وزير ليبي لـ «الشرق الأوسط»: لدينا تأكيدات شفوية عن اعتقال خميس نجل القذافي

مصادر تتحدث عن موته متأثرا بجراحه

TT

التزم مسؤولو المؤتمر الوطني العام والحكومة الانتقالية في ليبيا الصمت حيال المعلومات التي رجحت اعتقال خميس، أحد أنجال العقيد الراحل معمر القذافي، لدى محاولته الخروج من مدينة بني وليد التي يخوض فيها الجيش الليبي معارك عنيفة ضد جماعات موالية لنظام القذافي.

وقال وزير في الحكومة الانتقالية التي يترأسها الدكتور عبد الرحيم الكيب لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي، إن هناك تأكيدات شفوية فقط على اعتقال خميس، مشيرا إلى أن الحكومة في انتظار التحقق من مصداقية هذه المعلومات. ولفت الوزير، الذي طلب عدم تعريفه، إلى أن اعتقال خميس إذا صح يعني نهاية الاضطرابات والقلاقل في ليبيا بعد عام من الإطاحة بنظام القذافي ومقتله العام الماضي.

وأضاف «اعتقلنا مجموعة كبيرة من المحسوبين على نظام القذافي في بني وليد. هذه المدينة تحولت إلى معقل لمؤيدي القذافي ورأس حربة ضد ثورة الشعب الليبي على مدى الشهور القليلة الماضية». وفى السابق تردد عدة مرات أن خميس قد قتل، لكن لم تظهر جثته مطلقا، بينما قال مقاتلون سابقون معه إنه قتل، لكن من دون تقديم أدلة على وفاته.

كما تردد في السابق أنه تم بتر قدمه اليمنى، أو أن وجهه تعرض للتشويه جراء إصابة لحقت به العام الماضي خلال الحرب بين جيش القذافي والثوار المدعومين من حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتعاملت قناة «ليبيا الوطنية» الرسمية الممثلة للسلطات الليبية بحذر مع ذيوع نبأ اعتقال خميس، واكتفت في شريطها الإخباري بالإشارة إلى أنباء عن اعتقال نجل الطاغية، خميس القذافي، قبل أن تشير إلى أنباء مؤكدة عن مقتل خميس. وارتفعت حصيلة قتلى الجيش الليبي إلى تسعة جنود، بينما أصيب 125 بعضهم في حالة حرجة، من جراء الاشتباكات التي كانت لا تزال مستمرة حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، وفقا لما أكده مصدر عسكري ليبي لـ«الشرق الأوسط».

وتدور مواجهات باستخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية وصواريخ الجراد، بين قوات درع ليبيا التابعة للجيش الليبي والمجموعات الموالية للقذافي. وكانت قناة «الراي» التلفزيونية التي تتخذ من سوريا مقرا لها وتدعم القذافي قد أعلنت قبل توقفها عن البث أن خميس نجل القذافي قتل في معارك جنوب شرقي العاصمة الليبية طرابلس في التاسع والعشرين من شهر أغسطس (آب) قبل الماضي. وزعمت القناة موت خميس بالإضافة إلى ابن خالته محمد عبد الله السنوسي، نجل رئيس جهاز المخابرات في النظام السابق، خلال معركة مع الثوار في مدينة ترهونة الواقعة على بعد 90 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس. ونشرت القناة صورة لخميس وبثت آيات من القران الكريم. وقالت إن خميس والسنوسي قتلا «وهما يتصديان لأعداء وطنهما».

وكان خميس نجل القذافي السادس، والذي يحمل رتبة نقيب ركن، قد قاد في السابق قوة عسكرية خاصة، وكان يعتبر بمثابة اليد الحديدية لوالده القذافي، علما بأنه تخرج في أكاديمية الشرطة في ليبيا عام 2002، قبل أن يسافر في بعثة بالأكاديمية الروسية. وأسس خميس بإيعاز من أبيه اللواء 32، وهو من الوحدات الخاصة التي كلفت لاحقا بمحاولة القضاء على الانتفاضة الشعبية في طرابلس وبنغازي العام الماضي. واشتهر خميس القذافي بعصبيته المفرطة وميوله الدموية، حيث يروى أنه عذب جنديين بالضرب حتى الموت بسبب إضاعة سلاح شخصي من كتيبته العسكرية.