الحريري يدعو كل اللبنانيين إلى المشاركة في تشييع الحسن اليوم

الاغتيال يعيد شباب «14 آذار» إلى ساحة الشهداء

TT

يشيع رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبنانية وسام الحسن إلى مثواه الأخير اليوم، حيث سيدفن إلى جانب رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في وسط بيروت، وهو المكان الذي تأخر عنه الحسن قرابة 7 سنوات، ليعود فينضم إلى صديقه ورفاقهما الذين سقطوا مع الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005، وذلك بناء على رغبة مشتركة من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وعائلة العميد الحسن الذي أصبح منذ الأمس لواء بترقية نالها بعد مصرعه في التفجير الكبير أول من أمس.

وقبيل وصوله إليها بعد ظهر اليوم، أعاد الحسن باغتياله الحياة إلى وسط بيروت، الذي شهد بعد اغتيال الحريري الاعتصامات الجماهيرية المشهودة، إذ بدأت تتدفق إلى الساحة جماهير المعارضة اللبنانية التي أعلن شبابها نيتهم الاعتصام فيها. وأكد منسق عام قطاع الشباب في تيار المستقبل وسام شبلي أن شباب قوى «14 آذار» لن يفكوا اعتصامهم الذي بدأوه أول من أمس في ساحة الشهداء «حتى استقالة الحكومة». وقد باشر مؤيدو المعارضة مساء نصب خيامهم قبالة السراي الكبير في بيروت للمطالبة برحيل الحكومة في خطوة مشابهة لما فعلوه عام 2005 بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ووجه الرئيس سعد الحريري مساء أمس كلمة اتسمت بالعاطفة الشديدة حيال الرجل الذي كان من أقرب المقربين إليه، قال فيها «إن وسام الحسن التحق بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكل اللبنانيين مدعوون للمشاركة في تشييعه غدا (اليوم)». واعتبر الحريري أن «وسام الحسن وسام على صدر طرابلس التي لن تنسى دمه ولن تخونه، وتعرف من خانها ومن يحمل مسؤولية دمه عبر الدور الذي ارتضاه (في إشارة مباشرة إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي). وإنه وسام على صدر صيدا والجنوب كله الذي حماه بكشف شبكات العملاء.. ووسام على صدر الشوف وكل الجبل والبقاع.. ووسام على صدر بيروت التي عاش فيها مع رفيق الحريري وحماها حتى أغمض عينيه».

ودعا الحريري اللبنانيين إلى المشاركة في ساحة الشهداء للصلاة على وسام الحسن الذي حمى لبنان من مخطط (الرئيس السوري) بشار الأسد. وتوجه لمناصريه بالقول «أنتم أبطال التحرك السلمي والمدني والديمقراطي، لا تغلقوا الطرقات وافتحوها ليصل اللبنانيون إلى ساحة الشهداء.

في غضون ذلك، كانت منطقة الأشرفية تشهد تجمعا للأهالي المنددين بالجريمة، حيث التقوا في ساحة ساسين القريبة من موقع الانفجار، ثم ساروا في مسيرة صامتة حاملين «الورود البيضاء» باتجاه مقر قوى الأمن الداخلي القريب، حيث كان في استقبالهم المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، الذي أكد لهم أن «ما من اغتيال يمكنه أن يمنعنا من متابعة مسيرتنا لحماية هذا الوطن». وأضاف «ما ندفعه وهو شهيد غال ونوعي جدا، إنما سنكمل مسيرتنا، والتحدي يقتضي أن نتحمل المخاطر والخسائر مهما كلف الأمر (...) نحن سنكمل أمام تحد كبير أن نحمي أولادنا وبلدنا ونحمي كرامتنا، لا أحد أفضل منا، نحن قادرون على أن نحميكم، وأنتم في بعض الأحيان تحموننا، وهذه هي العلاقة التبادلية الطبيعية بين قوى الأمن الداخلي والمواطن».