استقبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس في صنعاء وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي وصل العاصمة اليمنية أمس، في وقت أكدت فيه مصادر قبلية وفاة أحد قياديي «القاعدة» إثر جروح أصيب بها في هجوم سابق لطائرة أميركية من دون طيار.
واستقبل الرئيس اليمني وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء أمس في زيارة دعم ومساندة لليمن، حسبما ذكرت وكالة «سبأ نت» اليمنية. وتطرق اللقاء إلى القضايا والموضوعات المتصلة بالتطورات والمستجدات وما تحقق على صعيد تنفيذ التسوية السياسية التاريخية باليمن بموجب المبادرة الخليجية. وثمن الرئيس هادي عاليا المساعدات السخية التي قدمتها تركيا في مؤتمر أصدقاء اليمن الذي انعقد في 27 الشهر الماضي في نيويورك. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية التركي أن بلاده على استعداد لتقديم المساعدات اللازمة على مختلف المستويات اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وستعمل على تقديم برامج مساعدات مختلفة في مجالات المشاريع التنموية والتعليمية والصحية وكذلك المنح الدراسية. وأدان الحادث «الإرهابي الجبان» الذي نفذته «القاعدة» في أبين جنوب اليمن أول من أمس، بحسب وكالة الأنباء اليمنية.
ونقل أوغلو تحايا الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وقال: «أنا لا أحمل إليكم تحايا الرئيس ورئيس الوزراء بل أحمل تحايا أبناء الشعب التركي جميعا وتهانيهم لتجاوز اليمن التحديات والظروف الصعبة». وقال: «نحن نتابع مجريات الأوضاع في اليمن، ونستغرب من سيناريوهات بعض الدول التي تحاول فيها المساس بأمن ووحدة اليمن».
إلى ذلك، قال زعيم إحدى القبائل اليمنية أمس إن المسؤول الشرعي لـ«القاعدة» توفي جراء إصابته بجروح خلال غارة شنتها طائرة من دون طيار مطلع الشهر الحالي في محافظة شبوة. وأضاف الزعيم القبلي الذي لم يذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الرجل الرابع في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كان أصيب بغارة شنتها طائرة دون طيار مطلع الشهر الحالي على بلدة الصعيد» في شبوة. وتابع أن «عادل العباب المكنى بابي الزبير كان المسؤول الشرعي لـ(القاعدة) في اليمن وتوفي متأثرا بجروحه بعد الغارة بساعة ونصف». وأكد أن «العباب حاول الفرار عند مشاهدته طائرة دون طيار وترك السيارة في الطريق غير أن شظية واحدة أصابته في الرأس وتوفي بعد ساعة ونصف من الإصابة». وأكد المصدر «قمنا بدفن العباب ومعه رفيقه المصري الجنسية في مقبرة في منطقة يشبم في الصعيد فيما نقل باقي القتلى إلى مناطقهم». وقتل سبعة عناصر من تنظيم القاعدة بينهم قيادي محلي قبل يومين في غارة شنتها طائرة من دون طيار يعتقد أنها أميركية على قرية قرب جعار بمحافظة أبين في جنوب اليمن. وشن الجيش اليمني في مايو (أيار) حملة بمعاونة اللجان الشعبية استمرت شهرا وأسفرت عن طرد «القاعدة» من محافظة أبين التي ظلت طوال سنة تقريبا تحت سيطرة المتطرفين.
وكانت جعار تعد المعقل الأبرز لمسلحي «القاعدة» في أبين. وتندرج الغارات ضمن سياق ازدياد وتيرتها وتنفذها طائرات من دون طيار يرجح أنها أميركية ضد أهداف لـ«القاعدة» في اليمن. واستفادت «القاعدة» من ضعف سيطرة الدولة والاحتجاجات ضد نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لفرض سيطرتها على مناطق واسعة من جنوب اليمن. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أقر للمرة الأولى في تصريحات نقلتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في 29 سبتمبر (أيلول) باستخدام الطائرات الأميركية من دون طيار في الحرب على «القاعدة» في اليمن. وقال هادي إنه يوافق شخصيا على الغارات التي تشنها هذه الطائرات، مشيدا بقوة بأداء هذه الأسلحة المتطورة التي سمحت على حد قوله بتجريد «القاعدة» من المكتسبات التي حققتها على الأرض.