ليبيا: إقالة واستقالة مسؤولين عن الإعلام في الحكومة والبرلمان وسط تراجع عن أنباء مقتل خميس القذافي واعتقال بعض رموز نظام والده

ظهور تسجيلات صوتية لموسى إبراهيم وميلاد الفقهي ينسف رواية طرابلس حول اعتقالهما

مقاتلون ليبيون مقربون من القوات الحكومية يستريحون على بعد كيلومترات قليلة من مدينة بني وليد أمس (أ.ف.ب)
TT

تراجعت السلطات الليبية، أمس، عن روايتها الرسمية بشأن مقتل خميس نجل العقيد الراحل معمر القذافي، واعتقال بعض رموز نظامه الفارين، في حين أبلغ أحد قادة كتائب مدينة مصراتة «الشرق الأوسط» أن جثة خميس القذافي الذي زعمت السلطات أنه قتل متأثرا بجراحه بعد معارك بني وليد العنيفة، لم تكن حتى مساء أمس في مدينة مصراتة، وذلك في تشكيك للرواية الرسمية.

وطبقا لما أبلغه مسؤول حكومي لـ«الشرق الأوسط» فقد أقال رئيس الوزراء الليبي المنتهية ولايته، عبد الرحيم الكيب، بعض مسؤولي مكتبه الإعلامي، في حين استقال عمر حميدان، الناطق باسم المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، بعد احتجاج عدد من الوزراء وأعضاء المؤتمر على الإخفاق الرسمي في نقل الحقيقة للمواطنين.

وقال قائد ميداني شارك في معارك الجيش الليبي في مدينة بني وليد لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «إن أحدا لم ير شيئا يدل على وجود جثة خميس القذافي بين قتلى الاشتباكات الدامية في بني وليد».

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم تعريفه، أنه يمكنه فقط تأكيد اعتقال اثنين من كبار ضباط اللواء 32، الذي كان يقوده خميس القذافي، مشيرا إلى أنه تم إجراء حوار معهما في تلفزيون مصراتة مساء أول من أمس.

وكان محمد المقريف، رئيس المؤتمر العام قد أعلن في رسالة مقتضبة عبر حسابه الرسمي على «فيس بوك» و«تويتر» أن خميس أصيب إصابة بالغة خلال الاشتباكات، كما نقلت قناة «ليبيا» الوطنية عن مصادر رسمية تأكيد مقتل خميس القذافي.

وبعد انتشار هذه الأنباء خرج الآلاف من أهالي مدينة طرابلس إلى الشوارع التي عرفت ازدحاما شديدا، حيث أطلق المواطنون العنان لأبواق سياراتهم التي كانت تزينها أعلام الاستقلال التي ترمز للثورة الشعبية ضد القذافي، تعبيرا عن بهجتهم وسعادتهم باعتقال خميس وعدد من رموز النظام السابق في بني وليد.

وكانت وكالة الأنباء الليبية الرسمية قد نقلت عن قائد ميداني بقوات درع ليبيا التابعة للجيش الليبي نبأ مقتل خميس القذافي، حيث زعم المسؤول الذي لم تفصح الوكالة عن اسمه، أنه شارك شخصيا في المعركة التي قتل فيها نجل القذافي، وأنه شاهد خميس مبتور الساق ومشوه الوجه قبل أن يقتل في هذه المعركة. وحتى مساء أمس لم يظهر أي تسجيل مصور أو أي صور لخميس القذافي سواء كان مصابا أو مقتولا.

ومن جهته، نفى موسى إبراهيم، الناطق الرسمي السابق باسم حكومة القذافي، وميلاد الفقهي، الناطق السابق باسم جيش القذافي، في تسجيلات صوتية تم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أعلنته السلطات الليبية عن اعتقالهما أثناء محاولة فرارهما من مدينة بني وليد.

ووصف إبراهيم أنباء اعتقاله بأنها محاولة «بائسة» لصرف النظر عن الجرائم التي ارتكبها ثوار الناتو (حلف شمال الأطلسي) ضد أهلنا في بني وليد. وأعرب عن أسفه لكون «ليبيا تتحول إلى دولة ظلامية موزعة بين نقيضين هما الشيطان القاعدي والشيطان الغربي»، على حد قوله.

وبعدما وصف القذافي بأنه كان حامي ليبيا، دعا لتوحيد الصفوف «من أجل هذا الوطن الذي ضاع من بين أيدينا لأن البعض رأوا في الخيانة موقفا سياسيا». وبينما التزم مسؤولو المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، والحكومة الانتقالية الصمت، ولم يقدموا أي تفسير للتخبط الرسمي بشأن المعلومات حول مصير خميس القذافي ورموز من النظام السابق، قدم مصطفى أبو شاقور، نائب رئيس الوزراء الليبي اعتذاره إلى الليبيين، وقال في رسالة مقتضبة عبر موقعه الرسمي على «تويتر»: «اعتذر على نشر أنباء عن اعتقال موسى إبراهيم ومقتل خميس القذافي مع أنني أبلغت بها من جهات رسمية».

وكان أبو شاقور قد أكد في رسالة سابقة مساء أول من أمس أنه تم قتل خميس القذافي في بني وليد، وأن جثته موجودة في مستشفى في مصراتة، مشيرا إلى أنه تم القبض على موسى إبراهيم وهو في طريقه الآن إلى طرابلس.

وكان مكتب رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب قد أكد نبأ اعتقال إبراهيم، وقال إنه في طريقه إلى طرابلس للتحقيق معه.

ووجد كبار المسؤولين في ليبيا أنفسهم في وضع حرج للغاية بعدما اتضح عدم صحة الروايات التي تتحدث عن اعتقال بعض رموز القذافي.

وفي غضون ذلك، تعرض مقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في طرابلس أمس لعملية اقتحام مفاجئة نفذها بعض المتظاهرين الغاضبين من عدم صحة الأنباء المتعلقة بخميس ورموز حكم والده الهاربين.