الرئيس التركي يدعو للتفاوض لحل القضية الكردية وسط تقارير عن توسط حزب طالباني

نيجيرفان بارزاني: لا حل للصراع من دون «العمال الكردستاني»

مقبرة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل بكردستان العراق («الشرق الأوسط»)
TT

تشهد تركيا حاليا حركة غير مسبوقة باتجاه حل القضية الكردية عبر الحوار السلمي، بعد أن تصاعدت وتيرة القتال بين الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكردستاني المعارض، حيث بدت القيادة التركية أكثر مرونة في موقفها من التفاوض مع «الكردستاني»، يقابل ذلك تحرك كردي وتحديدا من قبل قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني لإقناع قيادة «العمال الكردستاني» بقبول وقف دائم لإطلاق النار والسماح للجهود السلمية بأن تأخذ مجراها نحو الحل النهائي للصراع الدائر هناك.

وكشف مصدر كردي أن «القيادي بهروز كلالي، مدير مكتب العلاقات التابع للاتحاد الوطني بأنقرة، يبذل منذ ما يقرب من سنتين جهودا مضنية بصفته وسيطا بين الحكومة التركية وقيادة العمال الكردستاني لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، والعمل على تهيئة الأجواء نحو إطلاق مبادرة لتحقيق السلام في تركيا، وقد حقق نتائج إيجابية بعض الشيء، وأن التصريحات الأخيرة الصادرة عن الرئيس التركي عبد الله غل، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، من شأنها أن تمهد الأجواء لتتويج تلك الجهود السلمية». وكان أردوغان قد صرح قبل يومين بأنه «إذا استدعت الحاجة فإننا سنرسل رئيس جهاز المخابرات التركي إلى إيمرالي للقاء السجين هناك»، في إشارة إلى زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في سجن إيمرالي عبد الله أوجلان الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة أمضى منه نحو 13 عاما.

من جانبه، دعا الرئيس التركي عبد الله غل، قادة حزب السلام والديمقراطية الكردي الذي يمتلك أكثر من ثلاثين مقعدا في البرلمان التركي إلى التفاوض لحل القضية الكردية بالبلاد بعد سنوات طويلة من رفض القيادة التركية لأي اعتراف بوجود الأكراد في البلاد. لكن نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان والرجل الثاني بالحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني، أكد في سياق مقابلة تلفزيونية أنه «بمعزل عن قيادة حزب العمال الكردستاني لا يمكن تحقيق أي سلام في تركيا». وقال بارزاني في لقاء مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» سيبث في غضون الأيام القليلة القادمة «إن سياسة الانفتاح على الكرد التي ينتهجها رئيس الوزراء التركي أردوغان من حيث السماح بالتحدث باللغة الكردية وإذاعة الأغاني والموسيقى وفتح القنوات الإذاعية والتلفزيونية باللغة الكردية، هي خطوات إيجابية لكنها غير كافية، ويجب أن تتبعها خطوات أكثر جدية، في مقدمتها فتح أبواب الحوار السلمي».

وأضاف «لا يمكن لتركيا أن تحقق السلام من دون إشراك الجهة الأساسية للصراع وهي حزب العمال الكردستاني، وعلى تركيا أن تفهم أن الحل يأتي بالتفاوض مع الجهة التي هي طرف في الصراع الحالي، كما عليها أن تفهم أن هذه القضية ليست محصورة فقط في هذا الحزب أيضا، بل تتعلق بشعب يتراوح عدده بين 15 و20 مليون شخص، وعليه لا بد أن تحل هذه القضية بالحوار والتفاوض». وأشار بارزاني إلى أن «أهم شيء هو أنه على تركيا أن تعلم أن هذه القضية سياسية ولا تحل بالعمليات الحربية أو الإجراءات العسكرية». وحدد بارزاني الخطوات العملية لتحقيق السلام قائلا «يجب أولا أن تكون هناك إرادة قوية ومتماسكة للحوار وحل القضية، ثم تحسين ظروف اعتقال زعيم الكردستاني عبد الله أوجلان، ثم الطلب من مقاتلي حزبه إلقاء السلاح، وأن تبادر الحكومة فورا بدخول مرحلة المفاوضات الجدية والحاسمة لحل القضية الكردية وإنهاء الصراع الدامي في تركيا».