محادثات باكستانية أميركية لبحث الأمن والاستقرار في أفغانستان

مقتل 7 مسلحين مشتبه بهم في عملية لقوات الأمن في الشريط القبلي

TT

وصل الموفد الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان مارك غروسمان، أول من أمس، إلى إسلام آباد لإجراء محادثات مع المسؤولين السياسيين والعسكريين الباكستانيين حول الأمن والاستقرار في الشريط القبلي وأفغانستان.

وفور وصوله، نفى الدبلوماسي الأميركي أن يكون الغرض من زيارته حض باكستان على شن هجوم في المناطق القبلية. وقال غروسمان لقناة التلفزة الباكستانية العامة «كلا.. أنا هنا لمواصلة المشاورات التي أجريناها مع القادة الباكستانيين في الأشهر الأخيرة». وجاء كلامه ردا على سؤال عما إذا كانت زيارته تهدف إلى تشجيع باكستان على شن هجوم عسكري في إقليم وزيرستان الشمالية الذي يشكل جزءا من المناطق القبلية التي تعتبرها واشنطن المعقل الأبرز لطالبان والمتمردين المرتبطين بـ«القاعدة». وسبق أن طلبت واشنطن أن تشن باكستان هجوما في هذه المنطقة يستهدف شبكة «حقاني» المرتبطة بـ«القاعدة» والتي تتهمها الولايات المتحدة بمهاجمة السفارة الأميركية في كابل عام 2011. وأوضح غروسمان أن «المسألة المحددة» لوزيرستان الشمالية تعود إلى «قرار الحكومة الباكستانية.. وإليها فقط».

ورفض التعليق على موضوع الصواريخ التي تطلقها طائرات أميركية من دون طيار تنطلق من أفغانستان في اتجاه الجانب الآخر من الحدود، وتحديدا على قواعد المتمردين في مناطق القبائل الباكستانية، الأمر الذي يثير توترا بين واشنطن وإسلام آباد. وقال «لا يندرج هذا الموضوع ضمن محادثاتي». وأضاف غروسمان أن «الباكستانيين والأميركيين يمكنهم التعاون وإعلان نهاية (القاعدة) في هذه المنطقة. هذا الأمر يمكن أن يكون جهدا استراتيجيا مشتركا كبيرا في المنطقة آمل في أن يتم بذله سريعا». واعتبر الدبلوماسي الأميركي أن العلاقات بين البلدين وضعت «مجددا على السكة مقارنة مع (ما كان عليه الوضع) العام الماضي».

والتقى غروسمان وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار، وبحث معها التعاون بين البلدين دعما «لعملية السلام والمصالحة في أفغانستان» وفق بيان رسمي. وناقش أيضا الوضع في أفغانستان مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني، بحسب ما أورد مسؤول عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية.

إلى ذلك، لقي سبعة مسلحين مشتبه بهم حتفهم في عملية لقوات الأمن الباكستانية في بلدة ماموزاي بمنطقة أوراكزاي. ونقلت صحيفة «دون» الباكستانية أمس عن مصادر حكومية القول إن سبعة مسلحين قتلوا عندما استهدفت قوات الأمن عددا من مخابئ المسلحين في منطقتي جاندري كالاي وبوتاخيل في منطقة أوراكزاي بالشريط القبلي. وأسفرت العملية أيضا عن تدمير ثلاثة من مخابئ المسلحين. وأفادت مصادر أمنية بأن الاشتباكات مع المسلحين في منطقة أوراكزاي أسفرت عن مقتل أكثر من 122 رجل أمن وإصابة 172 آخرين. وأضافت المصادر أن 638 مسلحا قتلوا أيضا خلال الاشتباكات وأصيب 339 آخرون.

من جهة أخرى، دعت ثلاثون منظمة غير حكومية، في نداء مشترك الجمعة، إلى اتخاذ تدابير عاجلة من أجل حماية نصف مليون مهجر أفغاني يواجهون قساوة الشتاء وأحوالا معيشية صعبة، بعدما فروا من مناطقهم بسبب الحرب. وذكرت هذه المنظمات أن نحو مائة شخص كان العدد الأكبر منهم أطفالا ماتوا من البرد والأمراض الشتاء الماضي الذي تميز بقسوته الأشد منذ 15 عاما. وجاء في هذه الرسالة المفتوحة «نوصي بإلحاح الحكومة الأفغانية والجهات الدولية المانحة والمنظمات المعنية بأن تسارع إلى إطلاق حملتها المخصصة للمساعدة في فصل الشتاء». وأكد بولي تراسكوت، المدير المساعد لمنظمة العفو الدولية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهي إحدى المنظمات التي وقعت النداء، أن «ما حصل العام الماضي كان مأساة يمكن تجنبها، ويجب أن يكون تذكيرا حادا. ومن الضروري تسليم المساعدة العاجلة على الفور قبل أن يصل الشتاء». وقالت هذه المنظمات غير الحكومية إن ميزانية الستة ملايين دولار (4.6 مليون يورو) التي قدمت إلى وزارة اللاجئين والعائدين الأفغانية ليست كافية لتأمين الحاجات الأساسية للسكان المعنيين، فيما تواجه مطالب المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدولية صعوبات في الحصول على تمويل. وبعد حرب استمرت أكثر من ثلاثة عقود ما زال ملايين الأفغان يعيشون لاجئين في إيران وباكستان المجاورين لأفغانستان.