نتنياهو يرد على الأوروبيين: لا عقبات أمام الاستيطان في القدس الشرقية

مخطط لبناء أكاديمية عسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة

TT

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، أن حكومته لا تضع أي عقبات في طريق الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية (المحتلة منذ عام 1967) وأنها على العكس من ذلك تبني باستمرار فيها وستواصل هذه السياسة بكل قوة.

وأضاف نتنياهو، الذي كان يتكلم في مستهل جلسة حكومته ردا على الاستنكار الأوروبي لقراره بناء 800 وحدة سكن جديدة لليهود في الحي الاستيطاني «غيلو» جنوب القدس المحتلة، أن القدس كلها (الغربية والشرقية) هي عاصمة إسرائيل التي تبني فيها مثلما يبني البريطانيون في عاصمتهم لندن والأميركيون في واشنطن والروس في موسكو والفرنسيون في باريس «فهناك ارتباط وشائجي وطيد بيننا وبين القدس، لا أقل من علاقتهم بعواصمهم». ورد وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بشكل أقسى على الانتقاد الأوروبي، فطالب الاتحاد الأوروبي بعدم التدخل في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن «يتركز في المشكلات القائمة في أوروبا»، معتبرا هو أيضا مستوطنة «غيلو» جزءا لا يتجزأ من القدس، التي هي جزء لا يتجزأ من إسرائيل. وقال إن هذه الإدانات «لا تسهم في التقدم في الحوار بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنما تشجع الطرف الفلسطيني على مواصلة رفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ومواصلة النشاطات المعادية لإسرائيل في الساحة الدولية»، على حد قوله. وتابع ليبرمان: «إنه من المفضل أن يتركز الاتحاد الأوروبي في المشكلات التي تثور بين الشعوب والقوميات المختلفة في أوروبا، وبعد حلها بنجاح يمكن الاستماع منه إلى اقتراحات بشأن حل المشكلات مع الفلسطينيين». وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، قد انتقدت المخطط الإسرائيلي لبناء 800 وحدة سكنية في مستوطنة «غيلو» في القدس المحتلة. وقالت في بيان لها إن المستوطنات ليست قانونية بموجب القانون الدولي، وتهدد بجعل «حل الدولتين» غير ممكن. وطالبت بوقف البناء في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة. وبحسبها فإن المحادثات هي الطريق الأفضل للتقدم من أجل حل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

من جهة ثانية، كشف عن مخطط لعملية بناء استراتيجي آخر في القدس المحتلة، هدفها إقامة مبنى ضخم لوزارة الدفاع على قرابة 14 دونما تقع شمال شرقي البلدة القديمة، يكون بمثابة كلية عسكرية للقيادة والأركان العسكرية الإسرائيلية ومكاتب لقادة الكلية العسكرية وقيادة الأركان، وستستوعب الكلية قرابة 400 طالب عسكري و130 أكاديميا. وقال الناطق بلسان بلدية القدس عن هذا المخطط، إنه يأتي «لتعزيز مكانة القدس كعاصمة لإسرائيل، وذلك في إطار مشروع كبير لنقل مقرات حكومية كثيرة إلى الجزء الشرقي من القدس». وذكر أيضا أن هذا المخطط يأتي أيضا ضمن خطة لتوسيع حلقة السيطرة الإسرائيلية على محيط البلدة القديمة بشكل خاص وهي خطة تمضي السلطات الإسرائيلية قدما بها بمساعدة الجمعيات الاستيطانية الخاصة وتسخر لها جميع الموارد الأزمة.

وقالت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية، التي تكافح الاستيطان كونه عقبة كأداء أمام عملية السلام، إنه جرى خلال الأيام القليلة الماضية تعليق إعلانات في جبل الزيتون في القدس الشرقية عن إيداع الخطة رقم 51870 لبناء أكاديمية عسكرية إسرائيلية. وأضافت في بيان لها أنه يمنح الجمهور فترة 60 يوما لتقديم الاعتراضات على الخطة إلى لجنة التخطيط اللوائية الإسرائيلية التي ستنظر في الاعتراضات وتصادق على الخطة. ووجهت الحركة الانتقادات للخطة الإسرائيلية نظرا لإقامة الأكاديمية العسكرية الإسرائيلية في داخل القدس الشرقية، مؤكدة أنه حال بناء الكلية العسكرية الجديدة فإنها ستشكل بؤرة جديدة في حي الطور الذي يعاني من الاستيطان الإسرائيلي، حيث توجد فيه بؤرتان استيطانيتان هما «بيت حوشن» و«بيت أوروط» الذي تم فيه مؤخرا بناء 28 وحدة استيطانية ولا يبعد عن الكلية العسكرية المخططة سوى بضع العشرات من الأمتار.