دير الزور: تحولت شوارعها لحاويات للجثث بعد سلسلة من المجازر

اكتشاف أكثر من 80 جثة جنوب المدينة

TT

أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا مدينة دير الزور منطقة معدومة الحياة، وذلك بعد العثور على أكثر من ثمانين جثة، لأشخاص قتلوا تباعا وألقيت جثثهم في منطقة نائية قريبا من المدينة الجامعية لجامعة الفرات، وقال الناشط أبو فرات لـ«الشرق الأوسط» عبر «سكايب» إنه تم العثور في منطقة المقابر جنوبي المدينة على أربعين جثة محترقة ومهشمة يوم أول من أمس الجمعة ثم راحت تظهر تباعا مزيد من الجثث ليتجاوز عددها «الثمانين جثة لأشخاص تم إعدامهم ميدانيا وتم إحراق بعضها»، مشيرا إلى أنهم «قتلوا تباعا حيث تتراوح فترات الوفاة بين أسبوعين والشهر بحسب تفسخ وتحلل الجثث»، والأمر الذي جعل التعرف على هويات الجثث صعبا، هو تغير ملامح الجثث وعدم وجود ثبوتيات أو أي شيء يشير للهويتها. وأضاف أبو فرات أنه تم التعرف على عدد من أصحاب الجثث وبينهم نساء وأطفال من عائلة واحدة، ومسنون، منهم طفل وطفلة وشاب من آل حنتوش، وسيدة مسنة من آل الهملي، ورجلان وسيدة من آل جرجيسي. ورجح الناشط أبو فرات أن تكون قوات النظام قد قامت بقتل هؤلاء المدنيين أثناء نزوحهم عن المدينة هربا من القصف.

وبث ناشطون في دير الزور مقاطع فيديو تظهر مشاهد مروعة للجثث متفحمة وأخرى تعرضت للتنكيل، التي قالوا إنهم عثروا عليها جنوبي المدينة. واستنكر الناشطون التهميش الإعلامي لمدينة دير الزور، ووجهوا نداءات إلى العالم أجمع والمنظمات الحقوقية والإنسانية للالتفات إلى مدينة دير الزور وقالوا إن «كل مظاهر الحياة قد توقفت فيها بشكل كامل» كما يتعرض «سكانها لمجازر مروعة بعيدا عن الإعلام والاهتمام الدولي».

ومدينة دير الزور التي يعيش فيها نحو نصف مليون نسمة، تقع شرق البلاد على نهر الفرات مركز محافظة مساحتها 33.06 ألف كم مربع، ما يعادل 17.9% من مساحة سوريا، وتتبع لها الميادين والبوكمال المحاذيتين للحدود مع العراق، حيث تعد ثاني أكبر محافظة بعد حمص، ويعيش في دير الزور نحو 7% من السوريين، 50% منهم يعيشون في الريف. وينتمي إليها أكبر جالية سوريا في دول الخليج العرب. إلا أنها المحافظة الأقل حظا من جانب تلقي المعونات والمساعدات الإنسانية والإغاثية والاهتمام الإعلامي. مع أن مدينة دير الزور وريفها تتعرض للقصف العنيف من قبل قوات النظام منذ انخراطها في الثورة، وتشكل جيش حر فيها منذ أكثر من عام، حيث تدور هناك اشتباكات عنيفة، وحملات عسكرية شرسة أدت إلى نزوح معظم سكانها، كما تعرضت سوقها التجارية للتدمير بالكامل، كما تم قطع الاتصالات فيها بشكل كامل منذ أكثر من شهرين.

وطالب اتحاد تنسيقيات الثورة في بيان صدر يوم أمس «جميع المنظمات الإنسانية بالمبادرة لمساعدة دير الزور وسائر مناطق سوريا المنكوبة. وتوثيق جرائم النظام الأسدي والمسارعة بتقديم المجرم بشار الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية بعد كل هذه الجرائم الرهيبة التي ارتكبها بحق هذا الشعب الأعزل». وذلك بعد أن اتهم الاتحاد النظام السوري الذي وصفه «بالإجرامي الطائفي الحاقد» بارتكاب مجزرة في منطقة الجورة ومجزرة في منطقة القصور بتاريخ 25 - 9 - 2012 راح ضحيتهما 700 شهيد، وأنه تم يوم أمس «اكتشاف مجزرة جديدة ارتكبتها قوات النظام بحق عزل دير الزور، ذهب ضحيتها أكثر من 84 شهيدا. قضى أغلبهم كما سائر مجازر النظام في دير الزور في إعدامات ميدانية، حرقا وذبحا».

وقال البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «مدينة دير الزور هي إحدى المدن التي تتعرض لحملة إبادة طائفية ممنهجة من قبل نظام مجرم الحرب بشار الأسد.