أمير قطر يصل إلى غزة غدا لافتتاح مشاريع إعادة الإعمار

مرسي يتصل بهنية.. والسلطة منزعجة

المفكر والأكاديمي اليهودي الأميركي نعوم تشومسكي في زيارة لغزة أمس (أ.ب)
TT

في الوقت الذي تستعد فيه غزة لاستقبال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني غدا، وسط انزعاج من قبل السلطة الفلسطينية، اتفق الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية على سماح القاهرة بمرور المواد اللازمة لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار التي تمول قطر إنشاءها. وقال طاهر النونو، الناطق بلسان حكومة غزة إن هنية تلقى اتصالا هاتفيا من مرسي، تضمن رسائل إيجابية في ملف مشروع قطر لإعادة الإعمار. وأضاف النونو في تصريح صحافي صادر عنه أن مرسي وهنية بحثا كثيرا من الملفات، التي من المتوقع أن يلمسها المواطن الفلسطيني قريبا.

وأشار النونو إلى أن هنية «يجري اتصالات بالقيادة المصرية والقطرية، ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة الخير لشعبنا الفلسطيني وقطاع غزة».

وكشفت مصادر مطلعة في الحكومة المقالة النقاب عن أن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيصل غزة غدا ترافقه عقيلته الشيخة موزة ووفد من شخصيات رفيعة المستوى لافتتاح مشاريع إعادة الإعمار رسميا. وحسب هذه المصادر فإن الشيخ حمد سيضع حجر الأساس لمدينة «حمد» السكنية، وسط القطاع، وحجر الأساس لإعادة إنشاء شارع صلاح الدين، الذي يصل جنوب القطاع بشماله، والشارع الساحلي. ومن المقرر أن تشمل الزيارة لقاء مطولا مع حكومة هنية، حيث سيشارك الأمير بعدها في حفل استقبال جماهيري تنظمه الحكومة المقالة في غزة، ومن المتوقع أن يعلن هنية في هذا الحفل، البشرى التي وعد بها سكان القطاع، وتكمن في إعلانه إنهاء الحصار عن قطاع غزة وبدء مرحلة الإعمار وما تحمله هذه الزيارة من مدلولات سياسية مهمة.

يذكر أن هنية قد أعلن في خطاب له مساء يوم الثلاثاء الماضي، أن «بشرى سارة» مرتقبة لقطاع غزة، دون الكشف عن مضمون هذه البشرى، الأمر الذي أثار تفسيرات مختلفة من قبل وسائل الإعلام الفلسطينية.

وتعد زيارة أمير قطر أول زيارة يقوم بها زعيم عربي منذ أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة في 14 يونيو (حزيران) 2007 بعد مواجهات دموية مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وحركة فتح.

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر فلسطينية أن هناك تنسيقا كاملا بين الأجهزة الأمنية المصرية وأجهزة أمن حركة حماس لتأمين وصول الشيخ حمد إلى غزة. وأشارت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية اتخذت إجراءات أمنية داخل مطار العريش الذي ستحط فيه طائرة الشيخ حمد، وعلى طول الطريق الواصل الذي سيسلكه موكب الأمير من المطار وحتى معبر رفح. وأشارت المصادر إلى أن السفير القطري محمد العمادي، المسؤول عن ملف إعادة إعمار غزة تفقد معبر رفح وتوجه للقطاع ليكون في استقبال الأمير.

وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن مدير المخابرات القطرية زار القاهرة لمدة يومين لتنسيق الزيارة مع كبار قادة الأجهزة الأمنية المصرية. وذكرت مصادر صحافية فلسطينية أنه تم إبلاغ الجانب الإسرائيلي بتوقيت الزيارة وأن تنسيقا عالي المستوى بين كافة الأطراف تم لضمان نجاح الزيارة وضمان فترة الهدوء خلالها.

وأوضحت المصادر أن خمسين شخصية قطرية تمثل الوزارات وكبار رجال الأعمال القطريين سترافق الأمير، الذي سيعقد عدة لقاءات مع قيادات في غزة على رأسها هنية.

من جانبه نفى يوسف رزقة، المستشار السياسي لهنية، أن تكون قطر قد وضعت أي اشتراطات على مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة، مؤكدا أن الأمور تسير بشكل منتظم. ونفى رزقة أيضا أن تكون قطر قد ربطت بدء مشاريع إعادة الإعمار بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن). وفي السياق ذاته نفى كل من نمر حماد المستشار السياسي للرئيس عباس، وصائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريحات منفصلة لوسائل الإعلام، وجود أي دعوات من قطر لمشاركة عباس في افتتاح مشاريع إعادة الإعمار.

يذكر أن مصادر فلسطينية ذكرت سابقا أن قطر وجهت دعوة للرئيس عباس للمشاركة في افتتاح مشاريع إعادة الإعمار في غزة. وأشارت المصادر إلى أن قيادة السلطة أبدت انزعاجها من شروع قطر في إقامة مشاريع إعادة الإعمار دون تنسيق مسبق مع أبو مازن، معتبرة أن ذلك مساهمة في تكريس الانقسام الفلسطيني الداخلي.