القصير تتحضر لرابع محاولة لاقتحامها خلال أسبوع

أول حالة وفاة جراء انفجار قنبلة عنقودية.. وناشطون: «قنابل فراغية» على الغوطة الشرقية

مقاتل من «الجيش الحر» يطلق النار على عناصر الجيش النظامي في حي العامرية بحلب أول من أمس (أ.ب)
TT

بينما كانت منطقة القصير على الحدود اللبنانية السورية تتعرض لقصف عنيف ومركّز «تمهيدا لاقتحامها»، وقعت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في دمشق وريفها، وقصف عنيف بالطائرات تعرضت له قرى ريف إدلب ومعرة النعمان ومناطق من ريف دمشق، التي تصدرت قائمة الضحايا الذين أحصتهم لجان التنسيق المحلية أمس، وفاق عددهم الـ80 قتيلا.

وأكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن منطقة القصير شهدت أمس «أعنف المعارك مع الجيش النظامي الذي حاول، للمرة الرابعة خلال أسبوع، استعادة سيطرته على قرى ريف القصير». وأشارت المصادر إلى أن الجيش النظامي «أطلق صواريخه ومدفعيته الثقيلة من المنطقة المحاذية للحدود اللبنانية، والمقابلة لجرود الهرمل، باتجاه أكثر من قرية في ريف القصير، وسمع دوي القذائف في قرى حنيدر وغيرها من القرى اللبنانية».

وقالت المصادر إن القصف انطلق من حاجز الجيش السوري الموجود في قرية «تل منّو» بمحاذاة الحدود اللبنانية، لافتة إلى أن الجيش الحر «يسيطر على المنطقة بشكل كامل، ويقاتل بشراسة، وهو من يبادر إلى مهاجمة حواجز الجيش النظامي».

من جهة ثانية، أفاد ناشطون بحدوث «قصف كثيف تعرض له ريف القصير، في محاولة من الجيش النظامي لبسط سيطرته على المنطقة». وأشارت مواقع المعارضة السورية إلى أن القصف «يأتي تمهيدا لاقتحام بعض القرى في المنطقة التي يسيطر عليها المعارضون».

وشهدت دمشق وريفها اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حي العسالي في جنوب العاصمة شهد اشتباكات عنيفة، مشيرا إلى العثور على جثتي رجلين في حي القابون جنوب دمشق مصابين برصاص مباشر. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن حي تشرين في العاصمة شهد اشتباكات عنيفة بجميع أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة بين الجيش الحر وقوات النظام، بالتزامن مع قطع الكهرباء عن الحي.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن العمليات العسكرية في ريف دمشق تواصلت أمس، وأفادت بمقتل خمسة أشخاص بينهم طفل جراء القصف على منطقة غبور في حرستا، ومقتل شخص على الأقل في حيي القدم وبرزة وحي القابون الذي عثر فيه على جثتي شهيدين مجهولي الهوية في منطقة الحفيرية، وقد أعدما ميدانيا بعد تقييد الأيدي والأرجل، وبدت آثار التعذيب على الجثتين. كما أفادت بحدوث قصف تعرضت له مناطق عدة من الزبداني وعربين والسيدة زينب في ريف دمشق.

إلى ذلك، قال ناشطون سوريون إن الطائرات الحربية أغارت على مبان في الغوطة الشرقية «مستخدمة نوعا جديدا من القنابل يدمر المباني بشكل كامل». وأضاف الناشطون أن «القنابل المستخدمة هي قنابل فراغية». ووفقا للناشطين فإن تلك القنابل التي تلقيها طائرات «ميغ» أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى في كفربطنا وسقبا وجسرين معظمهم من النساء والأطفال. وتسبب تلك القنابل تخلخلا هائلا في الضغط في موقع الانفجار، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير البنى الهيكلية للمباني فتنهار بشكل كامل.

من ناحيته، أفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات في مدينة حرستا رافقها سقوط عدد من القذائف على المدينة. وتتعرض بلدات وقرى الغوطة الشرقية وزملكا والزبداني والمزارع المحيطة بمدينة دوما للقصف من القوات النظامية. أما الهيئة العامة للثورة السورية فذكرت أن قصفا استهدف صباح أمس بلدة السيدة زينب قرب دمشق، فأسفر عن سقوط جرحى، وقتيل على الأقل. كما أشارت إلى انتشال ست جثث لسيدة وخمسة أطفال من تحت الأنقاض في بلدة سقبا التي شهدت قصفا عنيفا من القوات النظامية منذ أيام. وأفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط العديد من الشهداء واحتراق الكثير من المنازل جراء قصف قوات النظام لمنطقتي عرطوز وجديدة عرطوز بالدبابات والهاون، ورافقت ذلك حملة عسكرية عنيفة تقوم بها قوات النظام على البلدتين.

في غضون ذلك، انتشر على موقع «يوتيوب» فيديو زعم أصحابه أنه يظهر عناصر من الجيش السوري النظامي وهو يقتحم أحد المستشفيات الميدانية، في سوريا. ويظهر الفيديو أحد العناصر يدوس على حلق مريض، قائلا «قل لي وين السلاح؟».

من جهة ثانية، ذكرت «سانا» أن عبوة ناسفة أخرى انفجرت خلال «قيام عدد من الإرهابيين بزرعها قرب جامع العدنان بين السبينة والعسالي في ريف دمشق، مما أسفر عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين»، على حد قولها. وأفادت بوجود عبوة ناسفة انفجرت في أحد شوارع بلدة منين وفي ريف دمشق، مما أسفر عن إصابة عدد من المارة في منطقة الانفجار. وذكر مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق لوكالة «سانا» أن الانفجار أدى إلى وقوع أضرار مادية في المنازل والمحلات في المكان.

من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء باب النصر وقسطل حرامي وباب الحديد في حلب تعرضت للقصف، فيما وقعت اشتباكات في حي بستان القصر سقط فيها مقاتل معارض بالإضافة إلى عمليات قنص أسفرت عن مقتل عدة أشخاص في أحياء حلب.

وفي محافظة إدلب، قال المرصد إن الاشتباكات ما زالت مستمرة عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان. وفي أول حادثة من نوعها، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى مقتل الطفل حكيم أديب الفاضل، 12 عاما، في سراقب في إدلب، إثر انفجار قنبلة عنقودية كان يلعب بها مع رفاقه، مشيرة إلى أنه توفي في تركيا متأثرا بجراحه.