ناشطون: نظام الأسد يكافئ الشبيحة بـ«إطلاق يدهم» في نهب بيوت ومحلات المدن الثائرة

تحدثوا عن إنشاء سوق للأغراض المسروقة في حمص

TT

منذ بداية الثورة السورية، عمد نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى تجنيد مجموعات من الشبيحة، بهدف قمع المظاهرات التي كانت تخرج سلمية للمطالبة بالحرية والديمقراطية.

فنظام الحكم - الذي كان يغري الشبان العاطلين عن العمل وخريجي السجون وأصحاب السوابق الجنائية بالعمل معه كشبيحة مقابل مبالغ مالية لا تتجاوز الـ40 دولار يوميا - غيّر من استراتيجيته تلك، كما يؤكد الناشطون. فبعد اتباعه الحل الأمني عبر اقتحام المدن والقرى، وجد نظام الأسد موردا آخر لمكافأة شبيحته، إذ تتقاطع معلومات كثير من الناشطين في أن القوى الأمنية تفسح المجال لمجموعات الشبيحة العاملة معها كي تقوم بنهب البيوت والمحلات في الأحياء والقرى التي يتم اقتحامها ويهجّر أهلها.

ويروي حسان، وهو أحد أعضاء تنسيقية دير الزور، أن «مجموعات من الشبيحة قامت أكثر من مرة بنهب محتويات المستودعات التجارية في مدينة دير الزور، ثم أقدمت على إحراقها»، ويضيف الناشط المعارض: «هؤلاء الشبيحة القادمون من خارج مدينتنا يساعدون الجيش والأمن في عمليات الدهم والاعتقال والتعذيب، ولقاء هذه المساعدة تطلق أيديهم لنهب بيوتنا وأرزاقنا، حتى المحاصيل التي كنا نخزنها تم نهبها».

ويشير الناشط الديري (أي من دير الزور) إلى أنه «لولا دخول الجيش الحر وسيطرته على أجزاء كبيرة من المدينة لاستمرت أعمال النهب من قبل شبيحة بشار الأسد. الجيش الحر لا يحمي الناس فقط، وإنما يحمي ممتلكاتهم».

ويكشف سعد، وهو ناشط من ريف دمشق، أن «نظام الأسد يهدف باتباعه هذه الاستراتيجية إلى تحقيق هدفين: الأول تخفيف العبء المادي الذي كان يتحمله بسبب تمويله لمجموعات الشبيحة، خاصة أن النظام يعاني من أزمة مادية خانقة بسبب العقوبات المفروضة عليه، أما الهدف الثاني، فهو تشجيع الموالين للانضمام إلى الشبيحة عبر إغرائهم بالمسروقات التي سيحصلون عليها بعد اقتحام منطقة ما».

ويتحدث سعد بتأثر عن عمليات نهب وسرقة طالت منازل كثير من الدمشقيين من قبل عناصر تتبع لما يسمى الشبيحة، ويقول: «داريا ارتكبت فيها أكثر من مجزرة، وبعد تهجير الناس منها، تم اقتحام المنازل وإفراغها من كل شيء».

وتبين كثير من الفيديوهات التي يقوم الناشطون المعارضون بتحميلها على موقع «يوتيوب» إقدام عناصر من شبيحة النظام السوري على كسر أقفال المحلات التجارية وسرقة محتوياتها، كما تظهر فيديوهات أخرى سرقة مفروشات تخص بيوتا سكنية تركها أصحابها بسبب القصف والدمار.

وتظل أحياء مدينة حمص وسط سوريا، التي هجرها أصحابها بعد اقتحام الجيش السوري النظامي لها، الغنيمة الكبرى لمجموعات الشبيحة الموالية للنظام. إذ يؤكد ناشطون من المدينة أن «كل المنازل التي بقيت سالمة من القصف تم نهبها على يد شبيحة الأحياء الموالية»، ويضيفون: «لقد قاموا بإنشاء سوق خاصة لبيع ما نهبوه من بيوت الناس».

وتحدثت بعض المعلومات في أواخر شهر يونيو (حزيران) الماضي عن إقدام أهالي أحياء حمص الموالية على إنشاء سوق خاصة بالأشياء التي نهبوها من الأحياء المعارضة للنظام، بعد اقتحام الجيش لها، وأطلقوا على هذه السوق اسم «سوق السنة»، في إشارة إلى أن معظم المسروقات تعود إلى عائلات تتحدر من أصول سنية، بينما تنتمي أكثرية الأحياء الموالية إلى الطائفة العلوية.