أنان يعارض التدخل العسكري في سوريا

رغم أنه أيده سابقا في البوسنة وكوسوفو

TT

بعد أن كان استقال في الصيف من وظيفته كمبعوث خاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا، وحمل الدول الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن مسؤولية فشله، عارض كوفي أنان، أول من أمس، أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا. وقال، في مقابلة في تلفزيون «سي إن إن»، إن التدخل «سيجعل الوضع أكثر سوءا». لكن أنان نفسه، في مقابلة سابقة، كان قد اعترف بأن التدخل العسكري أحيانا «لا بد منه»، مثلما حدث في البوسنة وكوسوفو بموافقته عندما كان أمينا عاما للأمم المتحدة.

في مقابلة تلفزيون «سي إن إن»، وإجابة عن سؤال عن التدخل العسكري في ليبيا، قال «في ليبيا، التي يشير إليها كثير من الناس، الوضع مختلف. سوريا ليست ليبيا، سوريا تقع في واحدة من المناطق الأكثر تقلبا في العالم. سوريا تجاور العراق، وتجاور لبنان حيث توجد مشاكل كبيرة. سوريا تقع في منطقة فيها مختلف أنواع العناصر الجهادية.. ثم هناك طبيعة المجتمع السوري، وهو مجتمع فسيفسائي (متنوع الطوائف)».

وسخر أنان من دعوات بعض الدول الكبرى بأن «شيئا ما» أو «أي نوع من أنواع التدخل» يجب أن يحدث لوقف الحرب في سوريا. وانتقد الذين «يقولون إن أي محاولة للتوسط تعطي الأسد مزيدا من الوقت لقتل شعبه»، وقال إن «هذا هراء». وأشار إلى أن من بين الذين يدعون إلى التركيز على الحل العسكري نائب المرشح الرئاسي الجمهوري بول رايان.

ووصف أنان ريان بأنه «مخطئ»، وتابع أن «رفع مستوى آمال السوريين؛ في الوقت الذي لا تتوافر فيه الحماسة الكافية لدى الدول الأخرى للتدخل، يزيد من تعقيد الأمور».

غير أن أنان نفسه كان هدف انتقادات كثيرة له بسبب استقالته، وبأنه يتحمل مسؤولية فشل مهمته.. وأن أنان لم ينتقد الرئيس بشار الأسد عندما كان وسيطا، وأراد أن يكون محايدا بين نظام ديكتاتوري ومعارضة تريد الحرية.

إلا أن أنان، بعد استقالته وبمناسبة صدور كتاب مذكراته، هاجم الرئيس الأسد، وقال إنه «يجب أن يرحل». وقال في مقابلة مع إذاعة «إن بي آر» الأميركية عن كتابه «على الأسد أن يرحل. لا يمكنك البقاء في السلطة عندما يلقى الكثير من الناس مصرعهم، أو يموتون في الوقت الحالي. لا يمكن لأي حاكم التمتع بالشرعية بعد ذلك. السؤال هو: كيف يذهب؟ ومتى يذهب؟».

وعن لماذا استقال من منصبه كمبعوث للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، قال في مقابلة «إن بي آر»: «أول من يجب أن يتحمل مسؤولية الفشل هو الحكومة السورية، بسبب تعنتها، ورفضها تنفيذ الخطة التي قدمتها (خطة النقاط الست)». وأضاف «والمعارضة التي - في نهاية المطاف - تخلت عن العملية السلمية، وقررت تسريع عملياتها العسكرية في مواجهة الحكومة».

وفي مقابلة «إن بي آر»، قال أنان، رغم أنه فضل الحلول السلمية، إن وضعا معينا – أحيانا - يمكن أن يقود إلى حلول عسكرية. وأضاف «أحيانا، لا يمكن التوصل إلى حل سلمي، ولكن تنبغي المحاولة على الأقل. لكن، قد يكون هناك وضع لا يحل السلام المشكلة فيه». وأشار أنان إلى الإجراءات العسكرية التي قامت بها الأمم المتحدة في كوسوفو، وأن هناك أوقاتا يمكن أن تستعمل فيها القوة لخدمة السلام. وقال «كأمين عام (آنذاك) للأمم المتحدة، وافقت على العمل العسكري في البوسنة. وقلت إنه لا بد من القوة أحيانا لإحقاق الحق. وذلك لأن ما حدث في البوسنة (قبل ما حدث في كوسوفو) دفعني لأقول إنه من غير المعقول أن يسترخي العالم، ويوافق على السماح بتكرار ما حدث في البوسنة في كوسوفو».