انفجار سيارتين مفخختين في حيين مسيحيين بدمشق وحلب

ناشطون مسيحيون: النظام لا يحمي الأقليات

TT

بالتزامن مع لقاء المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مع الرئيس بشار الأسد، في مباحثات حول تفعيل هدنة في عيد الأضحى، وقع انفجار ظهر أمس في ساحة بابا توما (الحي المسيحي)، حيث يقع الباب الأثري بدمشق أمام قسم للشرطة، وفي حصيلة أولية قتل نحو 13 شخصا وجرح أكثر من 30 آخرين.

وتعتبر ساحة بابا توما مركزا لانطلاق حافلات النقل الداخلي والتاكسي، كما أن وقت وقوع الانفجار يتزامن مع موعد صلاة الأحد في الكنائس التي يقع غالبيتها في محيط الساحة. من جهتها، أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى أن الانفجار نتج عن «عبوة ناسفة وضعتها مجموعة إرهابية مسلحة تحت سيارة في ساحة باب توما بدمشق».

وقال شهود عيان في الحي، إن من بين القتلى 5 شبان، ليسوا من سكان المنطقة، كانوا في سيارة تصادف وجودهم لحظة التفجير، وموظف في مركز بيع الخبز، وعامل للنظافة، و4 رجال من الشرطة الموجودين في محيط القسم. وذكر مصدر في وزارة الداخلية لوكالة «سانا» أن التفجير «أدى إلى استشهاد 13 شخصا وإصابة 29 آخرين من المارة والموجودين في المكان». وأضاف أن التفجير تسبب بأضرار مادية كبيرة في منازل المواطنين وعشرات السيارات الموجودة في المكان، وذكر أن «سيارات الإسعاف شوهدت في المنطقة».

وفي تزامن لافت مع وقوع انفجار في حي باب توما المسيحي داخل دمشق أكدت لجان التنسيق المحلية في سوريا وقوع تفجير ثان، قرب المستشفى السوري الفرنسي في حي السريان المسيحي في مدينة حلب شمال البلاد. وأشارت معلومات الناشطين إلى أن الانفجار تسبب بسقوط مدنيين وعدد من الجرحى، كما تسبب بأضرار بالغة في المستشفى، حيث إن معظم الضحايا من الكادر الطبي في المستشفى السوري - الفرنسي.. وقد خلف الانفجار حفرة بعرض مترين وعمق نصف متر، وفرضت قوى الأمن السوري طوقا مشددا على مكان الانفجار الذي تبعه إطلاق نار كثيف.

وقد دفع التوقيت الواحد لوقوع انفجاران في حيين مسيحيين داخل دمشق وحلب الناشطين السوريين، لا سيما المسيحيين منهم إلى اتهام النظام السوري بالوقوف وراء هذه «الأفعال الإجرامية» بهدف «تخويف الأقليات؛ وتحديدا الطوائف المسيحية». وقال رامي وهو ناشط مسيحي يقطن في دمشق لـ«الشرق الأوسط»: «منذ فترة طويلة يقوم النظام السوري ببث الشائعات في صفوف مسيحيي دمشق بقصد تخويفهم من الأكثرية السنية»، ويضيف: «لقد عرض علينا التسلح كي نساعده في حربه ضد الشعب السوري، لكن الأغلبية العظمى من المسيحيين رفضت هذا الخيار وتحديدا القيادة الكنسية». وفي حين استبعد الناشط المعارض أن يكون الجيش الحر وراء هذا التفجير، أشار إلى أن «الجيش الحر يتعامل بذكاء مع حساسية المناطق المسيحية».

من جانبه، لا يرى جورج أي انفصال بين تفجيرات باب توما وحي السريان وتفجير منطقة الأشرفية الذي وقع يوم الجمعة في بيروت، ويعلق الناشط المسيحي المقيم في بيروت بالقول: «النظام السوري يستهدف المسيحيين في سوريا ولبنان ويستخدمهم درعا للبقاء في الحكم، إذ يدعي الدفاع عنهم ويقوم في الوقت ذاته باستهدافهم ليوحي للعالم أن الثورة متطرفة وتريد القضاء على الأقليات».