تزايد حالات المعارضة داخل الطائفة العلوية

يرفضون التجنيد في جبلة.. ويشتبكون مع الجيش النظامي في منطقة وادي العيون

TT

يبدو أن ظاهرة التململ والرفض بدأت تتزايد في أوساط الطائفة العلوية التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد ويعتمد على تأييد أبنائها للبقاء في الحكم، إذ أشار ناشطون سوريون إلى وقوع اشتباكات في بلدة وادي العيون العلوية بين السكان العلويين وقوات النظام السوري، و«ذلك بعد دفن عدد من الضحايا الذين سقطوا بسبب الأحداث الأخيرة، حيث يتهم السكان العلويون النظام بقتل أبنائهم ووضعهم في المواجهات الحامية مع الشعب السوري».

وتتبع منطقة وادي العيون لمحافظة حماه، وتمتد من الشرق إلى الغرب على السفح الغربي من سلسلة الجبال الغربية في سوريا وترتفع عن سطح البحر ما بين 450 إلى 900 متر، وتعد من الأماكن السياحية في سوريا.

ويكشف الناشطون أن هذه الحادثة ليست الوحيدة في سياق التململ والرفض الذي بدأ يبديه العلويون في سوريا ضد نظام الأسد، إذ يشير هؤلاء إلى أنهم رصدوا «حالة رفض وتذمر في حي تشرين العلوي في اللاذقية بسبب مقتل شاب ووالده على حاجز للشبيحة في بلدة دمسرخو العلوية القريبة من اللاذقية، التي كانت شهدت قبل عدة أشهر مظاهرة احتجاجية على الأمن والمخابرات».

ويؤكد الناشطون أنه إضافة إلى وادي العيون وحي تشرين في اللاذقية شهدت قرية بسيسين التابعة لمدينة جبلة تطورات في هذا الشأن، «حيث طلبت شعبة التجنيد أبناء المنطقة من الطائفة العلوية للاحتياط فلم يلبِّ شباب المنطقة الطلب.. فأرسلت قوات الأسد قوة عسكرية لجلب المطلوبين لخدمة النظام بالقوة، مما دفع الأهالي لمقاومة إرسال أبنائهم إلى الجيش الذي أصبح يعمل لحماية العائلة وليس الوطن».

وكانت منطقة القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد التي يتحدر منها الرئيس السوري، قد شهدت في الأسابيع الماضية اشتباكات عنيفة بين عائلات الخير وعثمان وعبود من جهة، وآل الأسد وشاليش من جهة أخرى، انتهت بمقتل خمسة أشخاص من آل عثمان وثلاثة من آل الخير، إضافة إلى جرح ثمانية أشخاص كان منهم محمد الأسد مؤسس ميليشيا الشبيحة في سوريا.

وقد حدث ذلك كما قال ناشطون معارضون «على خلفية اعتقال الدكتور عبد العزيز الخير القيادي في هيئة التنسيق من قبل الأمن السوري أثناء عودته ورفاقه في الهيئة من اجتماعات لهم في الصين، ونشب جدال عنيف بين مجموعة من شباب هذه العائلات في أحد مقاهي القرداحة انتهى إلى اندلاع اشتباكات الليل، بعد محاولة محمد الأسد قتل جميع المجتمعين بواسطة قنبلة».

وينتشر العلويون في سوريا بشكل أساسي في الجبال الساحلية من البلاد، من عكار جنوبا إلى طوروس شمالا. ويتوزع بعضهم في محافظات حمص وحماه ودمشق وحوران ولواء الإسكندرونة، حيث يشكلون نسبة من 8 إلى 9 في المائة من السكان. ويوجد منهم أقليات صغيرة في لبنان (محافظة الشمال)، كما تجد منهم جاليات في كل من العراق وفلسطين وإيران، وكذلك في أوروبا من تركيا واليونان وبلغاريا إلى ألبانيا، وفي أميركا وحدها يوجد أكثر من ربع مليون علوي.