا طوال ليل الجمعة/ السبت أصوات قصف عنيف على بلدات جوبر وزملكا وسقبا وحمورية وحرستا وأحياء برزة والقابون، الواقعة جنوب وشرق العاصمة، واستمر القصف وأصوات الاشتباكات في جوبر وحرستا حتى ساعات صباح أمس، كما تم إغلاق عدة طرق في حي العباسيين وشارع بغداد أحد أهم الشوارع الرئيسية التي تصل جنوب العاصمة بوسطها، وذلك بعد اشتباكات سمعت من جهة باب شرقي، حيث ذكر التلفزيون السوري أن اشتباكات حصلت في حي الدويلعة الشعبي المقابل لباب شرقي، وقامت «الجهات المختصة» بمنع تسلل مسلحين من تلك المنطقة إلى وسط العاصمة. من جانبه ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن أن اشتباكات جرت في حي جوبر شرق مدينة دمشق وعلى طريق المتحلق الجنوبي (غرب) قرب منطقة الدويلعة رافقها أصوات انفجارات ناتجة عن قصف هذه المناطق. وبحسب سكان في جوبر امتدت الاشتباكات من جنوب حي حرملة وعين ترما ولغاية جسر زملكا، في وقت استمر فيه قصف مدفعيات النظام من جهة حاجز العدنان وعين ترما على جوبر وزملكا. وقال ناشطون إن قوات النظام حاولت اقتحام الغوطة الشرقية من جهة عربين وزملكا فتصدى لها الجيش الحر عند المتحلق الجنوبي، وقتل في عربين مقاتلون من الجيش الحر.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن حي القابون في جنوب العاصمة يتعرض لقصف بالمدفعية والهاون وسط إطلاق نار كثيف. في وقت شنت فيه قوات النظام حملات عسكرية وحملات دهم واعتقال في عدة مناطق في ريف دمشق. كما تم انتشال نحو أربعة عشرة جثة من تحت أنقاض أبنية دمرها القصف في مدينة سقبا في ريف دمشق. كما أصيب عدد من المدنيين خلال القصف على زملكا براجمات الصواريخ. كما أفاد المرصد بتعرض مدينة عربين للقصف من قبل القوات النظامية التي حاولت اقتحام المدينة، وأسفر القصف عن «سقوط جرحى بعضهم بحالة خطرة واستشهاد رجلين في مدينة حرستا التي شهد محيطها قصفا وانفجارات وإطلاق رصاص»، وذكر شهود عيان في حرستا أن قوات الأمن قامت باعتقال نحو 50 شخصا من المارة في الشوارع صباح أمس، تتراوح أعمارهم بين 15 عاما و50 عاما، ورجحوا أن يكون الاعتقال لاستخدامهم كدروع بشرية خلال الاقتحام.

وسادت حالة من الاستنفار الأمني الشديد غالبية شوارع العاصمة، وجرت حملات تفتيش للمارة، لا سيما في محيط وزارة الداخلية في منطقة المرجة، كما جرت اعتقالات في الشوارع لعدد من الأشخاص في أماكن متفرقة.