أمير قطر إلى غزة غدا لافتتاح مشاريع إعادة الإعمار وحث المصالحة

يصل برفقة مبعوث لمرسي.. ومشعل قد يكون بين المرافقين

TT

في الوقت الذي تضاربت فيه التوقعات بشأن «المفاجآت السارة» التي سيتم الإعلان عنها خلال الزيارة، ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيصل إلى قطاع غزة غدا (الثلاثاء)، وليس اليوم (الاثنين)، كما تناقلت وسائل الإعلام. وأكدت المصادر أن حكومة غزة أنهت جميع الاستعدادات لاستقبال أمير قطر وزوجته الشيخة موزة، اللذين سيقومان بوضع حجر الأساس لعدد من مشاريع إعادة الإعمار في قطاع غزة، والتي أعلنت قطر عن تمويلها، والتي تبلغ تكلفتها المبدئية نحو 300 مليون دولار. وكشفت المصادر أن عددا من المسؤولين العرب سيرافقون أمير قطر، من بينهم ممثل خاص عن الرئيس المصري محمد مرسي، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال الخليجيين والعرب. ولم تستبعد المصادر أن يرافق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، أمير قطر في زيارته لغزة، إلا أن حركة حماس رفضت حتى الآن تأكيد وصول مشعل إلى غزة.

وأشارت المصادر إلى أن الشيخ حمد لن يكتفي بتدشين مشاريع البنى التحتية، بل سيبحث أيضا ممارسة الضغوط على قيادة حماس في قطاع غزة لتقديم تنازلات تسهم في إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الداخلية. وتوقعت المصادر أن يلتقي الشيخ حمد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة بعد عودته من غزة. وكشفت المصادر النقاب عن أن الحكومة التركية وافقت على طلب قطر بالمساهمة في المحاولات الهادفة لإنهاء حالة الانقسام، مشيرة إلى أن الرئيس عباس توجه سرا مؤخرا لأنقرة وعقد اجتماعات سرية مع كل من الرئيس التركي عبد الله غل، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، تركزت بشكل أساسي على تفعيل ملف المصالحة الوطنية. وشددت المصادر على أن دولة قطر معنية بألا يتم تفسير افتتاح الشيخ حمد مشاريع إعادة الإعمار في غزة على أنه تشريع لحالة الانقسام الداخلي. ونوهت المصادر إلى أن هناك تنسيقا أمنيا عالي المستوى بين الأجهزة الأمنية المصرية والفلسطينية والقطرية لتأمين الزيارة، مع العلم أن طائرة الشيخ حمد ستحط صباح غد في مطار العريش.

من ناحية ثانية، نوهت المصادر إلى أن هنية سيعلن خلال المؤتمر الصحافي الذي سيعقده برفقة الشيخ حمد عن «مفاجآت» وعد بها سابقا، وتتضمن قرار قطر مضاعفة المنحة القطرية لإعادة الإعمار لتصل إلى نصف مليار دولار، والإعلان عن قرار الرئيس المصري محمد مرسي زيادة حجم الطاقة الكهربائية التي تقدمها مصر لغزة، علاوة على التأكيد على تعهد مصر بإنهاء حالة الانقسام وإقامة منطقة تجارة حرة على الحدود بين غزة وسيناء.

وفي ذات السياق، راجت إشاعات بأن هنية سيعلن خلال زيارة الشيخ حمد تعهده بتشغيل شخص من كل عائلة فلسطينية غزية لا يعمل أحد أفرادها موظفا لدى حكومة رام الله أو حكومة غزة، أو في دوائر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا).

من ناحيته، قال زياد الظاظا نائب رئيس الوزراء في حكومة غزة، إن «الحكومة والشعب في قطاع غزة يرحبان بأي زعيم عربي أو إسلامي أو من أي دول العالم يزورهم، وعلى وجه الخصوص زيارة أمير قطر وزوجته لافتتاح بعض مشاريع الإعمار التي تكفلت بها قطر». وشدد الظاظا في تصريح صحافي على أن زيارة الشيخ حمد تكتسب أهمية ومكانة خاصة «في نفوس أهالي قطاع غزة، وخاصة أنه هو أول زعيم عربي يزور قطاع غزة، وبالذات أول زعيم يتكفل بإعمار قطاع غزة حقيقيا وبشكل مباشر». ومن المقرر أن يقوم الشيخ حمد بوضع حجر الأساس لمدينة «حمد» السكنية، وسط القطاع، وحجر الأساس لإعادة إنشاء شارع صلاح الدين، الذي يصل جنوب القطاع بشماله، والشارع الساحلي. ومن المقرر أيضا أن تشمل الزيارة لقاء مطولا مع حكومة هنية، حيث سيشارك الشيخ حمد بعد ذلك في حفل استقبال جماهيري تنظمه الحكومة في غزة.