الحكومة استثنت المنشآت السياحية.. وتجار انتقدوا القرار

المصريون يستعدون للنوم مبكرا بعد عيد الأضحى توفيرا للكهرباء

TT

«ليل القاهرة كنهارها».. هكذا يتحدث سكان وزوار العاصمة المصرية عن هويتها بوصفها واحدة من أكثر المدن التي لا تنام في العالم. لكن كثيرا من الجدل الحاد يدور في الشارع المصري حاليا بعد «تهديد» هذه الهوية، مع المقترح الحكومي بغلق المحال التجارية في تمام العاشرة مساء والمطاعم في منتصف الليل. ويهدف الغلق «الإجباري»، الذي ينتظر صدور قرار قاطع بشأنه بعد عيد الأضحى، إلى توفير الكهرباء.

وتعرضت المحافظات المصرية خلال أشهر الصيف المنقضي إلى الانقطاع المتكرر في الكهرباء، مما دعا البعض إلى وضعها كأول الاختبارات على مائدة الرئيس محمد مرسي، الذي برر الأمر بزيادة استهلاك الكهرباء بأكثر من السابق خاصة مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.

لكن تبرير مرسي، مرورا بنصيحة الحكومة لمواطنيها بارتداء الملابس القطنية لتوفير الكهرباء، ثم أخيرا قرار الغلق «الإجباري» للمحال التجارية، قوبل بمزيد من الانتقاد الشعبي، ولم يجد القرار الأخير صداه لدى الشارع خاصة في القاهرة التي اعتادت عبر عقود السهر صيفا وشتاء حتى الساعات الأولى من الصباح.

ويقول أحد تجار منطقة وسط القاهرة التجارية: «السوق حاليا تعاني من حالة ركود، فكيف يكون الحال إذا أغلقنا أبوابنا في الساعة العاشرة مساء.. على الحكومة أن تفكر في طرق أفضل لتوفير الكهرباء بدلا من محاربتنا في أرزاقنا».

وبالنسبة للحكومة فإنها استشارت المحافظين ورؤساء المدن وأصحاب المحال قبل اتخاذ القرار ووافقوا على المقترح. وأكد الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، قبل أيام، إن غلق المحال التجارية في مواعيد محددة كان مطلبا من أصحاب المحال أنفسهم، مشيرا إلى أنه تم تفويض المحافظين بتطبيق ذلك القرار كل في محافظته.

لكن اتحاد الغرف التجارية في مصر قال إن الأمر بحاجة لمزيد من المشاورات، وإن القرار هو مخالفة صريحة للقانون، مما دعا محافظين ومسؤولين لانتقاد اتحاد الغرف مشيرين إلى أنه هو الذي طالب بتفعيل هذا القرار من قبل.

ورغم تصريحات سابقة لوزير التنمية المحلية بأن «هناك ضرورة لتحديد مواعيد الإغلاق نظرا للظروف الاقتصادية والأمنية وحالة المرور والنظافة»، إلا إنه عاد وأكد مؤخرا أن «المنشآت السياحية الحائزة على رخصة مثل الفنادق والحانات سيتم استثناؤها من ذلك»، وهي التصريحات التي تثير بلبلة بين المواطنين بصفة عامة وأصحاب المحلات التجارية بصفة خاصة حول إمكانية تطبيق القرار من عدمه.

وتقول ربة منزل مصرية تدعى فاطمة محمد، إن غلق المحال في العاشرة مساء سيجعل الناس تذهب للنوم مبكرا مما يساعدهم على العمل في اليوم التالي.

ودشن مصريون صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بعضها مع القرار وبعضها الآخر ضد القرار تحت أسماء مختلفة منها «أنا ضد قرار غلق المحلات الساعة 10 بالليل» و«معا ضد قرار غلق المحلات التجارية». كما بدأ نشطاء في القاهرة في الدعوة لمظاهرات احتجاجية ضد المقترح الذي سيغلق المحال مبكرا، رغم تأييد البعض له، وهو ما يجعل «ليل» القاهرة في حالة ترقب لتحديد مصيره.