الحسن رافق الرئيس الراحل رفيق الحريري في حياته.. وجاوره في مماته

«خيبة أمل» من عدم مشاركة سعد الحريري في التشييع

TT

«كان ظله في حياته وسيحرس ضريحه في مماته»، صرخت سيدة أربعينية وهي تذرف الدمع بعد خروج نعشي رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن ومرافقه المؤهل أول أحمد صهيوني، محمولين على الأكف وتتقدمهما أكاليل الورود البيضاء، من مسجد محمد الأمين في وسط بيروت. دفن وسام الحسن ورفيقه أمس إلى جانب ضريح رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري ورفاقه، في وسط بيروت.

عاد وسام الحسن ليلتصق بالرئيس الحريري، وهو الذي لم يفارقه يوما. شاء القدر ألا يكون الحسن موجودا في موكب الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005، لكن القدر نفسه عاد ووضعهما معا مجددا في وسط العاصمة بيروت. «سيحرس الحسن مجددا الرئيس الشهيد»، يقولها منفعلا شاب عشريني لف رأسه بعلم تيار المستقبل الأزرق.

أعاد اللواء الحسن أمس مناصري فريق 14 آذار إلى وسط بيروت، بعد غياب طويل منذ امتنعت قياداتهم السياسية عن أإحياء ذكرى اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه شعبيا في الآونة الأخيرة لأسباب عدة، أبرزها التهديدات الأمنية، واستعاضت عن ذلك باحتفالات رسمية في قاعات مغلقة. في ساعات الصباح الأولى، بدت الساحة فارغة قبل أن تضيق تدريجيا بروادها الذين تهافتوا من المناطق اللبنانية كافة. مناصرون رفعوا الأعلام اللبنانية وأعلام مكونات 14 آذار الحزبية، كتيار المستقبل والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية، كما رفع بعض المشاركين الرايات الإسلامية وأعلام الثورة السورية. ولبى مناصرو الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط النداء فشاركوا في التشييع الشعبي رافعين أعلام الحزب التقدمي الاشتراكي.

آلاف اللبنانيين تهافتوا للمشاركة في التشييع.. شيب وشباب وصغار توجهوا أمس إلى وسط العاصمة بيروت، رفعوا صورا للحسن كتب عليها «شهيد الالتزام بالدولة والقانون»، فيما ذيلت صور أخرى بعبارات عدة أبرزها «كلنا وسام.. يا رفيق»، وأخرى كتب عليها: «باغتيالك سقطت كل الأوسمة».

بدت الساحة هادئة نسبيا قبل وصول نعش اللواء الحسن ورفيقه، ثم ما لبثت أن اشتعلت بعد حمل النعشين الملفوفين بالعلم اللبناني على الأكف إلى داخل جامع محمد الأمين، حيث أقيمت الصلاة قبل أن يواريا الثرى إلى جانب ضريح الحريري. ولم يخف جمهور 14 آذار خيبة أمله أمس من عدم مشاركة رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري شخصيا خلال تشييع الحسن، خصوصا بعد تسريب معلومات عشية التشييع تفيد بأن الحريري سيعود إلى بيروت ويشارك شخصيا في التشييع. انتظروا أن يقدم خطيب الحفل الزميل نديم قطيش الرئيس الحريري قبل صعوده إلى المنصة، وإذ به يقدم رئيس الحكومة الأسبق ورئيس كتلة تيار المستقبل النيابية فؤاد السنيورة. «في كل مرة يقولون لنا إن الشيخ سعد سيشارك ولكنه لم يحضر»، تقول سيدة أربعينية بلهجة بيروتية قبل أن تعاجلها صديقتها بالقول: «الأفضل أن يبقى في الخارج، لئلا يأتي ويصطادوه كما فعلوا مع الشهيد البطل وسام الحسن».

وحدها النقمة على رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي كانت واضحة في ساحة الشهداء قبل أن تنتهي مراسم التشييع ويتحول التجمع إلى أعمال شغب. في إحدى نواحي ساحة الشهداء، كانت مجموعة من الشباب تهتف: «ارحل ارحل يا نجيب»، فيما رفع آخرون صورا للرئيس ميقاتي كتبوا عليها «أبو عدس الجديد»، في إشارة إلى شاهد الزور في قضية اغتيال الرئيس الحريري «أبو عدس».