الفلسطينيون ينتخبون المجالس المحلية بعد 7 سنوات.. وفي الخليل وطولكرم بعد 36 عاما

أبو مازن: نأمل أن ينظر الإخوة في غزة للعرس الديمقراطي في الضفة

TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إنه يتمنى أن تكون الانتخابات المحلية في الضفة الغربية، بداية الطريق، نحو إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في كل الوطن. معتبرا أنه «لا طريق لحكم الناس إلا أنفسهم، من خلال أصواتهم».

وجاءت هذه التصريحات، قبل تصويته، أمس، في رام الله، في الانتخابات المحلية التي تجرى لأول مرة منذ عام 2005، في الضفة الغربية فقط، دون قطاع غزة التي منعت فيها حماس الانتخابات.

ووصف أبو مازن الانتخابات بـ«العرس الديمقراطي». وقال: «نحن أول من بدأ الديمقراطية، ونحن نواصل المسير على هذا النهج، ونتمنى أن ينظر إخواننا في غزة وفي كل مكان من العالم العربي إلى هذا العرس الديمقراطي»، معبرا عن أمله في أن تستكمل الانتخابات المحلية في غزة والقدس أيضا. وأضاف: «نأمل في وقت قريب أن تشمل الانتخابات القدس وقطاع غزة، لتكون الفرحة كاملة». وتابع القول: «هناك أسباب فنية لعدم إجراء الانتخابات في بعض المناطق، وننتظر أن تسمح حماس للجنة الانتخابات بالعمل في القطاع». وأردف: «لا أريد أن أدخل في مهاترة من نوع من منع ومن لم يمنع، لكن يهمنا في المستقبل أن تكون هناك انتخابات. إن شاء الله يكتمل هذا العرس الديمقراطي بالفرحة الكبرى وهي إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني. أرجو أن يأتي الوقت الذي يتم فيه تطبيق ما اتفق عليه مع حركة حماس لإجراء الانتخابات العامة في كل أنحاء الوطن، وأن تقبل حماس بهذا، وأن يسمحوا للجنة الانتخابات المركزية بالذهاب إلى قطاع غزة لاستكمال عملية التسجيل».

وكانت حماس قد أوقفت عمل لجنة الانتخابات المركزية قبل شهور، على الرغم من الاتفاق مع فتح، ومنعتها من استكمال تحديث سجل الناخبين، ومن إجراء أي انتخابات.

وحمل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، حماس المسؤولية السياسية الأخلاقية عن ذلك. وقال بعد أن أدلى بصوته في انتخابات طولكرم: «الانتخابات ناجحة وحماس تتحمل مسؤولية سياسية وأخلاقية عن منع أهلنا في قطاع غزة من المشاركة فيها».

أما حماس، فردت بوصفها الانتخابات «تعزيزا للانقسام». وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة: «إنها انتخابات بلا معنى، ودون توافق وطني».

وأضاف في تصريح: «هذه انتخابات لحركة فتح وليس للشعب الفلسطيني». وتابع: «انتخابات دون مشاركة قطاع غزة ودون وجود توافق وطني، لا معنى ولا شرعية لها». ودعا برهوم السلطة الفلسطينية إلى «تحقيق المصالحة التي يريدها الشعب، وضرورة العمل على توحيد الصف الداخلي، ومنح أولوية للديمقراطية، التي تكون وفق مصالح الشعب».

وانتخب مئات آلاف الفلسطينيين أمس ممن يحق لهم الاقتراع - وعددهم أكثر من نصف مليون بقليل - مرشحيهم في الانتخابات التي نافست فيها فتح في الضفة قوائم المستقلين واليسار.

وبلغ عدد المرشحين 2647 مرشحة ومرشحا، موزعين على 317 قائمة انتخابية، تنافسوا على 1051 مقعدا. وبدأت عملية الاقتراح ضعيفة، صباحا، على الرغم من الاستقطاب الذي واصلته القوائم بقوة خارج مراكز الاقتراع. ووصلت نسبة إقبال الناخبين حتى الساعة 10 صباحا إلى 10.2 في المائة، وارتفعت حتى الواحدة إلى 30 في المائة ومن المفترض أنها وصلت إلى أكثر من 60 في المائة بحسب استطلاعات الرأي حتى مساء الأمس.

وجرت الانتخابات أمس، في 93 هيئة محلية موزعة على كافة مناطق الضفة الغربية، من بين 353 هيئة محلية في الضفة، وفاز بالتزكية 179 مجلسا، على أن تجرى الانتخابات التكميلية الشهر المقبل في 81 هيئة أخرى. وفي مدينتي الخليل وطولكرم، بخلاف باقي المناطق، جرت الانتخابات لأول مرة هناك منذ 36 عاما.

وكانت آخر انتخابات بلدية جرت في الخليل وطولكرم، عام 1976، ولم تجر في 2005 بسبب قرارات سياسية وخلافات آنذاك، ومن وقتها يتم شغل مقاعد المجلس البلدي بالتعيين. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات التي تأمل فيها حركة فتح استعادة السيطرة على البلديات التي سلبتها إياها حماس في الانتخابات الأخيرة، مساء اليوم، أما بالنسبة للنتائج النهائية فسوف تعلن بعد 72 ساعة من السبت، أي بعد البت في الطعون.