مظاهرات شرق الجزائر العاصمة للمطالبة بالإفراج عن نجل ثري اختطفته «القاعدة»

المئات من الجهاديين يتحصنون بجبال منطقة القبائل.. ومنها انطلقوا لتنفيذ هجمات انتحارية

TT

تظاهر المئات من الأشخاص أمس شرق الجزائر العاصمة للمطالبة بإطلاق سراح نجل رجل أعمال ثري يحتجزه حاليا تنظيم مسلح ينتمي لـ«القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وانتقد الغاضبون «عجز السلطات عن حماية الأشخاص».

وخرج صباح أمس أكثر من ألف شخص بمنطقة أزفون (120 كلم شرق العاصمة)، إلى الشوارع، وأغلق التجار محلاتهم، تعبيرا عن تذمرهم من اختطاف الشاب حاجو غيلاس، وهو ابن مقاول معروف بالمنطقة. وانطلقت مسيرة المتظاهرين من مقر البلدية إلى مقر الدائرة (كيان إداري أعلى درجة من البلدية)، حيث رفعوا لافتات كتب عليها: «أوقفوا الاختطاف»، «أفرجوا عن غيلاس».

وشارك في المظاهرات، التي لم تعترض عليها السلطات المحلية، سكان ثلاث بلدات تنتمي إلى منطقة أزفون هي آيت شافع، وأغريب، وزكري، الذين عبروا عن استيائهم من انعدام الأمن بالمنطقة التي تعرف نشاطا لافتا للجماعات الإسلامية المسلحة. وبدت أزفون وما جاورها من قرى ومداشر، مشلولة بسبب توقف كل الأنشطة التجارية والفلاحية بها، وهو أكثر ما يميز المنطقة.

وصب المحتجون غضبهم على السلطات، التي اتهموها بـ«العجز عن حمايتنا من الإرهابيين». وأخذ الكلمة الكثير من المتظاهرين أثناء اعتصامهم أمام مبنى الدائرة، وطالبوا بالإفراج عن الشاب الذي لا يتجاوز عمره الـ20.

وتعرض حاجو غيلاس للاختطاف ليل الخميس الماضي بالقرب من قرية «ملاطحة» غير بعيد عن بيته. وقالت عائلته إنه كان يقود سيارة عندما اعترض طريقه مسلحون. وتم العثور على السيارة في حدود منتصف الليل، دون صاحبها، على بعد كيلومترين من مكان الاختطاف. وتعتقد مصادر أمنية محلية أن جماعة مسلحة تنتمي لـ«القاعدة» تقف وراء الاختطاف بغرض طلب فدية.

وتضاربت الأنباء حول ما إذا كان الخاطفون اتصلوا بالعائلة، ففيما نقل عن العائلة أن الرهينة اتصل بها ليبلغها بأنه حي يرزق، وأنه يوجد بين أيدي مسلحين جهاديين يطالبون بـمبلغ قدره 20 مليون دينار جزائري (نحو 230 ألف دولار)، نظير الإفراج عنه، ذكرت مصادر محلية أن الخاطفين لم يكشفوا عن أنفسهم ولا عن مطالبهم. وتقع أزفون الساحلية بمنطقة القبائل التي عرفت في السنوات الست الماضية ما لا يقل عن 71 عملية اختطاف، حسب إحصاء أجرته مصالح الأمن المتخصصة في محاربة الإرهاب.

ويعود سبب استفحال الظاهرة في القبائل إلى تحصن المئات من المسلحين الإسلاميين بجبالها وغاباتها، وهي تضاريس ساعدت على بناء قواعد خلفية للإرهاب، ومنها انطلق إرهابيون لتنفيذ اعتداءات انتحارية عام 2007، أخطرها استهدف مبنى الأمم المتحدة ومبنى الحكومة بالعاصمة.

وفي الغالب، يستعيد الرهائن حريتهم بعد فترة احتجاز قصيرة، تنتهي بحصول الخاطفين على فدية. وثبت أن كل المختطفين إما أثرياء أو أبناؤهم، يتحدرون من عائلات معروفة بالمنطقة يستهدفها المسلحون الإسلاميون وهم متأكدون أنها ستدفع مالا للإفراج عن ذويها. والتقت «الشرق الأوسط»، قبل عامين، شخصا عاد إلى بيته بعد 20 يوما قضاها محتجزا بمعاقل جماعة مسلحة بالجبل، وقال إن شقيقه، وهو مزارع معروف بمنطقة بغلية (70 كلم شرق العاصمة)، دفع ما يعادل 30 ألف دولار للخاطفين الذين التقى اثنين منهم وسلمهما المبلغ.