العاهل المغربي يبحث مع أمير قطر في الدوحة العلاقات الثنائية والأزمة السورية

يحل اليوم بالإمارات في إطار جولة خليجية تختتم بالكويت

أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لدى استقباله أمس في الدوحة العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
TT

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس في الديوان الأميري بالدوحة مباحثات مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، بحضور الأمير مولاي رشيد، والشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ولي عهد قطر والشيخ عبد الله بن حمد بن خليفة آل ثاني رئيس الديوان الأميري القطري.

واهتمت المباحثات على وجه الخصوص بعلاقات التعاون بين البلدين، وسبل تدعيمها وتطويرها في مختلف الميادين. كما تطرق قائدا البلدين للتطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية.

وكان أمير دولة قطر قد أقام قبل ذلك حفل استقبال رسمي على شرف الملك محمد السادس، الذي يقوم منذ مساء الجمعة بزيارة عمل رسمية لقطر. وإثر ذلك أقام الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مأدبة غداء رسمية على شرف العاهل المغربي.

وشكلت الدوحة المحطة الثانية من الجولة الخليجية التي يقوم بها العاهل المغربي والتي استهلها بالسعودية، حيث أجرى مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بينما يبدأ اليوم زيارة رسمية للإمارات العربية المتحدة، على أن يختتم جولته بالكويت.

وبموازاة مع زيارة العمل الرسمية للعاهل المغربي إلى قطر، انعقد صباح أمس بالدوحة اجتماع مغربي - قطري موسع على مستوى المستشارين والوزراء.

وشكل هذا الاجتماع مناسبة لأعضاء الوفد المغربي قدموا خلالها المشاريع التنموية ذات الأولوية على المستوى الوطني وهي المشاريع التي أقر الجانب القطري بنجاعتها واستمرارية مردوديتها سواء على المدى المتوسط أو البعيد. ويتعلق الأمر بمشاريع في قطاع السياحة والبنية التحتية والزراعة والمياه والطاقة.

وضم هذا الاجتماع الموسع عن الجانب المغربي مستشاري ملك المغرب: عمر عزيمان وزليخة نصري، وفؤاد عالي الهمة، وياسر الزناكي إلى جانب كل من وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني ووزير الاقتصاد والمالية نزار بركة ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، ووزير التجهيز والنقل عزيز رباح ووزير الصحة الحسين الوردي ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة فؤاد الدويري وسفير المغرب في الدوحة المكي كوان.

وحضر هذا الاجتماع عن الجانب القطري يوسف حسين كمال وزير الاقتصاد والمالية ومحمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة وخالد بن محمد العطية وزير الدولة للشؤون الخارجية وناصر بن عبد الله الحميدي وزير الشؤون الاجتماعية القائم بأعمال وزير العمل بالنيابة، وعبد الله بن خالد القحطاني وزير الصحة وناصر بن محمد آل فهيد الهاجري رئيس مجلس إدارة شركة «حصاد الغذائية» ومحمد بن ناصر الهاجري مدير إدارة الدراسات والبحوث بالديوان الأميري والسفير إبراهيم عبد العزيز السهلاوي مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية، وعبد العزيز بن عبد الرحمن السبيعي سفير دولة قطر في الرباط.

وفي غضون ذلك، قال وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المغربي فؤاد الدويري إن المغرب وقطر عازمان على إقامة شراكة «رابح - رابح»، بين البلدين من جهة، وبين القطاع الخاص من جهة أخرى.

وأعرب الدويري في تصريح لوكالة الأنباء المغربية عن أمله في أن يعمل القطاع الخاص القطري على استكشاف فرص الاستثمار وإقامة مشاريع في إطار شراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات العمومية المغربية، على حد سواء.

ووصف الدويري مستقبل علاقات التعاون بين المغرب وقطر بالواعد بفضل السياسة الحكيمة لقائدي البلدين، مبرزا أن زيارة الملك محمد السادس إلى هذا البلد تأتي في إطار جولة في المنطقة تعكس أهمية البعد الاستراتيجي لهذه العلاقات.

وأضاف أن هذه الجولة تكتسي عدة أبعاد تصب كلها في اتجاه تعزيز العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين الرباط والدوحة.

من جهته، قال نزار بركة وزير الاقتصاد والمالية المغربي، إن بلاده تتوفر على رؤية اقتصادية جلية وسياسات قطاعية واضحة تعمل في إطارها على التعريف بالقطاعات الواعدة لديها من أجل جلب الاستثمارات القطرية إليها.

وقال بركة في تصريح لوكالة الأنباء المغربية، إن هذه القطاعات تشمل على وجه الخصوص الطاقات المتجددة والقطاع الفلاحي ومجال الخدمات والقطاع الصناعي.

وأضاف الوزير المغربي أنه فضلا عن تقديم هذه المشاريع الاستثمارية الواعدة «التي نرجو أن يتم دعمها من طرف دولة قطر في إطار القرار الذي اتخذ في ديسمبر (كانون الأول) 2011 من طرف مجلس التعاون الخليجي» سيعمل الجانبان المغربي والقطري بهذه المناسبة على تفعيل مشروع الشركة المختلطة في المجال السياحي بين المغرب وقطر والتي تم إحداثها بمناسبة زيارة أمير قطر للمغرب في ديسمبر الماضي. وأضاف بركة أن المغرب لديه إمكانات كبيرة بحكم أنه يحظى بوضع متقدم لدى الاتحاد الأوروبي كما أبرم اتفاقيات للتبادل الحر مع عدة بلدان، مما يمكن أي مستثمر قطري أن يصدر منتوجاته إلى نحو مليار مستهلك انطلاقا من المغرب.