مناظرة تلفزيونية أخيرة اليوم بين أوباما ورومني ستركز على الشرق الأوسط

مقتل بن لادن والعولقي يدعمان موقف الرئيس.. وهجوم بنغازي أكبر عقبة

اميركي يقف بين صورتين من الورق للرئيس الأميركي باراك أوباما والمرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني في جامعة لين ببوكا راتون بولاية فلوريدا حيث تقام المناظرة الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني اليوم الاثنين في ثالث وآخر مناظرة تلفزيونية بينهما، وستكون مخصصة للسياسة الخارجية، ويتوقع أن يكون الشرق الأوسط على رأس الموضوعات.

ويظل المرشح الجمهوري يتصدى لإنجازات أوباما في السياسة الخارجية، وخاصة نحو ربيع العرب والحرب في سوريا، والهجوم على بنغازي في الشهر الماضي، الذي قتل فيه السفير الأميركي في ليبيا واثنان من مساعديه. بالإضافة إلى إسرائيل، حيث يتهم رومني أوباما بأنه «رمى إسرائيل تحت الحافلة».

وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى بداية مناورات أميركية إسرائيلية أمس، ولأول مرة، نزول ألف جندي أميركي في إسرائيل للاشتراك في مناورات الهدف منها مواجهة هجوم إيراني، أو غير إيراني. وقالت المصادر إن الرئيس أوباما يخطط للإشارة إلى المناورات كدليل على تأييده القوي لإسرائيل.

ستجري المناظرة في بوكا ريتون (ولاية فلوريدا) حيث توجد نسبة كبيرة من اليهود، ولهذا يتوقع أن يتركز أكثر الجدل بين الرجلين حول الشرق الأوسط على قوة تأييد كل واحد لإسرائيل.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن السياسة الخارجية لعبت، أحيانا، دورا كبيرا في الانتخابات الرئاسية. مثل عندما ترشح رونالد ريغان ضد الرئيس جيمي كارتر في سنة 1980، أثناء أزمة الرهائن الأميركيين في إيران، واستفاد ريغان من الموضوع، وكان من أسباب فوزه. ومثل عندما استفاد الرئيس السابق جورج بوش الابن في انتخابات سنة 2004 بعد غزو العراق، وتكثيف الحرب ضد الإرهاب. لكن، في انتخابات سنة 1992، لم يفد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الرئيس بوش الأب الذي كان قاد التحرير، وسقط أمام بيل كلنتون.

واليوم، يتوقع أن يكرر أوباما أنه أوفى بوعوده في الحملة الانتخابية سنة 2008، مثل: الانسحاب من العراق، وبدء المرحلة الانتقالية في أفغانستان للانسحاب من هناك، وتحقيق نجاحات ضد تنظيم القاعدة، وخاصة قتل أسامة بن لادن مؤسس التنظيم.

وقبل مناظرة اليوم بأيام قليلة، كان أوباما تحدث بلهجة ساخرة عن أن مناظرة اليوم ستكون «نحن قضينا على بن لادن». وذلك لأن قتل زعيم «القاعدة» في مايو (أيار) سنة 2011 عطل إلى حد كبير الانتقاد التقليدي الذي يوجهه الجمهوريون إلى الديمقراطيين عن ضعفهم في الشؤون الأمنية الخارجية.

وتوقع جوستان فايست، مؤلف كتاب «باراك أوباما وسياسته الخارجية»، وخبير في مركز بروكينغز في واشنطن، أن يركز أوباما اليوم على الدور «الذي يتمتع به بشكل تلقائي: هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. وهو الذي أمر بالغارة على بن لادن. وهو الذي أمر بضربات (درون) (طائرات من دون طيار) للقضاء على الإمام الأميركي اليمني أنور العولقي، وإرهابيين آخرين».

في الجانب الآخر، بالنسبة إلى رومني، يتوقع أن يحاول تشويه هذه الصورة، خاصة بمهاجمة استراتيجية أوباما حول الملف الإيراني. وكان رومني قال، خلال المناظرة الثانية في ولاية نيويورك: «صارت إيران اليوم أقرب بأربع سنوات من اقتناء قنبلة نووية». أيضا يتهم رومني أوباما بأنه «تخلى» عن إسرائيل.

كما يأخذ عليه تساهله تجاه نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وما سماها رومني «التطورات العنيفة في إطار الربيع العربي». ويوم الثلاثاء الماضي قال رومني إن استراتيجية أوباما في الشرق الأوسط على وشك الانهيار تحت أنظارنا». غير أن الموضوع الرئيسي الذي يتوقع أن يسعى رومني إلى استغلاله ضد أوباما في المناظرة التلفزيونية اليوم هو الهجوم في بنغازي. وكان رومني اتهم أوباما بأنه تأخر في وصف ذلك الهجوم بأنه «هجوم إرهابي».

وقال مساعد وزير الخارجية السابق، كارل أندرفيرث، لوكالة الصحافة الفرنسية إن أوباما «لم يستقبل أي شخصية أجنبية في البيت الأبيض منذ منتصف يونيو (حزيران). وتغيب عن أي اجتماع ثنائي رسمي في الأمم المتحدة عندما كان هناك، إدراكا منه لخطورة رهان الانتخابات». وأضاف أندرفيرث أن أوباما يعلم أن الأميركيين لن يحسموا رأيهم على أساس «حصيلته في السياسة الخارجية»، حتى إذا كانت «ضخمة». وقال إن أوباما سيكون، أثناء ولاية ثانية، «أكثر تركيزا على تقديم يده الممدودة (إلى أعداء الولايات المتحدة) بعد ولاية أولى لم تتحقق خلالها بعض آماله». وأضاف: «لا أعتقد أنه تخلى عن هذه الفكرة. لكن أعتقد أيضا أنه يقر بأن الربيع العربي يمر بمرحلة دقيقة، وسيجب عليه مزيد من الاهتمام به». وأضاف أنه، لهذا، يتوقع أن يعود أوباما للتركيز على «خيبة الأمل الكبيرة في ولايته الأولى وهو موضوع إسرائيل والفلسطينيين».